كشفت صحيفة “زود دوتشي تسايتونج” الألمانية أن بعض المعتقلين العائدين من القتال في سوريا والتابعين لما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أكدوا أن هذا التنظيم “لا علاقة له بالإسلام ”.

وأجرت الصحيفة الألمانية مقابلة مع أحد العائدين من سوريا كان يقاتل في صفوف مايعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وهو شاب يبلغ من العمر 26 عاما ولد في ألمانيا لأبوين تونسيين، كان يعمل معالج تدليك وقرر الحديث للعالم حتى لا يزداد عدد المتطرفين الألمان المنضمين للتنظيم والبالغ عددهم 70 متطرفا.

يقول “إبراهيم” المسجون في ألمانيا – وفقا للصحيفة – “لم أكن يوما مسلما متشددا متطرفا كنت أدخن السجائر وأشرب الكحول وجربت أيضا المخدرات وألعب “البلياردو” وأذهب أحيانا إلى المسجد، ولم أكن متطرفا على الإنترنت، إلا أننا وقعنا ضحايا لـ “مُجنِد” داعش ياسين أوسيفي سيئ السمعة والمعروف للسلطات “.

وتابع إبراهيم “في 28 مايو 2014، ذهبت مع صديقي أيوب لهانوفر للسفر إلى تركيا، وأحس والدي أن هناك شيئا غير صحيح وحاولوا التدخل، فأكدت لهم أني ذاهب إلى ميونيخ للتطوع في الصليب الأحمر، عبرت الحدود التركية –السورية وسهل لنا الجنود الأتراك عملية الدخول”.

ويسترسل المُجند في حديثه “لدى وصولنا إلى معسكر الاستقبال في في سوريا، اضطررنا إلى تسليم جوازات سفرنا وهواتفنا المحمولة. ثم أعطيت لنا أوامر صارمة لمكافحة وبوحشية وذبح جميع “الكفار”.

ويكشف “إبراهيم ” “إن مايعرف بتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” “لا علاقة له بالإسلام ”، مضيفا أنه يفضل أن يكون سجينا في ألمانيا على أن يكون حرا باعتباره مقاتلا في سوريا.

وقال “أنا مستعد ومصمم على اتخاذ موقف علني ضد “داعش” والحديث عن هذا التنظيم وما رأيته خلال بقائي بين صفوفه بين العنف والقسوة والإلحاد وهدفي هو تحذير وإنقاذ الآخرين من الانضمام إلى تنظيم الدولة”.

وعن أسباب انضمامه إلى التنظيم يقول “من منا لا يرغب بالزواج من أربع نساء؟” إضافة إلى وعود بالسيارات باهظة الثمن وكان على ما يبدو عرضا لا يمكن لأحد أن يرفضه، إضافة إلى ان مجند داعش ياسين أوسيفي جعلنا نشعر بالذنب لعدم نصرتنا لإخواننا المسلمين في سوريا وأننا نتمتع في أوروبا بسبل العيش الكريم مقارنة بهم”.

وذكر المقاتل السابق “إن مقاتلي “داعش” مصابون بجنون العظمة، ودائما ما تصيبهم شكوك حول تسلل الجواسيس وذبح المشتبه بهم على الفور. في الواقع، ووضعت في زنزانة ملطخة بالدماء وسمعت إعدام شخص سعودي تهمته أنه شرطي سابق وبالتالي هو جاسوس يستحق الموت وألقيت جثته مقطوعة الرأس في زنزانتي مع رأس مقطوع”.

وأوضح “إبراهيم” أن المجندين الذين يجتازون الاختبار، ويثبت أنهم جهاديون يمكن الاعتماد عليهم يُقرر على الفور ما إذا كانوا يريدون أن يصبحوا مُفجرين وانتحاريين أو مقاتلين، ويؤخذ الانتحاريون إلى مخيم آخر في حين أن المقاتلين الأجانب الذين تركوا في أيدي العراقيين والسوريين يبقون للقتال مع الجيش.

ويتابع “اخترت أن أكون انتحاريا، وتم اقتيادي على الفور مع الآخرين إلى مخيم في العراق، ووضعنا في منزل “فيلا” في الفلوجة يشار إليه باسم “منزل الانتحارية” وينتظر الانتحاريين الأوامر النهائية للتنفيذ”.

وأفاد “إبراهيم ” أنه رغم قصر المدة التي بقيتها مع التنظيم يونيو- أغسطس عام 2014، واستطعت بطريقة ما من الهرب على الرغم من أمن الحدود الضيقة لـ”داعش” بحجة مرافقة جرحى من التنظيم إلى تركيا، إضافة إلى ادعائي أن شقيقي الأصغر أراد الانضمام إلى التنظيم إلا أنه داس على لغم في تركيا وهو في حاجة لي”.