قدمت فرقة "أورنينا" السورية البارحة واحدة من أهم إستعراضاتها الملحمية الغنائية الراقصة الموسومة بــ"الإلياذة الكنعانية" بالسهرة ما قبل الأخيرة من مهرجان جميلة العربي ، حيث سافرت بالجمهورالوافد لمختلف الحقبات التي مرت بها منطقة أريحا بفلسطين، مصورة بإبداع وإتقان كبيرين الأحداث الجارية والجرائم المرتكبة في المنطقة آنذاك.
وقد جسد العرض -الذي خصص لفلسطين- حضارة أرض كنعان، حيث تجند له 35 فنانا قدموا 18 لوحة فنية متكاملة، تفننوا في تمثيلها ما جعل الجميع يشاهد بصمت ومتعة، حيث بدأت الملحمة بعبارة "مبارك صوت الرعد، مبارك هطول المطر، عمروا وشيدوا يا أبناء كنعان...".
صور الممثلون بألبستهم التي كانوا يغيرونها حتى تساير فترة كل لوحة ''حضارة أرض كنعان'' و''مذبحة أريحا'' و''أحزان'' و''الرومان'' و''ميلاد السلام'' و''آلام المسيح'' و''لوحة الرايات'' و''صلاح الدين الأيوبي'' و''المؤامرة'' و''الجسر'' و''الثورة'' و''محمد وفاطمة'' و''عرس الشهيد'' و''آلام فلسطين'' و''جدار البراق'' و''بانوراما فلسطينية'' تمثلت في مجموعة من الرقصات الفلكلورية تعكس التراث الفلسطيني الأصيل .
ويهدف الإستعراض إلى تقديم عمل ملحمي يبقى في الذاكرة التاريخية برؤية معاصرة تعرّف بالقضية الفلسطينية، فقد سميّ العمل "الإلياذة الكنعانية" لأن لكل شعب "إلياذته" التي تمجّد وتروي صمود هذا الشعب الذي وقف منذ حوالي ثلاثة آلاف عام في حمى صراع لا يتوقف من أجل الأرض والحياة والسلام والحرية، وهي "ملحمة" لم يخضها شعب في التاريخ بهذه الديمومة والصبر والإصرار والبطولة وفوق ذلك يملأ قلب خصومه بالغيظ المميت.