تبدأ الاستعدادات لاستقبال العيد داخل الأسرة الليبية بعد الانتهاء من شراء ملابس العيد مباشرة لأن أيام العيد فيها طقوس وعادات وتقاليد لا يمكن الاستغناء عنها قد ينقص منها شي لكن إلغاءها شيء من المستحيل.

 تحضر الحاجة فطومة الطلبات اللازمة هي وبناتها وزوجات أبنائها بالورقة والقلم حتى لا ينسين شيئا لكيلا ينزعج الحاج الزروق ويرتفع ضغطه من كثرة السؤال عن الأشياء التي تعود تقديمها للمعيدين عليه من جيران وأقارب وأبناء باعتباره من واجهات المنطقة والعائلة والقبيلة.

الحاجة فطومة وكعادتها هي عبارة عن مشرف عام باعتبار تقدمها في السن (وكرعيها يسطروا فيها) وهي بيت خبرة في تحضير المقروض الطرابلسي الأصيل بالعسل الحقاني والبقلاوة الطرابلسية والدبلة والغريبة.

وغسل ترامس الشاي الأخضر والأحمر والقهوة البيضاء والقهوة العربية المزهرة. ولا تنس الحاجة فطومة توصية جيرانهم الذين يتقنون صنع الكعك الحلو والمالح والقرينات. 

 الحاج الزروق زوج كل الأبناء والبنات والجميع لديهم أبناء وبنات ويحرص على تقديم العيدية بالتساوي لشراء مايلزمهم. 

 وطبعا من ضروري الاتصال بابنة اخته المتوفية للاطمئنان عليها وعلى أبنائها وإعطائها العيدية لها ولأبنائها  .
 
شراء ملابس العيد للحاج الزروق يحرص عليه قبل بداية رمضان هو والأبناء ويتم غسلها وتجهيزها لكي تكون الأمور مستوية ولا يفكر في شيء.

من عادات وتقاليد بيت الحاج الزروق كبقية أهالي طرابلس تفتح الأبواب مباشرة بعد الصلاة والعيد على الجيران وكل من حضر صلاة العيد يعود الناس للبيت ويعيدوا على البنات والزوجات وعلى الأمهات والعمات والاخوال والخالات.  يضحك الجميع وتمتلئ جيوب الأطفال بالحلوى والعيدية واكل كل ما جهز من قبل جدتهم الحاجة فطومة ومن الأشياء التي يتم تجهيزها صباح العيد أو في ليلته متأخرا الفطيرة الطرابلسية لأكلها بالعسل وتغميسها بطيخ الفاصوليا باللحم الوطني والتي تعتبر من أساسيات أيام العيد الثلاثة .

يجلس الحاج الزروق داخل غرفة الاستقبال المكيفة والمجهزة تجهيزا كاملا ويبدأ الأحفاد في استقبال المعيدين على جدهم الحاج الزروق فيأتي الناس في أوقات متقطعة رغبة منهم في العيد والسلام على العائلة والتلذذ ببقلاوة ومقروض الحاجة فطومة وتستمر الاتصالات والمعايدات من خارج مدينة طرابلس بنغازي وسبها وغيرها من المدن باعتباره رجلا معروفا وتاجرا كبيرا. 

 وتبدأ شوارع طرابلس في الهدوء بعد أيام عصيبة من شدة الازدحام وفوضى الشراء وتصبح الحركة التجارية في تنازل لبعد أسبوعين وأكثر. وبالنسبة للحاج الزروق تعود أيام رمضان في بيته كما هي لأنهم يصومون أيام شوال جميعا وتستمر الحياة في طرابلس وهذا جزء بسيط لأنني نسيت الكثير من العادات والتقاليد داخل المدينة القديمة وبقية المناطق والمدن داخل ليبيا . ودامت أيام ليبيا وأيامكم أعيادا وأفراحا .