غزا الفيروس التاجي معظم قارات العالم و تسبب إلى حد اليوم في إصابات كثيرة ، تبلغ الحالات المؤكدة لفيروس التاجي COVID-19 الآن أكثر من 2.5 مليون حالة حول العالم ،  في حين فاقت حالات الوفاة 177000 شخص ، أما المتعافون فقد بلغوا أكثر من 000 686،وفقًا لأحدث الأرقام من جامعة جونز هوبكنز.
الفيروس التاجي الجديد فرض قيودا مجحفة على العالم، اجتماعيا و اقتصاديا، مرغما أعظم الإقتصادات على التهاوي و الإغلاق،ففرض الإغلاق و التباعد الإجتماعي و كبد العالم خسائر اقتصادية فاقت خسائر الركود العالمي في الثلاثينات و تسببت الأزمة الوبائية في هبوط حاد للاقتصاد العالمي في ثلاث أسابيع فقط. ليتدحرج هذا الأسبوع،أيضا، الذهب الأسود و يشهد بدوره أسوأ محطة تارخية لم يشهد لها مثيل من قبل" ليباع مجانا" محدثا فائضا في المخزون، أمام انعدام الطلب.
تحذر الأمم المتحدة من مجاعات واسعة النطاق ستظرب العالم بقوة جراء الأزمة الوبائية التي يسببها كوفيد 19. و من أكثر القارات تضررا القارة الإفريقية، التي دفعت العام الماضي مجددا ثمن "انعدام الأمن الغذائي الحاد" الذي طال 73 مليون شخص هم أكثر من نصف سكان القارة.
ومن بين الدول الأكثر تضررا من هذه الآفة جنوب السودان وأفغانستان إضافة إلى سوريا وهايتي وفنزويلا وإثيوبيا وجمهورية الكونغو الديموقراطية والسودان والنصف الشمالي من نيجيريا.و بينما اعتبرت "النزاعات  دائما المحرك الرئيسي للأزمات الغذائية في 2019، لكن الظروف المناخية القصوى والصدمات الاقتصادية باتت أكثر أهمية".و قد تم التوصل إلى تلك الخلاصات قبل انتشار وباء كوفيد-19 ولم تأخذ في الاعتبار تأثيراته المحتملة على الدول الأكثر هشاشة.
و مع انتشار الفيروس التاجي فإن إفريقيا،ستدفع الثمن الأعلى حسب الأمم المتحدة، كما أنها باتت عرضة لمجاعة لم تشهدها من قبل و أمراض قديمة ستعود للظهورإذا يمكن أن يؤدي COVID-19 بشكل غير مباشر إلى زيادة في العديد من الأمراض الفتاكة الأخرى وذلك بسبب تأجيل  حملات تطعيم رئيسية تستهدف شلل الأطفال والحصبة والكوليرا والتهاب السحايا وأمراض أخرى، بفضل توجه كل الجهود إلى مكافحة فيروسات التاجية ، وفقًا لـ Gavi ، التحالف العالمي لللقاحات.
و قد أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أمس الثلاثاء، أن عدد المعرضين للنقص الحاد في الغذاء قد يتضاعف هذا العام ليصل إلى 265 مليونا،لا سيما في البلدان الفقيرة، بسبب التداعيات الاقتصادية لمرض كوفيد-19.
ومن المتوقع أن يتسبب انخفاض عائدات السياحة والتحويلات والسفر وقيود أخرى ترتبط بتفشي الجائحة التي وصفتها سابقا منظمة الصحة العالمية بأسوأ أزمة صحية تواجه العالم الحديث، في دفع نحو 130 مليونا نحو الجوع الشديد هذا العام ليضافوا إلى نحو 135 مليونا ضمن هذه الفئة.
وقال كبير الخبراء الاقتصاديين ومدير البحث والتقييم والمراقبة في برنامج الأغذية العالمي عارف حسين إن "كوفيد-19 يمثل كارثة محتملة لملايين يعيشون على المحك بالفعل".
يأتي هذا في وقت أفاد التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية للعام 2020، الذي أصدرته الأمم المتحدة أمس الثلاثاء، أن نحو 135 مليون شخص في 55 بلدا طا لتها النزاعات ومشاكل المناخ كانوا على شفير المجاعة عام 2019.
إحصائيات مفزعة، ينضاف إليها أزمة خالها العالم "وبائية" فقط و ستتطلب توفير لقاح لتفاديها، لكنها طالت كل المجلات و أحدثت أزمة إقتصادية حادة في سابقة تارخية و أزمة إجتماعية"حرمت العالم حتى من معنى الحزن"، وحسب الإحصائية فسيحرم في الأيام القليلة القادمة الاف من سكانه من الغذاء..هي طبول حرب قرعتها الكورونا ضد البشرية جمعاء.