1- في «الحطية»، التي تبعد نحو 20 كيلومتراً عن جرمة ينتصب عشرون هرماً ليبياً كاملاً، هي مقصد سياحي ومكان أثري مهم، خصوصاً لدى الجيل الجديد، لما تمثله من إرث تاريخي. بنى الأهرام الليبية مواطنون بأساليب ومواد بناء ليبية خالصة. بنيت بالطين والقليل من الحجر وبطريقة «ضرب الباب» كما عرفت في ليبيا حتى ستينات القرن الماضي، وهي تقضي بعجن الطين وتخميره ووضعه في لبان، ويصب الطين بين كل حجرين ويدك بقوة ويترك حتى يجف ويتماسك البناء. لينتقل البنّاؤون بعد ذلك إلى الحائط الآخر
2- أهرامات الحطية كنز من كنوز الصحراء لليبية ،وهي 20 هرما عمرها يزيد عن 3000 سنة مازالت في حالهة جيدة هي بعض مما تبقى من حضارة سادت ثم بادت .. كنز من كنوز ليبيا التى يجهلها العالم .. بل وحتى اغلب الليبيين لايعرفون شيئا عن أهرامات وطنهم
3- شيّد بناة الأهرام الليبية أهرامهم على ذلك النحو، وقد تأخذ الأهرام شكل المثلث الذي قدسه الليبيون قروناً طويلة، ويصل ارتفاعها، كما البيوت، إلى أربعة أمتار، وتحت كل هرم القبر أو غرفة الدفن. عشرون هرماً هي ما تبقى من أعمال بناة الأهرام الليبيين في الحيطة قرب مدينة جرمة عاصمة الجرمنت في الجنوب الليبي، قد لا يعرفها العالم ولا حتى الليبيون
وقد شيّدت الأهرامات الليبية بأساليب ومواد بناء محليّة خالصة، إذ بنيت بالطين وقليل من الحجر وبطريقة «ضرب الباب» التي استمرت في ليبيا حتى ستينات القرن الماضي.
وفي «ضرب الباب»، يعجن الطين ويخمّر. ثم يوضع بابان، ويصب بينهما الطين، بل يدك بقوة. ويترك ذلك كله حتى يجف الطين ويتماسك البناء. وبعدها، يجري الانتقال إلى بناء حائط آخر. وبتلك الطريقة كانت تبنى البيوت، مع مشاركة من الجيران والأقارب ضمن تقليد يُسمّى «الرغاطة»، وهي عمل جماعي تطوعي.
4- في نوفمبر 2002 ، أوضح د. علي الخضوري رئيس مصلحة الاثار في ليبيا أنذاك ، أنه اكتشف في ليبيا أهرامات اقدم من الاهرامات المصرية عامة أو أهرام الجيزة، مشيراً إلى ان اهرامات الحطية اقدم في العمر الافتراضي لأهرامات مصر وذلك اثبتته الدراسات التي اجريت عن طريق باحثين وعلماء آثار غربيين وبواسطة كشف وتقييم علميين عن طريق أجهزة تسمى بيكربونات 14 وهذه الأجهزة توضع فيها الاثرية وتعطيك العمر الافتراضي لها.
وقال رئيس مصلحة الاثار في ليبيا ان مجموعة من العلماء أكدوا ان هناك احتمالات بأن موطن الانسان الاول في منطقة جرمة الليبية. وأشار إلى ان اوروبا في تلك الفترة كانت عبارة عن جليد وبدأت تنحصر الغابات في منطقة وسط افريقيا التي كانت عبارة عن غابات وليس صحراء. والرسومات الموجودة في جرمة كانت لوحيد القرن ولاشياء توجد في الغابة وليس في الصحراء. وهناك دراسات اجريت توضح بأن هناك انهاراً كانت تشق ليبيا وتصب في خليج سرت والمواد الزراعية الموجودة في تلك الفترة كان يستعملها الليبيون القدماء غير موجودة الآن وهذا دليل واضح على صدق المقولة ان حضارة مدينة جرمة اقدم من حضارة الاهرامات الفرعونية.
5- كان الليبيون يدفنون موتاهم على نسق دفن الإغريق، بمعنى أن يكونوا مُمدّدين على ظهورهم، باستتناء الـ «نسامونيس» (سُكّان سرت)، إذ اعتاد الـ «نسامونيس» دفن موتاهم وهم جالسون القرفصاء، كما حرصوا على أن يكون الإنسان جالساً عند خروج الروح منه، كي لا يموت وهو مستلق على ظهره». جاءت هذه الكلمات على لسان هيرودت، المؤرّخ اليوناني الذائع الصيت، ضمن كتابه الرابع المُسمّى أيضاً «الكتاب الليبي». ووضع هيرودت ذلك الكتاب بعد تجواله في ليبيا خلال القرن السادس قبل الميلاد. ولم يذكر هيرودت سبب هذا الدفن أو الحكمة المتوخاة منه.
ولكن هذه الطريقة في الدفن لم تقتصر على سكان سرت كما أشار هيرودت، بل كانت شائعة أيضاً في مقابر منطقة «جرمة» في جنوب ليبيا، وكذلك في بعض مناطق غرب ليبيا.
يقول الكاتب منصور أبوشناف في أحد مقالاته « بسبب الدفن في وضعية الجلوس التي وصفها هيرودت، ووفق آثار بات معروفاً أنها تنتشر في صحراء ليبيا، يتّخذ القبر شكل النصب أو الهرم الصغير. وبقول آخر، يكون ذلك القبر عريضاً من الأسفل ويضيق في الأعلى ليضم الرأس. وبذا، يكون للقبر شكل المُثلث.
ولطالما شكّل المثلت أيقونة ليبية دائمة الحضور خلال العشرة آلاف عام الماضية من رحلة الليبين عبر التاريخ، إذ كان التكوين الأساسي لرسم الإنسان في لوحات فناني ليبيا القدماء يجمع المثلّث مع الدائرة التي نقلت شكل الرأس البشري. ودخل المثلث أيضاً في أيقونات المعبودة «تانيت» الليبية، وهي تُرسَم بمثلثين ودائرة. ويظهر المثلث بكثافة في أعمال النسيج الليبيّة كالسجاد، إضافة إلى حليّ النساء
لم يكن المدفونون جلوساً بحاجة إلى شواهد القبور، إذ كان القبر المنتصب باتجاه السماء شاهداً ممتازاً على وجود ميت، بل على تطلعه أيضاً باتجاه السماء والآخرة.
على عكس قبور المدفونين على ظهورهم، احتاجت القبور إلى شواهد، لذا، نصب الـ «جرمنت» شواهد على شكل كف أو «خميسة» كما يسميها الليبيون، من الحجر»