يبدو أن الوقت قد حان لتحقيق فائدة حقيقية من إعادة تدوير القمامة في أفريقيا، فقد أعلنت شركة "أفريكا جلوبال ريسايكلينج" التوجولية أنها وضعت تحديا نصب عينيها منذ أن تم تدشينها في عام 2013 يتمثل في تحقيق أقصى فائدة ممكنة من إعادة تدوير المخلفات.
وقال آدم دالميدا، مؤسس الشركة: "إننا بصدد التعامل مع ما يقرب من خمسين عميلا من بينهم مصانع ومدارس ومؤسسات حكومية وأفراد عاديين ومن المنتظر أن نقوم بتقديم حلول جذرية لمعالجتها بل واستغلالها بشكل يحقق الفائدة للجميع.
وتابع قائلا: إن النفايات في لومي لا تخضع لعمليات فرز شأنها في ذلك شأن عدد كبير من دول غرب إفريقيا، موضحًا أن الحل الوحيد لإدارة ملف القمامة هناك هو دفنها في باطن الأرض أو تخصيص مساحات لها ومن ثم حرقها أو التخلص منها بأي طريقة.
وأضاف أن شركة "جلوبال ريسايكلنج"، لم تأخذ على عاتقها مهمة فرز القمامة فحسب، وإنما تقوم بإعادة بيعها إلى عدد من الشركات التي تقوم بدورها بتحويلها إلى كتب أو كرتون أو أنابيب ري وغيرها، على أن يحصل العميل الذي منح للشركة هذه المخلفات جزءًا من هذا المال ليصبح بذلك مشاركا رئيسيا في هذه العملية وتكون المخلفات مادة أولية يتم تصنيعها.
وقال دالميدا: إن هذا النظام الاقتصادي القائم على التعويض المادي جد صلب، فعلى سبيل المثال لا الحصر تقوم الشركة بفرض رسم يتراوح بين 10 إلى 15 فرنكًا أفريقيًا في مقابل الحصول على كيلو واحد من المخلفات وبذلك ستتراوح تكلفة فرز كيلو واحد من المخلفات ومن ثم تعبئته وبيعه ما بين 20 و25 فرنكًا أفريقيًا، ومن المقرر أن تحصل شركة "جلوبال ريسايكلنج" على جزء من فرق الربح على أن تتقاضى الشركة التي تقوم بإعادة تصنيعه الجزء الآخر الأمر الذي يسهم بدوره في ترشيد النفقات الخاصة بملف إدارة المخلفات.
وتابع: إن شركة أفريكا جلوبال ريسايكلنج ساهمت في زيادة أرباح الشركات التي تتعامل معها بواقع مليون يورو منذ إنشائها في عام 2013، موضحًا أن تحقيق إدارة جيدة لملف المخلفات لن يتم برفع شعارات حماية البيئة وإنما لا بد أن يكون هناك مقابل مادي في نهاية المطاف، وعلاوة على ذلك فإن نظام الفرز يمكن أن يكون سبيلًا لخفض كميات النفايات التي يتم دفنها في الأماكن المخصصة لذلك.
وأشار دالميدا إلى أن شركة جلوبال ريسايكلينج أتاحت فرص عمل جديدة للشباب الذين يعانون من البطالة حتى إن بعضهم لا يجد مأوى، لافتا إلى أن العاملين لدى الشركة ينتمون إلى أوساط اجتماعية مختلفة، فإن منهم من لم يذهب قط إلى المدرسة، لكنه أصبح الآن رئيسًا لفريق عمل يتكون من 20 فردًا على الأقل، الأمر الذي جعل نجاح الأشخاص الذين لم يتلقوا تعليمًا أكاديميًا أمرًا ممكنًا.