مع تواصل القتال على كل المحاور في العاصمة الليبية طرابلس،وفي ظل التقدم الميداني المتواصل للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر واصراره على الحسم في معركة تحرير العاصمة،اتجهت جماعة "الاخوان" في ليبيا الى محاولة نشر الاشاعات بشأن انسحاب الجيش الليبي معتمدة في لك على تحريف تصريحات للمبعوث الأممي.

الى ذلك،نفت بعثة الأمم المتحدة للدعم إلى ليبيا، صحة ما جرى تداوله على لسان رئيسها غسان سلامة، بشأن شروط انسحاب القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر من طرابلس.ونبهت البعثة إلى "التحريف المتكرر الذي يقدم عليه البعض لتصريحات سلامة، كما حصل مجددًا الإثنين"، في حين دعت الجميع إلى "مزيد من المهنية في نقل الوقائع والتصريحات".

وكانت قناة ”ليبيا بانوراما“ المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، ادعت عبر صفحتها على "تويتر"، أن "غسان سلامة قال إن المشير خليفة حفتر مستعد لانسحاب محتمل من طرابلس مقابل الحصول على مناصب متقدمة بالدولة".لكن مصادر من داخل البعثة الأممية،أكدت في تصريحات خاصة لـ"بوابة افريقيا الإخبارية"، إن التصريحات التي أدلى بها المبعوث الأممي خلال مقابلة مع صحيفة ليبيراسون الفرنسية، تم اجتزاؤها وتحريفها من قبل بعض الوسائل الإعلامية، لافتة إلى أن النص الأصلي للمقابلة ليس به أي مشاكل.

واتهم الجيش الليبي جماعة "الاخوان" بالوقوف وراء التحريف المتعمد لتصريحات سلامة، حيث أكد المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة، أن جماعة الاخوان الإرهابية تعمل على توظيف تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، لصحيفة ليبراسون الفرنسية. واعتبر المركز الإعلامي في بيان نشره على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن هذا التوظيف لتصريحات سلامة يعد كارثة لهم.

وأوضح المركز الإعلامي، أن ‏حقيقة تصريحات غسان سلامة لصحيفة ليبراسيون الفرنسية والتي يعمل تنظيم الإخوان الإرهابي على توظيفها هي كارثة لهم، موضحًا أنها تُضيف لملفات كذبهم وتدليسهم نوعا آخر من الكذب حتى على المؤسسة الأممية. وأضاف المركز، أن سلامة قال بوضوح إن قائد الجيش خليفة حفتر، يشترط نهاية الميليشيات، ويشترط إعادة هيكلة سلطة الدولة، مُستدركًا: "ويقول سلامة إن المعسكر المقابل لحفتر لا يمتلك تصورًا واضحًا، وليس كما ادّعوا".

ومن جانبه، نفى اللواء أحمد المسماري، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، وجود أي مفاوضات بشأن انسحاب الجيش مؤكدا استمراره في حرب تحرير العاصمة. وقال المسماري، إنه تم تحريف تصريحات المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، التي تحدث فيها عن المفاوضات بين قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر وحكومة الوفاق الوطني.

وأضاف عبر صفحته في "فيسبوك": "القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر لم ولن يفاوض يوما على منصب، فما يقوم به سيادته، وضباط، وضباط صف، وجنود والقوى المساندة، أسمى وأرقى من اَي منصب".مؤكدا أن "القوات المسلحة ماضية في حربها على الاٍرهاب والجريمة إلى أن يتحرر كل تراب الوطن الغالي وينعم أهلنا بالأمن والأمان ويمارسون حقهم الديمقراطي في بيئة آمنة وحياة مستقرة اقتصاديا واجتماعيا".

الحكومة المؤقتة بدورها دخلت على الخط نافية مزاعم وجود نية اسحاب للجيش الليبي.ونقلت قناة روسيا اليوم عن مصادر من الحكومة الليبية المؤقتة نفيها ما نشرته صحيفة "ليبيراسيون" الفرنسية، نقلا عن المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، بشأن طلب المشير خليفة حفتر ضمانات للانسحاب من محيط طرابلس".وأكد مصدر مسؤول فى الحكومة المؤقتة أن هذه المعلومات عارية عن الصحة، بحسب ذات المصدر.

