أضرم محتجون النار في أحد البنوك ونهبوا متاجر في شارع الشانزليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس يوم أمس السبت، في موجة جديدة من أعمال العنف مع دخول احتجاجات السترات الصفراء المناهضة للرئيس إيمانويل ماكرون، وإصلاحاته الاقتصادية المؤيدة لقطاع الأعمال شهرها الرابع.
وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه مع تحول المحتجين للعنف مجددًا، بعد أسابيع من الهدوء النسبي شهدت خلالها المسيرات تراجعًا في أعداد المشاركين.
وقالت إدارة الإطفاء إن ألسنة اللهب تصاعدت من فرع لأحد البنوك الفرنسية قبل وصول رجال الإطفاء وإنقاذ امرأة ورضيعها من المبنى في حين أصيب 11 شخصًا بإصابات طفيفة.
وأضرم محتجون أيضًا النار في متجر لحقائب اليد واثنين من أكشاك بيع الصحف في الشانزليزيه، كما أشعلوا النار في صناديق القمامة وأشياء أخرى في الشارع.
ورشق محتجون شرطة مكافحة الشغب بالحجارة وسط السحب الناجمة عن قنابل الغاز المسيل للدموع أمام قوس النصر الذي تعرض لتخريب في ذروة الاحتجاجات في ديسمبر.
واعتقلت الشرطة نحو 240 محتجًا في حين قام بعض المتظاهرين بنهب متاجر في الشانزليزيه وتخريب مطعم راق في المنطقة.
وفي وقت لاحق أضرم المحتجون النار في المظلة التي تغطي واجهة المطعم الذي احتفل فيه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي بفوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2007.
وقال ماكرون: "نحن ملتزمون بالحقوق الدستورية، لكن يوجد أناس يريدون تخريب الجمهورية بشتى السبل، يريدون التحطيم والتدمير ويعرضون الناس لخطر القتل".
وأضاف في حديث إلى الوزراء: "أود أن نعكف على تحليل دقيق للأمور واتخاذ قرارات قوية في أسرع وقت ممكن حتى لا يحدث هذا مرة أخرى".
وقالت الشرطة إن 42 محتجًا و17 من أفراد الشرطة وأحد رجال الإطفاء أصيبوا بجروح.
وتشير تقديرات وزارة الداخلية إلى مشاركة عشرة آلاف شخص في الاحتجاج في باريس مقارنة بمشاركة ثلاثة آلاف السبت الماضي. وفي مناطق أخرى من فرنسا قدر عدد المحتجين بنحو 32300 محتج مقارنة بنحو 28600 في الأسبوع الماضي.
وقال قصر الإليزيه، إن ماكرون قطع رحلة تزلج في بيرنيه ليعود إلى العاصمة ليل السبت بعد اندلاع أعمال العنف.
وقال وزير الداخلية كريستوف كاستانير إنه على الرغم من أن الاحتجاجات تعتبر صغيرة نسبيًا، فإنه كان هناك أكثر من 1500 شخص يتسمون "بالعنف الشديد" يتجولون بغرض إثارة الشغب والاضطرابات.
وأضاف أن أكثر من 1400 من أفراد الشرطة نشروا لمواجهة أعمال العنف.
وقدرت وزارة الداخلية عدد المشاركين في مسيرة أخرى منفصلة مناهضة للتغير المناخي بستة وثلاثين ألفًا. وشارك قرابة 145 ألفًا في مسيرات في أنحاء البلاد.
وتعهد المحتجون بجذب أعداد أكبر من المتظاهرين بمناسبة دخول الاحتجاجات شهرها الرابع.
كانت المظاهرات قد انطلقت في منتصف نوفمبر تشرين الثاني احتجاجا على خطط زيادة الضرائب على الوقود، التي ألغيت لاحقًا، وارتفاع تكاليف المعيشة.