نفت حركة النهضة الاسلامية الحاكمة في تونسنالاخبار التي راجت حول انعقاد مؤتمر للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين في تونس برعايتها ، و نفت حركة النهضة تلقيها أي دعوة للمشاركة في المؤتمر أو مجرد  علمها  بهذا المؤتمر مؤكدة انه لا وجود لأي تنسيق مع أية أطراف كانت لتنظيم هذا المؤتمر بتونس.و كان الكاتب الصحفي المصري،الدكتور عبدالرحيم علي، قد كشف في وقت سابق عن "تحضيرات لانعقاد اجتماع قيادي للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين في تونس خلال هذا الاسبوع برعاية حركة النهضة الاسلامية الحاكمة و تحضره عدد من القيادات الاخوانية في العالم.

و قال عبدالرحيم علي في تقرير نشره موقع "البوابة نيوز" الذي يرأس تحريره ان هذا الاجتماع هو "أول مؤتمر للتنظيم الدولي لجماعة الاخوان المسلمين  بعد سقوط حكم الاخوان و المزمع عقده في تونس أيام 16 و17 و18 يناير الجاري لمناقشة المستجدات على الساحة السياسية في مصر عقب الاستفتاء على الدستور ومناقشة خطط وآليات دعم الاخوان بعد فشلها في الحكم بالدول التى استولت فيها على السلطة في مقدمتها مصر كذلك دعم حركة حماس في مواجهة التحديات التى تواجهها بعد سقوط مرسى"،على حد قوله .و أضاف علي انه  "كشف من خلال وثائق حصل عليها من مصادر سرية عن الشخصيات المشاركة في المؤتمر والدور المشبوه الذى تقوم به تركيا في دعم جماعة الاخوان حيث تم دعوة 42 شخصية عربية واسلامية من مصر والأردن وسوريا وفلسطين واندونيسيا وايران وسيريلانكا ولبنان وإقليم كردستان" .ويزيح "علي" الستار عن اجتماع سري سيعقد بين اعضاء التنظيم المشاركين فى المؤتمر وعدد من البرلمانيين السابقين الموالين لجماعة الاخوان في مصر لبحث سبل التصعيد مع السلطة لإفشال الاستحقاقات السياسية من بينها الاستفتاء على الدستور المقرر إجراؤه يومى 14 و15جانفي الجارى".

و من خلال الوثائق التي نشرها عبد الرحيم علي ،فان الجهة الراعية للمؤتمر هي "المركز المغاربي للتنمية المقدسية" و هو مركز علمي تأسس العام 2012 و يقع في احدى الاحياء الراقية غرب العاصمة تونس (المنزه) و يعمل على "انشاء صندوق لدعم سكان حي المغاربة في القدس" على حد تعبيره ،غير ان بعض المراقبيين يتهمون المركز بأنه "غطاء قانوني لنشطات حركة حماس الفلسطنية في تونس" ،و يظهر من خلال الصفحة الرسمية للمركز على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه سينظم مؤتمرا الاحد القادم 19 يناير 2013 في احدى فنادق العاصمة تونس تحت عنوان "نصرة فلسطين"و يرجح مراقبون أن يكون هذا المؤتمر "غطاء للجتماع الاخواني العالمي المشار اليه."

و في سياق متصل رفع عدد من المحامين في تونس قضية استعجالية للمطالبة بمنع أشغال اجتماع للتنظيم العالمي للإخوان في تونس بداية من الجمعة ويتواصل السبت والأحد. ويستند هؤلاء المحاومون إلى مبادىء قانونية ومعاهدات دولية  أمضت عليها تونس بشأن مكافحة الإرهاب.ويسجل هذا الجدل بينما نٌسب إلى زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي قوله إن بلاده قد تمنح اللجوء السياسي اذ طالب بذلك الإخوان المسلمون من منطلق اعتباره أن تونس منضوية تحت لواء الأمم المتحدة ، وبالتالي تنطبق عليها ترتيبات إعطاء اللجوء السياسي لمن يستحقه.

من جهته كان الحقوقي و مدير المعهد االتونسي للعلاقات الدولية أحمد المناعي والمعروف بقربه من حركة النهضة كشف  أن رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي كان في السبعينات عضوا فاعلا في التنظيم الدولي للإخوان المسلمين، بينما تصر قيادات النهضة على إنكار انتماء حركتهم إلى هذا التنظيم.و اوضح المناعي في السياق ذاته والذي عرف بانتقاداته اللاذعة لقيادات النهضة، أن تنظيم الإخوان لديه عدد من الوثائق التي تثبت انخراط حركة النهضة التي كانت تسمى "الاتجاه الاسلامي" في التنظيم الإخواني سنة 1974.و اشار المناعي إلى أن مقر الإخوان بمصر يحتوي على عدد من الصور لقيادات التنظيم و من بين هذه الصور توجد صورة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي و التي احترقت في الأحداث الاخيرة التي جدّت في مصر و التي أسفرت عن عزل الرئيس مرسي .