كشفت مصادر مقربة من مرشح الرئاسيات علي بن فليس أن هذا الأخير باشر مشاورات مع مؤيديه، منهم قادة سياسيون وشخصيات وطنية ووزراء، إلى جانب رؤساء أحزاب سيجتمع بهم اليوم ليعرض عليهم رؤيته لتشكيل قطب سياسي يحمل مشروعه للتغيير.

وأوضح قيادي سابق في حزب جبهة التحرير الوطني وأحد قادة حملته الانتخابية في تصريح لبوابة افريقيا الاخبارية، بأن علي بن فليس يفكر في تأسيس قطب سياسي يتجاوز مفهوم حزب عادي. وارجء نفس المصدر الكشف عن محتوى مشروع بن فليس السياسي حيث قال ‘ن الأمر منوط بما سيخرج به اجتماع رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس مع مسانديه من الأحزاب السياسية. ليضيف في السياق أنه الأمر قد يؤول إلى تأسيس إئتلاف أحزاب وشخصيات سياسية، أو تجمع سياسي. في حين قال مصدر آخر من محيط بن فليس، أن هذا الأخير يم يفصح بعد عن كيف سيكون مشروعه السياسي.

ولحد الساعة، يتردد هنا بالجزائر عن نية المرشح الخاسر في الرئاسيات أمام مرشح السلطة، بأن بن فليس سيؤسس حزبا سياسيا. خاصة وأن نتائج الإنتخابات الرئاسية الأخيرة أظهرت ملامح مستقبله السياسي.

بن فليس الذي جاء في المركز الثاني بنسبة أصوات وصلت إلى 12 في المائة، أعلنها كان لمح بأنه سيواصل النضال وفقا لمشروعه الطامع للتغيير السلمي. وهو ما فهم بأنه سيؤسس حزبا سياسيا يضم كل المؤمنيين بمشروعه للتغيير. وهذا المشروع حسبه هو مواصلة النضال في مشروع سياسي يضم مسانديه، ابرزهم الوزراء السباقون الذين وقفوا معه خلال الحملة الإنتخابية،  وكذا القياديون السابقون في حزب جبهة التحرير الوطني ( الأفالان )، منهم الوزير الأسبق عبد القدار صلاة الذي قاد حملته الإنتخابية، القيادي الأسبق في الأفالان ميخاليف عباس، وقادة آخرون عارضوا سياسات الأمين العام الأسبق للحزب الحاكم عبد العزيز بلخادم.

وتقول بعض المصادر المقربة من مديرية حملة المرشح علي بن فليس بأن بن فليس سيكون " جبهة " من حجم جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي.

يشار إلى أن بن فليس يعد من ابرز الوجوه السياسية التي ظهرت في الساحة السياسية منذ الست أشهر الأخيرة التي سبقت الإنتخابات الرئاسية. فبعد غيابه لمدة عشر سنوات قرر العودة للعمل السياسي بعد صمت عن التصريحات وعن الخوض في مسائل عديدة. اما الآن فإنه عازم بسحب مقربين منه على العودة بقوة إلى الواجهة. ويرى العديد من المتابعين للشأن السياسي في الجزائر، أن الرجل الذي انهزم في رئاسيات 2004، أدرك أن نتائج انتخابات 17 أبريل كانت درسا له ومبررا كافيا كي يستجمع قواه ويفرض نفسه بديلا عن المعارضة الحالية. هذه الأخيرة بدت أنها لم تتمكن من تشكيل قطب أو جبهة قوية يمكنها ترجيح كفة النتائج لصالحها. كما أنها لم تستطه أن تعبئ الشعب إلى جانبها.

ويرى محللون سياسيون أن الحملة الانتخابية الأخيرة سوقت لفكرة أن علي بن فليس يمكنه أن يشكل صوتا معارضا للسلطة. وقد يكون الرجل البديل في حال تغير الأمور مستقبلا.