المبعوث الأممي التاسع إلى ليبيا عبد الله باتيلي يصل إلى العاصمة طرابلس بعد تسعة أشهر من بقاء المنصب شاغرا عقب استقالة سلفه السلوفاكي يان كوبيش.

السنغالي باتيلي هو الإفريقي الأول الذي يشغل منصب مبعوثا أمميا إلى ليبيا منذ العام 2011 وقد بدأ عمله بدفعة ترحيب محلي ودولي به وتأكيدات على أهمية دوره في حل المختنقات السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد في ظل ازدواج السلطات التنفيذية وما يتبعها من حالة انقسام سياسي وعسكري.

باتيلي من جانبه أكد أنه سيتواصل خلال الأيام المقبلة،   أولاً وقبل كل شيء، مع جميع الأطراف الليبية في عموم البلاد بمن فيهم المجتمع المدني والنساء والشباب للاستماع إلى آرائهم بخصوص الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية ومعرفة رؤاهم بالنسبة لمستقبل بلادهم.

وأضاف باتيلي "الأولوية بالنسبة لي هي تحديد مسار توافقي يفضي إلى تنظيم انتخابات وطنية شاملة وذات مصداقية في أقرب فرصة ممكنة بالاستناد إلى إطار دستوري متين، حيث إن استعادة العملية الانتخابية كفيل بتعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار وتجديد شرعية المؤسسات في البلاد" وشدد على أن الأمم المتحدة ملتزمة بدعمها لليبيا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة، إذ لا بد من احترام إرادة الملايين من الليبيين ممن تسجلوا للتصويت.

أما الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، فقال إنه من الصعب معرفة التحدي الأكبر الذي سيواجهه المبعوث الأممي الجديد مؤكدا أهمية استمرار اتفاق وقف إطلاق النار والمحافظة على الاستقرار بأي ثمن.

وأكد غوتيريش على ضرورة إنهاء تجدد الاشتباكات المسلحة كالتي حدثت مؤخرا في طرابلس، إضافة إلى التوصل سريعا لاتفاق بين مجلسي النواب والأعلى للدولة؛ للسماح بإجراء التغييرات القانونية اللازمة لإجراء الانتخابات.

وعلى الصعيد المحلي أجرت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش اتصالاً هاتفياً مع مبعوث الأممي فور وصوله إلى طرابلس.

وخلال المكالمة رحبت الوزيرة بدور المبعوث الأممي في ليبيا وأهمية مواصلة عمله من العاصمة طرابلس، مشيدة بأهمية التعاون المشترك والتنسيق والتشاور الذي جرى بين وزارة الخارجية والأمم المتحدة في دعم جهود تعزيز الأمن والاستقرار في ليبيا وصولاً لتحقيق الانتخابات البرلمانية و الرئاسية، مؤكدة التزام حكومة الوحدة الوطنية بتقديم الدعم لتذليل الصعاب أمام إنجازه مهامه، لتعزيز مسار الاستقرار في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب الليبي، وفق قولها.

  أما عن الدور الذي يمكن أن يؤديه باتيلي في حل الأزمة الليبية فاستبعد عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة نجاح المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا في إيجاد حل للأزمة الليبية. 

وبين بن شرادة في تصريح لبوابة إفريقيا الإخبارية أن باتيلي سيكون مثل المبعوثين الأمميين الذين سبقوه حيث أنه عبارة عن موظف للدول الخمس الكبرى مشددا على أن خلاف هذه الدول بشأن الملف الليبي سيشكل عائقا أمام أي مبعوث أممي. 

وأشار بن شرادة إلى أن المبعوث الأممي لن يكون لديه فرصة للعمل بحرية وتنفيذ مخططات تسهم في حل أزمات البلاد.