سلط المسؤول الليبي السابق عمار لطيف الضوء على خارطة ليبيا السياسية وأبرز المكونات الموجودة على الساحة.

وقال لطيف في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "في ذكرى المؤامرة" "هذه ليبيا التي تشغلنا هذه ليبيا التي نريد" "لا أملك إعلاما أوظفه، ولا تنظيما التزم برأيه، ولا جماهير تتبعني، بل انا مواطن اصغر من ذلك بكثير، اكتفي بتاريخي، أُريد استعادة وطن، ولا اريد شيئا سواه، لا منصب، ولاوظيفة، انتخابا أو تعيينا، فإذا كانت الوظيفة نعمة، فقد اكتفينا منها، وإن كانت شرا فقد كانت درسا لنا في عدم التكرار، وهذا وعدُ منى بذلك".

وأضاف لطيف "أنا لم أقابل أو اتصل برئيس المجلس الرئاسي ..فايز السراج، ولا من جاء قبله من حكومات فبراير" كما "لم أقابل أو اتصل برئيس مجلس النواب .. عقيلة صالح وحكومته في طبرق" و"لم أقابل أو اتصل بقائد الجيش خليفة حفتر ولا أعرفه ولا قياداته" و "لم أقابل أو اتصل بالسيد سيف الاسلام منذ شهر 8/2011 م" و "لم أُقابل أو أتصل بجماعة الاسلام السياسي".

وأوضح ألطيف أنه لم يتصل بكل هؤلاء "ليس ترفعا أو نرجسية سياسية أو علو مكانة اجتماعية أو غزارة علم ..أنا مواطن ينظُر ويُقيّم يبحث مع غيره من أبناء الوطن، عن مشروع ينقذ البلد، يشكل أرضية يلتف الليبيون حولها".

وتابع "لا نبحث عن فارس همام أو صاحب مال، أو جاه، أو شرعية دولية ما وراء حدود الوطن" مردفا "لا اريد أن أكرر عليكم الكلام حول ما وصل إليه حال الوطن فكلكم يعيش المأساة"، "ولا أشرح لكم حال المواطن فجميعنا يشملنا هذا الحال" و"لا ما وصل إليه حال القوى السياسية، فجميعها فشلت في تقديم حل، يعيد الوطن المختطف سلما "و حربا".

وتابع "عليه" "يحق لي كما لغيري أنا المواطن أن ابدي رائي في من يتصدر العملية السياسية ومشروعه معارضا أو مؤيدا أو ناصحا أو محايدا" مردفا "ومن حق أبناء الوطن أن ينتقدونني مادمت أتكلم في المشروع أو الشأن العام".

وزاد "هنالك على الساحة شبه مشروعات أو مشروعات منقوصة لا أرى أنها تمثلني أو أستطيع أن أكون جزءا منها إلا إذا تم تطويرها لتصب في صف الوطنية" مضيفا "وفِي غياب المشروع الوطني علينا جميعا كوطنيين أن نساعد على بلورة مشروعا وطنيا وعلينا أن نتحسس ما هو مطروح من مشروعات من أبناء الوطن نبحث عما يجمعنا فيها ونحاول أن نضيف إليها".

وقال ألطيف "على الوطنيين أن يبحثوا عن من هو أقرب اليهم في الساحة من أجل استرداد البلد، وقد تكون صيغة التحالف تصلح لهذه المرحلة، وقد يكون مناصرة القوات المسلحة لفرض الأمن والاستقرار ولفترة انتقالية تتم خلالها بناء أساس الدولة التي سيتفق عليها الليبيون، دعونا نبحث عن المشترك ونؤجل المخالف، نُعيد تقييم مواقفنا بما يتلأم والمرحلة".

