انتهجت السلطات المصرية، إستراتيجية جديدة في مواجهة مخططات جماعة الإخوان والتنظيمات التي تنهل من نفس وعائها الإيديولوجي، تتخطي المواجهة الأمنية إلى التصدي لمحاولاتها تأليب الرأي المصري والدولي.

وقد برزت تلك الإستراتيجية، وفق مراقبين، في اهتمام مؤسسات الدولة، بالكشف المبكر عن مخططات الإخوان، لعل آخرها دعوة أنصارهم من السلفية لما أسموه بالثورة الإسلامية المسلحة، ومليونية 28 نوفمبر، والتي أظهرت المعطيات أن التنظيم الدولي للإخوان هو من يقف خلفها.

وتقوم خطة الإخوان في ذلك اليوم على تنظيم مسيرات ترفع فيها المصاحف، ثم محاولة استدراج عناصر الشرطة، ليلي ذلك قيام عناصر من التنظيم ينتحلون صفة عناصر الشرطة، بالدوس على عدد من المصاحف، لخلق فتنة وتأليب الرأي العام ضد قوات الشرطة.

كما تقوم الخطة، على افتعال صدام مع رجال الشرطة والجيش، لوقوع عدد كبير من الضحايا، يمكن المتاجرة بهم، وفق سياسة المظلومية التي درجت الجماعة على توظيفها، وهو ما دفع الحكومة إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الاستباقية كتجهيز فرق خاصة للتعامل مع المتظاهرين والتشديد عليها للابتعاد عن الاحتكاك المباشر معهم.

وحول أهمية إستراتيجية الكشف المسبق لمؤامرات الإخوان، اعتبر كمال حبيب الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية، في تصريحات خاصة لـ “العرب” : أنها تحقق أهداف إيجابية عدة، يتمثل أهمها في إضعاف تأثير تلك المخططات عند تنفيذها، كما يحقق نوعا من الردع للمخططين”.

وحول مستوى التأثير على الرأي العام، قالت ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية لـ”العرب”: “إن الكشف المبكر عن مخططات تلك التنظيمات الإرهابية، يعطي الجمهور ثقة في قدرات مؤسساته الأمنية.

وعلى مستوى مواجهة أنصار هذه التنظيمات في المساجد، وقال الشيخ محمد عبدالرازق وكيل وزارة الأوقاف لشؤون الدعوة لـ “العرب” : “إن الوزارة لن تتهاون مع المخالفات أو محاولات استغلال دور العبادة في الدعاية السياسية، أو التحريض على العنف ومؤسسات الدولة”.

*نقلا عن العرب اللندنية