قالت مصادر سياسية مصرية إن ما تبقى من تنظيم جماعة الإخوان المسلمين يعيش حالة من الاحتقان الشديد الممزوج بنوع من الخوف الذي يرتقي إلى درجة الذعر من تداعيات التحقيق مع الليبي أحمد أبوختالة المتهم بالضلوع في الهجوم على القنصلية الأميركية بمدينة بنغازي الليبية في عام 2012.

ويخشى تنظيم الإخوان المسلمين أن يكون أبوختالة قد كشف أثناء التحقيق معه الذي تم على متن بارجة أميركية، عن معلومات تُدين جماعة الإخوان، وقطر، لاسيما وأن تقارير سابقة تحدثت عن تورط الإخوان وقطر في الهجوم على القنصلية الأميركية بمدينة بنغازي الليبية الذي أسفر عن مقتل السفير الأميركي كريستوفر ستيفنز وثلاثة ممن مساعديه.

وكانت وحدة من قوات النخبة الأميركية قد اعتقلت أبوختالة في السابع عشر من الشهر الجاري داخل الأراضي الليبية، ونقلته إلى البارجة الأميركية “يو إس إس نيويورك”، حيث خضع للتحقيق قبل نقله إلى واشنطن.

وبحسب تقارير أميركية، فإن فريقا من المحققين الذين ينتمون إلى “مجموعة استجواب المعتقلين ذوي الأهمية البالغة” التي تُعرف بـ”مجموعة هيغ”، هو الذي أشرف على التحقيق مع أبوختالة على متن البارجة.

ويتألف هذا الفريق من مُحققين مُحترفين من مكتب التحقيقات الفيدرالية “أف بي آي”، ووكالة الاستخبارات المركزية “سي آي أيه”، ووكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية “دي أي أيه”.

ويبدو أن هذا الفريق هو الذي بث الذعر في صفوف جماعة الإخوان وقبلها قطر، باعتبار أن تقاطع المعلومات التي في حوزة هذا الفريق مع معلومات أخرى لدى لجنة شؤون الاستخبارات”اس اس سي أي” SSCI” التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي، تؤكد ضلوع الجماعة في عملية الهجوم على القنصلية الأميركية ببنغازي.

وكانت معلومات تسربت في وقت سابق قد كشفت أن التحقيق الذي أجرته الـ”سي أي أيه” ولجنة شؤون الاستخبارات “اس اس سي أي” التابعة لمجلس الشيوخ الأميركي خلال الفترة من يناير 2013 وحتى ديسمبر 2013 ، خلص إلى تأكيد ضلوع الجماعة في الهجوم الذي ذهب ضحيته السفير كريستوفر ستيفنس ومساعدوه.

ووفقا لتلك المعلومات المُسربة، فإن الصفحة رقم 30 من التحقيقات الأميركية، أشارت إلى أن الملفات المفقودة من قنصلية أميركا بمدينة بنغازي الليبية ليلة 12/11 سبتمبر 2012 “تتضمن تقارير تدين شخصيات إخوانية مصرية بارزة منها الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وصفوت حجازي، كما تكشف علاقة محمد مرسي بتنظيم “أنصار الشريعة” الليبي.

وتؤكد تلك التقارير أن الرئيس المصري المعزول محمد مرسي “أرسل خلية إخوانية إلى ليبيا للهجوم على القنصلية الأميركية بمدينة بنغازي الليبية، ونقل المستندات والوثائق السرية التي بداخلها إلى القاهرة”.

كما تؤكد أيضا أن مُرسي اجتمع بمندوب عن أيمن الظواهري وبحث معه العودة إلى مصر ما أثار غضب واشنطن بقوة ضد جماعة الإخوان التي كثيرا ما نددت بتنظيم القاعدة، وزعمت ألا علاقة تربطها به.

ورغم أن هذه المعلومات التي تداولتها الصحف المصرية في وقت سابق تبقى في حاجة إلى المزيد من التدقيق، فإن ذلك لا يمنع من القول إن الإخوان يشعرون فعلا بنوع من الرعب بسبب تداعيات التحقيق مع الليبي أحمد أبوختالة الذي تنظر إليه واشنطن على أنه أحد أبرز العناصر التي هاجمت القنصلية الأميركية بمدينة بنغازي الليبية.

وكان أبو ختالة قد أكد أمام هيئة المحكمة الفيدرالية الأميركية بواشنطن خلال جلسة عقدتها أول أمس، استغرقت 10 دقائق فقط، أنه يتفهم المحاكمة، وأنه سيقول الحقيقة ولا شيء غيرها.

وفي أعقاب انتهاء هذه الجلسة القصيرة قرر القاضي جون فاكسيولا استمرار حبس “أبوختالة”. وذكر وزير العدل الأميركي أريك هولدر، في بيان له حول هذه المحاكمة، أن “التحقيق سيتواصل مع الليبي أبوختالة، وأن وزارة العدل قد تضيف اتهامات أاخرى”.

 

*نقلا عن العرب اللندنية