وتابع ألطيف "على القوى الاسلامية إذا كانت تؤمن بالوطنية وتريد الشارع أن يقبلها أن تعتذر من الليبيين بما سببته من دمار للوطن والمواطن طيلة الثمانية سنوات وأن تقدم مشروعها الليبي، وتقبل بغيرها من الأطياف السياسية، المشروع الذي يُؤمِّن ويضمن وحدة ليبيا واستقلالها الوطني التام، وتقطع علاقتها نهائيا بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين وتنتقل بنفسها من حالة العمالة للأجنبي إلى حالة الطيف السياسي الوطني، عليها أن تتعلم أنه سوف لن ينجح مشروع الإسلام السياسي القائم على تحطيم مؤسسات الدولة وجيشها وأمنها وإحلال نظام المرشد العام القابع في قطر أو أنقرة أو القاهرة ، محل إرادة الليبيين".

وأضاف ألطيف "على المشير خليفة حفتر أن يخاطب الليبيين وأن يشرح لهم مشروعه للدولة التي يقاتل الإسلام السياسي من أجلها" مردفا "إني أرى اليوم أن مشروعه يقوم على رِجْلُ واحدة وهو القضاء على الإرهاب الإسلامي وتحقيق الأمن، وهو هدف نبيل ووطني نريده اليوم وقفنا معه ولا ننقصه حقه ولا نبخس ثمن دماء سالت على مذبح الوطن، ولكنه في الجوانب الاخرى من المشروع نراه يقوم على شرعية برلمان أصبح كسيحاً بعد اختفاء صوت الوطنيين فيه، ذلك الصوت الذي رأيناه في تكوين الجيش وإلغاء قانون العزل، وأصبح منتدى للقوة البرجماتية، وفِي الجانب الآخر حكومة غائبة، وهيكلية عسكرية مشوشة" ويكاد "مشروعه يقوم على شخصيته كقائد عام للجيش ينازعه في هذا اللقب اخرون، سوف ينتهي بانتهاء خليفة حفتر موتاً أو عزلاً، وهو ما لا نتمناه للمشير حفتر، وهو ما نخشاه على مستقبل القوات المسلحة العربية الليبية، ودورها في استرداد الوطن".

وأوضح ألطيف أن حفتر إذا ما "أراد لمشروعه أن يكتمل عليه أن يشارك غيره من القوى الوطنية في هذا المشروع بغية اكتماله من خلال حوار مجتمعي إن أمكن أو حوار قيادات وطنيه تتفق على الحد الأدنى سياسيا، وحدة ليبيا واستقلالها ونحافظ على الجيش مشروعا وطنيا شعبيا ، بدلا من تقديمه مشروعا لأحد طرفي فبراير" .

وتحدث ألطيف عن سيف الاسلام القذافي قائلا "إذا دخل المعركة السياسية بمشروع أبيه السياسي فلا شك هناك مشروع متكامل خضع للتجربة ويعرفه الليبيون هناك من يتحيز له وهناك من هو ضده أنا من المنحازين لهذا المشروع ولكن بعقل ومنهجية الجيل الثاني للثورة أدعو لهذا المشروع بالتي هي احسن بالحجة والإقناع وسط المعركة الفكرية الدائرة، لا أدعو إلى فرضه على الليبيين، ولكن أملك تبنيه والدعوة له، فأنا لست معمر القذافي الذي كان يمتلك شرعية فرضه استنادا لقيادته الدولة والمشروع في آن معاً" مضيفا "ولكن الذي اعرفه ويعرفه أغلب الليبيون أن سيف الاسلام وعلى المستوي الفكري وتنظيم المجتمع والدولة يناقض ما يطرحه أبيه، وكان رائه واضحا وصريحا وشجاعاً علنيا، والرجل لم ينافق في معارضته للكتاب الاخضر الذي يؤسس لسلطة الشعب عن طريق المؤتمرات الشعبية تشريعا ومراقبة واللجان الشعبية تنفيذا وكان هذا رأيه وأبيه حياً ولم اسمع أو أقرأ له رأى آخر بخصوص انحيازه للنظام الجماهيري، وفق صيغة المؤتمرات واللجان الشعبية".

