في تقرير مطول لها تحت عنوان "خطر الإرهابيين الإسلاميين في ليبيا"، أكدت مجلة "أميركان ثينكر" الأميركية أن ليبيا، بما تضمه من موارد طبيعية وثروة نفطية، كان بوسعها أن تصبح دولة غنية وناجحة.

وأعقبت المجلة بقولها في نفس السياق إن ليبيا، وبدلاً من أن تسير في ذلك الاتجاه، تحولت اليوم لتصبح مكاناً خطيراً ومجتمعاً فوضوياً، تتواصل فيه أعمال القتال بين الإرهابيين الإسلاميين، القوميين العرب ومجموعة من الميليشيات الإقليمية.

وأضافت المجلة أن إدارة أوباما وكل الحكومات الديمقراطية إذ تواجه الآن ثمة مشكلة متنامية تتمثل في تزايد نفوذ التطرف الإسلامي في ليبيا، نيجيريا ودول أخرى في شمال إفريقيا.

ومضت المجلة تقول إن الجماعات الإرهابية، التي تعمل بشكل فردي وفي إطار تحالفات، بدأت تستفد من فراغ السلطة الحاصل ومن خليط الجماعات القبلية والإقليمية المتناحرة ومن تناحر المنظمات السياسية في البلاد، خاصة وأنها تسيطر على كثير من المدن الكبرى ومناطق شاسعة في البلاد وتسعى للسيطرة على حقول النفط.

والمقلق أكثر، بحسب ما ورد في تقرير المجلة، هو أن التكتيكات والنهج الأيديولوجي الذي تتبعه تلك المنظمات يتطابق مع ذلك الخاص بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

وتابعت المجلة بتأكيدها أن تلك المخاطر التي تعانيها ليبيا حالياً لا تشكل تهديداً على دول الجوار فحسب، وإنما على العالم بأسره أيضاً. وما يزيد من حدة الخوف والقلق هو أن ليبيا لا تضم فحسب ميليشيات إسلامية لا حصر لها، بل مجموعة من الكيانات السياسية المختلفة، حيث توجد حكومتين وبرلمانين، المؤتمر الوطني العام والبرلمان الوطني.

وأعقبت المجلة بلفتها إلى حقيقة اشتعال الأوضاع بشكل خاص في مدينة بنغازي، التي تعتبر ثاني أكبر المدن الليبية، بين القوات الحكومية والإرهابيين. وما زاد الطين بله هو أن تلك المشكلة التي تعيشها ليبيا باتت ملحة نظراً لاتساع نطاقها بشكل كبير.