أدانت هيئة محلفين بالمحكمة الفيدرالية بواشنطن يوم الخميس متهمًا ليبيًا ثانيًا بالتآمر في هجمات 2012 المميتة على منشآت أمريكية في بنغازي، والتي أسفرت عن مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين.
وأوضحت صحيفة الواشنطن بوست أن هيئة المحلفين في واشنطن أصدرت حكمًا جزئيًا خلص إلى أن مصطفى الإمام -47 عامًا- مدان بتهمة التآمر لتقديم دعم مادي للإرهابيين وتدمير الممتلكات الحكومية، لكنها وصلت إلى طريق مسدود في 15 من 17 تهمة أخرى بما في ذلك أخطر التهم الموجهة إليه وهي القتل ومحاولة القتل في الهجمات التي وقعت خلال الليل والتي بدأت في 11 سبتمبر 2012 على مهمة دبلوماسية أمريكية وموقع قريب لوكالة المخابرات المركزية.
وقال متحدث باسم المدعية العامة في المنطقة جيسي ك. ليو إن قاضي المقاطعة الأمريكية كريستوفر آر. كيسي كوبر وجه المحلفين إلى مواصلة التداول بخصوص باقي التهم عند عودتهم يوم الاثنين.
وبحسب الصحيفة جاء الحكم الصادر بعد خمسة أيام من مداولات هيئة المحلفين التي أعقبت محاكمة مدتها أربعة أسابيع تأكيدا على الحكم الذي توصلت إليها هيئة محلفين منفصلة في نوفمبر 2017 والتي وجدت زعيم الميليشيات الليبية أحمد أبو ختالة 47 عامًا مدانا بأربع تهم من أصل 18. لكنه غير مسؤول مسؤولية مباشرة عن وفاة السفير ستيفنز ومساعد الاتصالات بوزارة الخارجية شون سميث ومقاولي الأمن بوكالة المخابرات المركزية جلين دوهرتي وتيرون وودز.
وأضافت الصحيفة أن أبو ختالة يقضي عقوبة بالسجن 22 عامًا بحكم أصدره كوبر الذي ترأس كلا المحكمتين مبينة أن ستيفنز كان أول سفير أمريكي يقتل أثناء أدائه لواجباته منذ حوالي 40 سنة.
وأشارت الواشنطن بوست أن الرئيس ترامب أمر بإلقاء القبض على الإمام ومحاكمته هي الأولى لإرهابي مشتبه به في ظل إدارة ترامب، ويواجه الإمام عقوبة قصوى تصل إلى 15 عامًا للتآمر و 20 عامًا لتدمير الممتلكات.
وتابعت الصحيفة أنه بعد صدور الحكم المفصل بشأن محاكمة بنغازي الأولية، غيرت الحكومة فرق الادعاء وسلمت قضية أكثر بساطة ضد الإمام الذي سعى فيه إلى تحديد المساءلة ليس فقط عن الاعتداء على البعثة الدبلوماسية ولكن أيضًا في جولة ثانية من ساعات الهجمات في وقت لاحق على مرفق سري قريب من وكالة المخابرات المركزية قتل فيه وودز ودهرتي في هجوم بقذائف الهاون على السطح.
وأردفت الصحيفة أنه كما فعلوا في محاكمة أبو ختالة استند الادعاء إلى شهادات أدلى بها شهود ليبيون دفعت الملايين لمساعدتهم، وقالوا إنهم رأوا أو سمعوا أن أبو خطالة يتخذ خطوات للتخطيط والتنفيذ والإعلان عن المسؤولية عن الهجمات على ما أسماه قاعدة تجسس أمريكية غير قانونية في مسقط رأسه.
وأضافت الصحيفة: اعتمدوا على سجلات المكالمات من وإلى هاتف أبو ختالة الخلوي -سرقت من شركة ليبيانا للهاتف المحمول- وشريط فيديو للمراقبة من رجال أبو ختالة بين العشرات الذين اجتاحوا البعثة الدبلوماسية.
وبحسب الصحيفة تم إلقاء القبض على الإمام من قبل قوات العمليات الخاصة الأمريكية في مدينة مصراتة في 29 أكتوبر 2017 قبل يوم واحد من شهادة عميل مكتب التحقيقات الفيدرالي مايكل م. كلارك خلال محاكمة أبو ختالة بأن أبو ختالة قد ورطت إمام - في استجواب المحققين الأمريكيين - كشخص استقل أبو ختالة معه من وإلى المجمع الدبلوماسي ليلة الهجمات، وكما يظهر في مقاطع الفيديو الأمنية التي تحمل خريطة مسروقة من مقر المجمع.
وأوضحت الصحيفة أنه في محاكمة الإمام شهد ضابط في فرقة العمل المعنية بالإرهاب في مكتب التحقيقات الفيدرالي بأن الإمام أجرى ثلاث مقابلات بعد تلقيه تحذير ميراندا - هو التحذير الذي توجهه الشرطة في الولايات المتحدة الأمريكية على المشتبه فيهم جنائيًّا عند حبسهم قبل أن يتم استجوابهم للحفاظ على مقبولية بياناتهم قبل استخدامها ضدهم في الإجراءات الجنائية- وجاءت هذه التصريحات بعد أن تم تقييد الإمام وعصب عينيه بعد القبض عليه في أحد الشوارع، ونقله إلى سفينة حربية أمريكية، واحتجازه في حجرة من 6 إلى 7 أقدام.
وبحسب الصحيفة قال الإمام خلال المحاكمة " أنا أعرف لماذا أنا هنا. . . بسبب أبو ختالة"، مضيفًا أنه سافر معه إلى المجمع وأخذ هاتفًا بناءً على طلبه وخريطة بمبادرة منه. وقالت المدعية كارين سيفرت في مرافعات ختامية "المدعى عليه وضع نفسه في مكان البعثة الأمريكية خلال الوقت الذي كانت تدور فيه تلك المعركة".
وأشارت الواشنطن بوست إلى أن محامي الدفاع ماثيو بيد الإمام وصف بأنه "رجل بسيط" كان يعمل كاتباً للبقالة ، يعتقد أعضاء الميليشيا أنه معاق عقلياً لأنه كان مرعوبًا من النوم في الظلام، وكان صديقًا لأبو ختالة لأنهما التقيا في السجن قبل الهجمات.
ونقلت الصحيفة عن بيد قوله "لا يوجد أي دليل على الإطلاق على أن السيد الإمام علم بهذا الهجوم أو وافق عليه"، متذرعًا بأن المدعى عليه ذهب إلى منزله لينام قبل هجمات الفجر على ملحق وكالة المخابرات المركزية.
وتابعت الصحيفة من المعروف أن ما لا يقل عن عشرة آخرين قد وجهت إليهم تهم في شكاوى جنائية أمريكية مختومة فيما يتعلق بهجمات بنغازي، على الرغم من أنه لم يتم القبض على غير أبو ختالة والإمام.
وقالت الصحيفة أثارت الهجمات سمعة سياسية سيئة تجاه وزيرة الخارجية آنذاك ومرشحة الرئاسة الديمقراطية هيلاري كلينتون في وقت لاحق من سنة 2016.