قال عدد من ضحايا أعمال العنف والتخريب التي وقعت بغرداية وبريان في الجزائر، إن ”السلطات غير جادة في مسعى القضاء على العنف”، حيث ”يعيش عدد كبير من المحرّضين على الكراهية حياة عادية دون أن يتعرض لهم أحد”، كما أن ”من أشعل فتيل العنف في غرداية قبل أكثر من 8 أشهر ينعم بالحرية”.

جدّد ضحايا أعمال العنف في غرداية المطالبة بإقالة ”المسؤولين المركزيين عن الأمن  في الجزائر بسبب فشلهم في تسيير الملف الأمني بغرداية”.

وكشف تواصل أعمال العنف واشتدادها في غرداية - حسب الضحايا- عن حقيقة عجز مصالح الأمن في القضاء على العنف وإيقاف المحرضين عليه من الفئتين.

وقال ضحايا عمليات التخريب والتهجير القصري، حسب بيان نشروه في موقع الكتروني ”أحداث غرداية بدأت قبل 3 سنوات من خلال الانفلات الأمني المدروس الذي فرض على سكان المدينة” وأضاف ”لا يمكن أن يفهم هذا الانفلات إلا على أنه مهمة تم تنفيذها بنجاح”. مشيرا إلى ”ترقية عدد من المسؤولين غير الأكفاء ورفض التحقيق حول فضائح الفساد في غرداية، ثم التعامل مع بعض المحرضين على العنف على أنهم زعماء سياسيين”.         

وكشفت معاينة البيوت والمحلات التجارية التي تمّ تخريبها في مدينة بريان 45 كلم شمال مدينة غرداية، عن تطور خطير في أسلوب عصابات الملثمين في نشاطاتهم الإجرامية، حيث باتت تستعمل قارورات الغاز في عمليات التخريب من أجل تدمير البيوت بدل حرقها فقط، و«رغم كل هذه الهمجية، فإن أكثر من 90 بالمائة من الشكاوى التي تتعلق بحرق ونهب البيوت تم تقييدها ضد مجهولين على مستوى مصلحة الشرطة القضائية” يقول الضحايا. وتتطور همجية عصابات الملثمين التي تمارس العنف الأعمى في غرداية يوما بعد آخر، وكشفت أعمال العنف التي وقعت في شهر جوان في كل من غرداية وبريان عن أساليب جديدة في ممارسة العنف.

وقال أخصائي نفسي من المديرية العامة للأمن الوطني جاء في مهمة طويلة لغرداية طلب إخفاء هويته ”من خلال استماعي لعدد من ضحايا أعمال العنف من رجال الشرطة والمواطنين اكتشفت خطورة ما جرى، حيث عولج أحد عناصر الدرك من حروق خطيرة بعد أن صبّت عليه سيدة الزيت الساخن من فوق سطح منزل، وأصيب عدد كبير من عناصر الشرطة بعاهات مستديمة نتيجة استعمال قطع معدنية حادة رميت عليهم بالمقاليع، بل إن من مارس عمليات التخريب في البيوت لم يكتف بذلك، حيث حاول عدد منهم تدمير البيوت”.

ويواصل الضحايا قائلين إنه وبعد 8 أشهر من العنف الأعمى والهمجي وبعد تخريب وحرق أكثر من 700 موقع بين بيت ومحل تجاري ومخزن ومئات السيارات، ومقتل ما بين 10 و13 شخصا، وجرح أكثر من 500، لا يزيد عدد المتهمين عن 126، منهم 108 متهمين، و18 مشتبه فيه أوقف مؤخرا في بريان.

ويقول ممثلون عن ضحايا عمليات العنف والتخريب، إن أكثر من 90 بالمائة من عمليات التخريب تم تقييدها على مستوى محكمة غرداية ضد مجهولين، حيث لم يكلّف أحد نفسه عناء التحقيق المعمق للبحث عن المتورطين في تنفيذ عمليات التخريب.

ويقول مصدر من أمن ولاية غرداية إن عددا كبيرا من الموقوفين أثناء أعمال العنف تم الإفراج عنهم في النيابة، كما أن عددا كبيرا آخر يفرج عنه عن طريق وساطة أعيان ممثلي أحياء، وفي الكثير من الحالات في الأشهر السابقة يتقرر الإفراج عن عدد من الموقوفين في إطار صفقات للتهدئة بين السلطات وممثلي شباب الأحياء، وفقا لصحيفة الخبر.