مازالت الأحداث الجارية في تشاد تلقي بظلالها على المشهد الليبي. حيث يرى الكثيرون أنّ الوضع العسكري على الحدود الجنوبية سيكون له ارتداداته في الدّاخل الليبي.
ويخشى كثير من المراقبون من أزمة إنسانية شمال تشاد تنتجها الحرب وما ينعكس عنها من موجات هجرة ولاجئين نحو دول الجوار وأولها ليبيا، إضافة إلى خشية الأخيرة من امتداد المواجهات العسكرية أو تأثيراتها إلى دخل أراضيها، خاصة أن الجنوب الليبي يعيش وضعا اقتصاديا وامنيا وصحيا مترديًا.
في هذا السياق نقلت صحيفة "الاتحاد" الاماراتية في تقرير لها بعنوان "ما هي تأثيرات أزمة تشاد على الأوضاع في ليبيا؟"، تابعته "بوابة إفريقيا الإخبارية" عن الباحث في الشأن الليبي محمد حميدة، قوله أن "الجنوب الليبي أصبح مهدداً بشكل أكبر عما مضى، خاصة في ظل سيطرة التبو التشاديين على العديد من المدن في الجنوب الليبي منذ سنوات"
وأضاف حميدة أن "معظم الفصائل التي تقوم بالعمليات المسلحة في تشاد في الوقت الراهن قادمة من ليبيا، وتم تسليحها خلال الفترة الماضية والدفع بها نحو تشاد لتحقيق الأهداف المخطط لها منذ فترات طويلة".
وأوضح الباحث في الشأن الليبي أن "استمرار المعارك في تشاد سيجعل من الجنوب ساحة خلفية لعملية نزوح المدنيين أو فرار الجماعات المسلحة اعتماداً على الحاضنة الموجودة في عدة مدن ليبية، والتي تتواجد فيها فصائل مسلحة من التبو التشاديين"، وفق تعبيره.
ونقلت الصحيفة في تقريرها كذلك عن المحلل العسكري والسياسي الليبي محمد الترهوني تأكيده كذلك على أن الوضع في تشاد له تأثيرات كبيرة على الجنوب الليبي، خاصة في ظل عدم استقرار تلك المناطق حتى الآن وجود مشكلات في الحزام الحدودي بين البلدين، موضحاً أن هناك مساحة حرة لهذه الميليشيات والجماعات المسلحة تتجول فيها خاصة في المناطق التي تقبع فيها الجماعات التشادية.
وفي ذات السياق قال المحلل السياسي التشادي محمد الزاكي، ي تصريحٍ للصحيفة، إن الأوضاع في العاصمة التشادية مستقرة والهدوء سيد الموقف، موضحاً أن التشاديين يزاولون أعمالهم بوضع طبيعي مع وجود قانون الطوارئ يمنع الخروج ليلاً.
مضيفًا أن المناطق الشمالية التي كانت فيها الحرب أيضاً هادئة، مؤكداً توقف المعارضة عن القتال إلى حين إتمام مراسم دفن الرئيس التشادي.