يواصل صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، أعمال الترتيب والتجهيز للبدء الفعلي في عمليات الإعمار بالمدينتين اللتين تعرضتا لدمار وخراب كبيرين جراء العمليات القتالية والحروب التي شهدتها جراء مواجهات الجماعات والتنظيمات المتطرفة خلال السنوات الماضية.

وكشف مدير صندوق إعمار المدن المتضررة (بنغازي – درنة) المهندس علي عبد الحفيظ بحيري، خلال حوار صحفي تنشر بوابة افريقيا الإخبارية جزء منه، مراحل عمل الصندوق وملامح الخطة العامة لعمله، حيث بين أن العمل الحالي يعتمد على إعداد قاعدة بيانات للتعويضات للمتضررين من المواطنين الذين تهدمت بيوتهم والذين اضطروا للسكن بالإيجار في أماكن بديلة.

لا ميزانية .. لا بدائل للحل

وقال بحيري، أن الصندوق لازال يفتقر للموارد المالية اللازمة على الرغم من تقديم إدارته لمقترح ميزانية أولية لسنة 2022  قدرت في حدود 455 مليون وتكون الدفعة الأولى وتمثل تقريباً 50% تعويضات لمدينتي بنغازي ودرنة، إلا أنه ولعدم اعتماد ميزانية 2022  لم يتم تسييل أي مخصصات من تلك الميزانية وسيتم تقديم مقترح ميزانية للعام الجاري 2023.

وبين بحيري، أن من أهم الملفات التي يوليها الصندوق أهماما خاصا ملف (بدل الإيجار) نظراً لأن   موضوع التعويضات تعطل نتيجة لعدم وجود ميزانيات تسمح بالبدء بعملية التعويض المادي  لهؤلاء المواطنين، وقد يكون التعويض مادي بدفع مبالغ مالية بدل إيجار، أو يكون عيني بتوفير مسكن بدل المتضرر، وقد رصدنا بعض العائلات التي تعاني الأمرين نتيجة دمار مبانيهم، ولم تدفع لهم تعويضات وأصبحوا نازحين ويدفعون مبالغ كبيرة للإيجار ونحن نسعى لمحاولة تخفيف المعاناة عن هؤلاء المواطنين وتسليمهم بدل إيجار، وتم حصر بعض العائلات بالتعاون مع رؤساء المجالس المحلية،  تم تحديد 1900 عائلة تقريبا لتوفير مبلغ مالي لهم لمدة 5 أشهر لكل شهر 1000 دينار وتستمر عملية بدل إيجار حتى يتم دفع التعويضات.

إعادة إعمار المدمر واستكمال المتوقف

وأكد مدير الصندوق أن العمل ينتظر أن يبدأ بــ  70 مشروعا  من مشروعات الأشغال العامة، من بينها المشاريع المتعلقة بالمدين القديمة في مدينتي بنغازي ودرنة، بالإضافة المباني التعليمية بما فيها ما يتبع للتعليم التقني، حاولنا أن نركز على هذه المشاريع لغرض تجهيز البنية التحتية لهذه المؤسسات، وتحصلنا أخيرا على التعاقد لهذه المشاريع والعمل جاري الآن على هذه العقود، وتم التوقيع على اتفاقية مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للعمل معهم بالشراكة وهي منظمة عالمية تتبع الأمم المتحدة تم الاتفاق معهم في تنفيذ بعض المشاريع المتبادلة والتقينا معهم في  مدينة بنغازي، وفي مقرهم وفي ورشة عمل بتونس وتم اعتماد الاتفاقية من رئيس الوزراء كذلك تم تخصيص ميزانية لها  من وزارة التخطيط وكذلك تم اعتمادها من ديوان المحاسبة والآن نحن في طور البدء في هذه المشاريع والتي ستتركز على صيانة وترميم المدن القديمة في درنة وبنغازي.
وعن المشروعات الإسكانية المتوقفة منذ سنة 2011 أكد بحيري، أن الصندوق يقوم بالتواصل مع الأجهزة المتعاقدة على المشاريع من ضمنها مشاريع الوحدات السكنية من أجل التسريع في عودة الشركات التي غادرت البلاد وإتمام المشروعات، مضيفا أن موضوع الإسكان موضوع شائك في ليبيا، ويجب تفعيل المشاريع المتوقفة وهذا من ضمن أولوياتنا ويجب أن ننتهج الاسلوب العملي وأفضل الوسائل للوصول إلى الهدف.