وتابع "أما مشروع ليبيا الغد فهو خطاب سياسي لم يرتقي إلى مستوى المشروع الوطني، وكان في اساسه إشراك قوى إسلامية ويسارية في حكم وإدارة البلد انقلبت على سيف الاسلام بيسارها محمد الهوني ومحمود جِبْرِيل، ويمينها على الصلابي وَعَبَد الحكيم بالحاج من أول طلقة من حلف الناتو" مردفا "الرجل مُطالب اليوم وبعد هذه التجربة النضالية القاسية في السجن أن يشرح نفسه بشكل واضح هل هو مع مشروع ابيه، القائم على الكتاب الاخضر أم له رؤية أخرى أو مشروع آخر، وذلك مطلب يرغب في معرفته تيار أبيه وأنصاره ومن حقهم".

وأشار ألطيف إلى فايز السراج والمجلس الرئاسي قائلا "إنهم يستمدون شرعيتهم من المجتمع الدولي كما يقولون ومن ثم هم مشروعا استعماريا أجنبيا ومشروع عمالة للأجنبي لا علاقة لليبيين به وجدوه أمراً واقعا، ومرغمين على التعامل معه".

وقال "ذلك بإيجاز شديد خريطة ليبيا السياسية التى يلفها الضباب" و "تفتقد الرؤية والأداة تعصف بها الرياح من كل جانب فقدت استقلالها ووحدتها وهجرها جزءا كبيرا من شعبها، وتلك ليبيا التي تشغلنا، أما ليبيا التى نريد، هي ليبيا الموحدة المستقلة التي تضمن لمواطنيها العيش الكريم بحرية، وفق دستور يُكتب ويصدر في جو ديموقراطي، وتنمية مستدامة لا مغبون ولا محروم، ليبيا التى تعاملها اكبر قوى العالم ندا ".

وتابع ألطيف "قد يَرُد عليّا البعض بترهات محطة الجزيرة وبكلام ممجوج يكررونه بمناسبة وبدونها، أنك أحد المسؤلين على عدم بناء المؤسسات وزرع الفوضى".

وأردف أقول "ليبيا كانت دولة بمؤسساتها السياسية والاقتصادية وخبراتها في كل المجالات وتستعين بهم المؤسسات الدولية، وتقارير التنمية البشرية والبنك الدولي شاهد على معدلات النمو الاقتصادي والاجتماعي، يشتاق الليبيون إلى عودتها اليوم  لم ندعي أنها السويد، لديها مثل كل الدول مشاكل واختناقات ولكنها كانت رائدة في محيطها، وحتى اللذين يتهمون المرحلة بتجهيل الليبيين يبدؤوا كتابة اسمائهم بالدكتور والمستشار والمهندس والطيار والعميد والمحامي والطبيب وحامل الماجستير وهم نتاج لها" مضيفا "وكانت تعاملها أمريكا ندا وتخشاها قطر وتطلب ودها تركيا وتحترمها المجموعة الدولية" وأردف "تنصب خيمتها في الاليزيه وتخطب في قلب روما ويتمسح ببابها رئيس وزراء بريطانيا العظمى، وتهتز لصوتها الامم المتحدة، وتقاتل أمريكا في خليج سرت تلك معارك لم يختارها معمر القذافي بقدر ما فرضها التاريخ استكمالا لمعارك هانيبال على أبواب روما ومعارك عبد الرحمن الغافقي في بواتييه على ابواب باريس ومعركة فيلادلفيا على شواطئ طرابلس ومعارك عمر المختار في الجبل الاخضر وثورة غومة المحمودي في جبل نفوسة بحلوها ومرها نصرا ام هزيمة".

وقال ألطيف "فِي نفس السياق، تَبْني الأتحاد الأفريقى، ويحج لها أبناء الكاريبي، وتنشر المساجد في أصقاع المعمورة" .

وتابع "قد يقول البعض تلك السياسة قادتكم إلى المواجهه مع هذه الدول وإنكسرتم ، أقول لو لم تكن ليبيا دولة يُحسب لها حساب في الصراع الدولي، لما أُسقِطَت بحرب كونيه ثالثة" وختم بالقول "للشرف والكرامة الوطنية ثمن لم يُدخِلَه التاريخ يوما في حسابات الربح والخسارة".