توسدت يدها وامتدت على البلاط عند حافة الشرفة علّ نسمة تلفحها او بصيص نور ...
غلفت العتمة المكان وانسدت ابواب السماء مانعة اي حركة للهواء عدى عن ذرات الرطوبة التي تتحول لقطرات لزجة حول عنقها والوجه لتتسلل بين كتفيها تاركة اثار الالتصاق على ثوبها الفضفاض والذي تستخدمه كمنشفة تمسح فيها اثار العرق حول صدرها ...
لم يجد النوم لها طريق وان اجهدت نفسها بحثاً عنه ...
تلمست ساقيها المليئتان بقرصات الباعوض الذي لم يترك مكان الا وطمع فيه لكنها عادت وتلفتت نحو أطفالها الممتدين قربها بعد ان استسلموا تعباً وخيبة ... انقطعت الكهرباء منذ ساعات النهار الاولى حاملة معها الكثير من الامنيات والمهام المؤجلة ...
ليس اولها عدم قدرتها ولا اطفالها على الاستحمام فالمياه قطعت ايضا ولا آخرها "السلفة" التي فتحت ابواب بيتها لهم و صارت توارب هذه الابواب ...
بعد ان ضاقت ذرعا من انتشارهم في شقتها منذ اكثر من شهرين والى مالا نهاية ...
حيث قرر كمشة من الهمج اشعال حرب لا حد لها اجبرتها واسرتها على ترك كل شيء ورائهم هربا من قذائفها العمياء...
اخذت سيارات الاسعاف في الصياح من جديد ... كاسرة حالة السكون المصاحبة للظلمة ... عادوا للاقتتال ...
لم تعد تبالي بمصيرهم كل ما تفكر به هو ان ينتهوا معاً وتتوقف الحرب لتتمكن و اطفالها من العودة لبيتهم .