على بعدِ ساعاتٍ من إجراءِ وزيريْ خارجيَّة المغرب وإسبانيا، لقاءً في الربَاط، أعربَا في متمِّه عنْ عزمهمَا تقوية التنسيق الأمنِي بين المملكتين، والمضي قدمًا في محاربة الإرهاب، الذِي تشتدُّ شوكته في أكثر من بؤرة توتر حول العالم، أعلنتْ وزارة الداخليَّة الإسبانيَّة، عنْ تفكيكِ خليَّة إرهابيَّة مؤلفة من تسعة أفراد، بالعاصمة مدريد، يتزعَّمهُمْ معتقلٌ مغربيٌّ سابق في غوانتنامُو، كانَتْ شبهة الضلوع في اعتداءات مدريد، قدْ رافقتْ أحد أشقائه.

ووفقًا لما أفادتهُ الداخليَّة الإسبانيَّة، فإنَّ عمليَّة توقيف الجهاديِّين، بالعاصمة الإسبانيَّة، جرى حواليْ الساعة الرابعة والنصف، من فجر اليوم الإثنين، لتحبطَ بذلك نشاط الخليَّة التِي كانتْ تعدُّ الأفراد لترسلهم إلى عددٍ من بؤر التوتر، كالعراق وسوريَا، حيثُ يتقاتلُون مع فصائل معارضة، كما يحاربُون النظام السورِي، منْ أجل إقامةِ ما يرونها "دولة خلافة".

الداخليَّة الإسبانيَّة أوضحتْ أنَّ الخليَّة كانتْ تشتغلُ بالأساس لفائدة "دولة الإسلام في العراق والشام"، التي تخوضُ حربًا منذ فترة ضدَّ جنود "المالكي"، متمكنةً منْ بسط نفوذها على عددٍ من المحافظات العراقيَّة في الزحف نحو بغداد.

الخليَّة الجهاديَّة المفككة، ظلتْ تتلقفها السلطات الإسبانيَّة منذ 2008، قبل أنْ توقع بها، وبزعيمها المغربي، الذِي أقام في إسبانيا، بعد مغادرته معتقل غوانتنامو، عقبَ إيقافه سنة 2001 بأفغانستان.

وتضمُّ الخليَّة بين أفرادها، مواطنًا إسبانيًّا وآخر أرجنتينيًّا فضْلًا عن ستَّة مغاربة، لمْ يكونُوا مكتفين بتجنِيد المقاتلِين للزجِّ بهم في المعارك الطاحنة بسوريا والعراق، بقدرِ ما كانتْ تخططٌ لتنفيذ هجماتٍ إرهابيَّة على التراب الإسبانِي.

في غضون ذلك، يصلُ عددٌ الموقوفِين على خلفيَّة الانتماء إلى جماعاتٍ إرهابيَّة بإسبانيا، منذ بداية العام، إلى 19 موقوفًا، ينشطُون في إرسال الجهاديين صوب سوريا، فيما تمَّ إيقافُ شبكاتٍ أخرى، عبر التنسيق مع المغرب، في سناير ومارس ومايْ.

وقبلَ عامٍ من الآن، كان ثمانية أشخاصٍ قدْ أوقفُوا في يونيو 2013، بمدينة سبتة الواقعة تحت النفوذ الإسباني، على رأسهم أحمد ياسين العربي، في نطاق التنسيق بين المغرب وإسبانيا، اللذين صارَ "الملفُّ الأمنِي" ضمنَ صدارة أجندة التعاون إلى جانب الاقتصاد والهجرة، فيما يرتقبُ أنْ تنعقد اللجنة العليا المشتركة بين البلدين، شهر سبتمبر القادم، بالعاصمة مدريد.

 

*نقلا عن هسبريس