أعلنت فعاليات حقوقية مغربية أنها تنوي إطلاق حملة وطنية ضد العنصرية بالمغرب، تحت شعار "ما سميتيش عزي".

وكلمة "عزي" هو وصف عمي مغربي بين العديد من المغاربة ينعتون بواسطته في الغالب مواطنين من إفريقيا جنوب الصحراء، أو حتى مواطنين مغاربة لهم بشرة سوداء، حيث يعتبرها البعض سبة وشتيمة لا تليق، بينما يراها البعض الآخر مجرد نعت لا يقصد به الإيذاء.

وأطلق تجمع "أوراق للجميع" والذي تأسس على هامش قرار السلطات المغربية تسوية الوضعية القانونية للمهاجرين جنوب صحراويين بالمملكة، هذه الحملة المناوئة للعنصرية، بهدف محاولة تحسيس المجتمع بمدى أهمية محاربة العنصرية حتى على مستوى الألفاظ والخطاب، فضلا عن الممارسة والسلوك.

ويقول منظمو الحملة التي يشارك فيها رياضيون ومثقفون وحقوقيون، لمدة شهرين كاملين، إن إطلاق الحملة يدخل في إطار الرغبة في خلخلة المفاهيم السائدة عند البعض في المجتمع بخصوص المهاجرين القادمين من جنوب الصحراء الإفريقية، والذين ينعتون بـ"عزاوة"، في إشارة قدحية إلى وجودهم داخل المجتمع.

رئيس المكتب المركزي لجمعية أفريكا، دي ليهي قال إن "هذه الحملة خطوة تحسيسية مهمة، غير أنه لا يتعين التوقف فقط عند النضال الحقوقي ضد عنصرية اللون، بل يجب أن يتعداها إلى العنصرية التي تطال الجنس واللغة والدين والعرق وغيرها من أشكال العنصرية"، وأضاف أن  "جمعيته كانت منذ بداية تأسيسها من الأوائل الذين دعوا إلى مناهضة العنصرية في المجتمع المغربي"، مبرزا أنهم "في الجمعية كانوا كثيرا ما ينعتون بأنهم هم من يثيرون العنصرية بمواقفهم ونقاشاتهم".

وتابع ليهي بأنه "بعد ذلك بدأ المغاربة تدريجيا يدركون الربط بين العنصرية والتنمية، حيث إن صاحب مقاولة مثلا إذا ما كلف أحدا من أقاربه على أساس النسب أو القرابة دون الاعتماد على الكفاءة، فإن مقاولته ستذهب حتما في اتجاه الخسارة والهاوية" وفق تعبيره.

ولاحظ المتحدث ذاته بأن مجموعة من الحقوقيين الذين ينشطون في قضايا الاعتقال التعسفي أو الاختفاء القسري أو غيرها من المواضيع الحقوقية الكبرى، يعتري التناقض بعضا من سلوكياتهم عندما تتسم بشيء من العنصرية بمجرد التعامل مع ذوي البشرة السوداء".

وتبدأ الحملة ابتداء من 21 مارس الجاري، تزامنا مع تخليد العديد من البلدان لليوم العالمي لمناهضة العنصرية بمختلف مظاهرها وتجلياتها داخل المجتمع.