رغم أن أجهزة الأمن المصرية تمكنت خلال الأيام الماضية من قتل عدد كبير من المطلوبين في سيناء، إلا أن الإرهاب لا يزال يطل برأسه في بعض ضواحي القاهرة.

فقد أصيب 13 مواطنا، بينهم ضابطا شرطة في انفجار عبوة ناسفة وسط القاهرة، ليل الاثنين الثلاثاء.

وقالت مصادر أمنية إن طريقة التفجير والمواد المستخدمة، تشير إلى ضلوع أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ارتكاب الحادث، وأن التفجير وقع نتيجة انفجار قنبلة بدائية الصنع، وهي نفس طريقة التفجيرات الإخوانية السابقة.

واعتبر مراقبون التفجير حلقة في سلسلة التفجيرات التي تقوم بها عناصر إرهابية لإثارة الفوضى، وكان المستهدف عددا من ضباط الشرطة، لكن العناية الإلهية أنقذتهم.

وربطت مصادر بين التفجير ونجاح القاهرة في استضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة مطلع الأسبوع الجاري بمشاركة أكثر من 30 دولة، والذي رفع أسهم النظام المصري كلاعب أساسي في حل القضية الفلسطينية.

وأشارت إلى تزامن التفجيرات مع أحداث كبرى تشارك فيها مصر، فتفجير محيط وزارة الخارجية الشهر الماضي، وقع عشية زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لنيويورك، وهو ما يجعل هذه النوعية من التفجيرات تحمل رسائل سياسية أكثر منها أمنية، موجهة إلى المجتمع الدولي، للإيهام بأن مصر دولة غير آمنة، وأن الاستقرار لن يحدث دون عودة الإخوان إلى المشهد السياسي.

وقال إبراهيم الشهابي الخبير في مركز القاهرة للدراسات، إن التفجيرات الإخوانية محاولة لتشويه صورة مصر والإيحاء للعالم بأن القاهرة مضطربة، لكنه قلل من أهمية التفجير، معتبرا أنه مجرد عملية ارتجالية لا تمثل اختراقا أمنيا.

من جانبه، اعتبر خالد عكاشة الخبير الأمني أن التفجير الذي شهدته القاهرة مساء الثلاثاء تكرار لحادث وزارة الخارجية الذي وقع الشهر الماضي عشية زيارة الرئيس للأمم المتحدة، وقتل فيه شخصان وأصيب 7 آخرون.

وقال عكاشة في تصريحات نشرتها اليوم الخميس صحيفة ”العرب” إن الجماعة تسعى إلى استهداف مناطق مكتظة بالمواطنين لحصد أكبر عدد من الأرواح، مؤكدا أن التفجير محاولة لإفساد نجاح مصر باستضافة مؤتمر إعادة إعمار غزة واستعادة دورها الإقليمي.

لكن محمود قطري الخبير الأمني لفت إلى أن الحادث تحول نوعي في استراتيجية الإرهاب من استهداف الجيش والشرطة إلى استهداف المواطنين.

أما يسري العزباوي، الخبير في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، فأكد أن الوضع يتطلب حسم ملف المصالحة مع الإخوان بما يسمح بعودتها إلى المشهد السياسي أو تقوية الجهاز الأمني بما يمكن الداخلية من مواجهة وإحباط التفجيرات الإرهابية قبل حدوثها.