يبدو أن سيف الله بن حسين المكنى بـ«أبو عياض التونسي» لا يعيش أهنأ أيامه، وذلك ليس بسبب الملاحقة الأمنية التي اعتادها وإنما للصراع المعلن بين قطبي التنظيمات الجهادية في العالم، تنظيم القاعدة والدولة الإسلامية في العراق والشام

فالرجل في رقبته بيعتان الأولى لتنظيم القاعدة الام ولتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، منذ ثلاث سنوات والثانية بيعة في عنق تنظيمه لدولة العراق الإسلامية التي باتت اليوم الدولة الإسلامية في العراق والشام منذ أواخر 2013.

وفي ما يتعلّق ببيعة تنظيم القاعدة، فهي قصة معلومة منذ جوان 2012 تاريخ رسالة أيمن الظواهري للشعب التونسي التي طالبه فيها بـ«الزحف المقدّس»، وأمّا فيما يتعلق ببيعة «الدولة» فإن تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي كما تصنفه الدولة التونسية، بايع على أساس أن «دولة العراق الإسلامية» هي «القاعدة» حيث أن «الدولة» تُعتبر فرعًا لتنظيم القاعدة على أرض العراق، وهي تابعة للتنظيم العالمي بامارة أيمن الظواهري.

هذه البيعة التي أداها تنظيم أنصار الشريعة للمركز (القاعدة) وللفرع «الدولة» وضعته في موضع لايحسد عليه، فانقلاب أبو بكر البغدادي على أميره أيمن الظواهري الذي بايعه «على السمع والطاعة في المنشط والمكره وفي الهجرة والجهاد» بعد ان كانت في عنقه بيعة للزعيم السابق للقاعدة أسامة بن لادن.

ولم تكن ثنائية البيعة تمثل اشكالا بالنسبة لتنظيم أنصار الشريعة عندما كانت الدولة تحت امرة القاعدة، ولكن بخروج الأولى عن الثانية ادرك زعيم تنظيم انصار الشريعة بتونس المحظور، المشكلة وما قد ينجر عنها من خطر قد يطال تنظيمه فقرّر التدخل عبر بيان صوتي صدر غداة اندلاع القتال في 14 /1 /2014 بعنوان «بيان نصرة وتأييد لإخواننا المجاهدين في الشام».

هذا البيان افتتح واختتم بفقرة تقول «أذكّر كلّ من سيطّلع على هذا البيان أنّني أعتبر كلّا من الدولة الإسلاميّة في العراق والشام وجبهة النصرة والفصائل المجاهدة إخوة لي يلزمني ما يلزم كلّ مسلم تجاههم من موالاة ونصرة وتأييد ومناصحة وسعي بينهم بالصلح عند الخلاف».

امّا متن البيان فقد كان خطابا حصريا موجّها الى أتباع تنظيمه في سوريا والعراق بقوله «أخصّ إخواني أسود القيروان في بلاد الشام، والمرء مولع بأهله ووطنه، أخصّهم بهذه الكلمة: إخواني وأحبّتي المجاهدين من أرض القيروان، ... اثبتوا على العهد الذي عاهدتم عليه ربّكم من نصرة دينه وإعلاء كلمته، حافظوا على أعراض المسلمات، وسطّروا بجهادكم أمجاد أمّتنا، وإنّي لأرجو منكم إخواني وأحبّتي أن تسطّروا تاريخًا تذكركم به الأجيال وذلك بأن يكون لكم شأن في الصلح بين الإخوة ورصّ صفوف المجاهدين والكفّ عن إثارة ما يوغر الصدور».

لكن رسالة ابو عياض لم تعد كافية اليوم لرأب صدع طال تنظيمه بتجديد أكثر من قيادي فيه بيعته لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام مما يعني انتقال الصراع بين الدولة والقاعدة الى داخل تنظيم أنصار الشريعة المحظور.

 

- جريدة المغرب