ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن الجيش الأمريكي نفّذ مهمة سرية أخرى في اليمن لقتل القيادي بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني عبد الرضا شهلائي، في نفس اليوم الذي نفّذ فيه اغتيال قائد الفليق قاسم سليماني في ضربة صاروخية قرب مطار بغداد، الأسبوع الماضي، لكن عملية اليمن باءت بالفشل.
ونقلت الصحيفة عن المسؤولين- لم تكشف هوياتهم- أن الضربة "لم تؤد إلى مقتل شهلائي" الممول والقائد البارز بفيلق القدس والذي ينشط في اليمن، لافتة إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية باليمن تُحاط بغطاء من السرية، كما لا تزال العملية التي استهدفت شهلائي سرية للغاية، وهو ما حال دون كشف العديد من المسؤولين عن تفاصيل متعلقة بالهجوم أكثر من كونه قد فشل، حسب ما نشرت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، أمس الجمعة.
وأوضحت المصادر أن مسؤولين في البنتاغون وفلوريدا كانوا يتابعون هجومي العراق واليمن، وناقشا الإعلان عنهم معا إذا نجح كلاهما، وقال مسؤول بارز إنه جرى منح الإذن بتنفيذ الهجومين في نفس الليلة، لكن لم تعلن واشنطن عن عملية اليمن لأنها لم تجر وفق الخطة.. ولم يستبعد المسؤول أن يتم اغتيال شهلائي لاحقا، رغم إبداء كل من واشنطن وطهران رغبتيهما في عدم تصعيد الأزمة.
وقُتل قاسم سليماني- الذي كان يعد ثاني أقوى قائد في إيران- وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس هيئة ميليشيا الحشد الشعبي، فجر الجمعة الماضي، مع مرافقين لهم، في ضربة صاروخية أمريكية استهدفت سيارتين كانتا تقلهما قرب مطار بغداد الدولي.. واعتبرت الإدارة الأمريكية أن استهداف الجنرال الإيراني كان عملا "دفاعيا"، فيما ردّت إيران، بالتحلل من التزاماتها المتعلقة بتقييد تخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي، واستهداف قاعدتين عسكريتين عراقيتين في عين الأسد وإربيل، تضمان قوات أمريكية، دون إيقاع أية خسائر في صفوف الجيش الأمريكي.
ورأت "واشنطن بوست" أن العملية الأمريكية الفاشلة باليمن تشير إلى أن قتل ترامب لسليماني كان جزءا من عملية أوسع من التي جرى الحديث عنها، مؤكدة أن ذلك يثير تساؤلات حول ما إذا كانت المهمة معنية بشلّ قيادة فيلق القدس أم فقط لمنع هجوم وشيك الى الأمريكيين كما أُعلن بالأساس.