ويشير متابعون للشأن الليبي الى أن زعم "الاخوان" والمليشيات الموالية لها عن استعداد حفتر لانسحاب محتمل من الحرب واشتراطه فقط مناصب في الدولة،هو محاولة للتشكيك في الأهداف التي رسمها الجيش للمعركة وهي تطهير العاصمة من الميليشيات ما يمهد لبناء دولة القانون الخالية من مظاهر التسلح الفوضوي.

وهو ما أكده الناطق باسم الجيش أحمد المسماري،خلال مقابلة تلفزيونية بقوله أن وقت التفاوض انتهى كما أن قائد الجيش لم ولن يفاوض أو يتحدث عن منصب كما أن هدف الجيش أنبل من أي منصب.وأضاف المسماري أن الجيش يقاتل نيابة عن العالم دفاعا عن استقرار المنطقة مبينا أن هناك صحوة دولية داعمة للجيش مسترشدا باتصال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحفتر في بداية العملية العسكرية صوب طرابلس مضيفا أن بريطانيا قدمت عدة مرات مشروع قرار لمجلس الامن بشأن ليبيا ولم يصدر بيان ضد الجيش ما يعني أنهم يدركون أن الجيش يحارب الإرهاب.

ومنذ انطلاق العمليات العسكرية في طرابلس تجندت وسائل الاعلام الموالية للاخوان في محاولة لتشويه الجيش الليبي.وكان الناطق الرسمي باسم قوات الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، وجه في أبريل الماضي، نداء لليبيين لأخذ الحيطة والحذر من حملة تضليل إعلامي على وسائل إعلام معادية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة، تستهدف تشويه عملية طرابلس وقلب الحقائق على الأرض.

وقال المسماري في مؤتمر صحفي "على أبناء الشعب الليبي أن ينتبهوا لعمليات التضليل الإعلامي التي تمارس عبر وسائل الإعلام المعادية التابعة لجماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة والانتباه بشكل كبير جدا لفايسبوك وتويتر وحتى الإذاعات مثل الجزيرة التي تمارس التضليل الإعلامي".

وتأتي هذه التطورات بالتزامن مع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في العاصمة الليبية،وسط خسائر كبيرة في صفوف القوات الموالية لحكومة الوفاق.حيث أكدت غرفة عمليات الكرامة أن من وصفتها بميليشيات  النواصي، فقدت 28 من عناصرها خلال الأيام الثلاثة.وحذرت الغرفة قوات الوفاق  من مصير مشابه لمن يسعون الى  المواجهة ولايستمعون للتحذيرات التي تصدر عن غرف العمليات،مؤكدة أن من يواجه قوات الجيش سيلقى نفس مصير هؤلاء. 

وفي وقت سابق،قالت شعبة الاعلام الحربي إن قوات الجيش الليبي تمكنت  في عملية إستدراج هي الأكبر من تحقيق إنتصار عظيم خلال اليومين الماضيين ،وذلك بعد القضاء على 38 عنصر من من وصفتهم مليشيات السراج المتحالفة مع المجموعات الإرهابية .وأَضافت الشعبة في منشور على صفحتها في الفيسبوك أنها تمكنت من تدمير عدد 7 آليات بالإضافة إلى المحافظة على كامل التمركزات ، مما أجبر العدو على جر أذيال الهزيمة منكسرة أمام صمود جنودنا البواسل على حد تعبير شعبة الاعلام الحربي.

ويبدو أن المعارك في العاصمة الليبية قد تشهد تطورات كبيرة خلال الأيام القليلة القادمة خاصة في ظل الحديث عن اقتراب ساعة الصفر.وكان آمر اللواء 73 مشاة التابعة للقوات المسلحة الليبية علي القطعاني،أكد في وقت سابق،أن ساعة الصفر لاقتحام العاصمة طرابلس تم تحديدها، لافتا إلى أن والقوات المسلحة الليبية جاهزة للتنفيذ المباشر.وحذر القطعاني، من أن أي جهة أو أشخاص سيقدمون الدعم اللوجيستي ماديا كان أو معنويا للإرهابيين سيكون مصيره كمصير أي قاتل، مطالبا العناصر الإرهابية التي لم تتورط بعمليات قتل لمواطنين أو أفراد الجيش والشرطة بتسليم أنفسهم والقبول بحكم القانون.

ومنذ الرابع من أبريل/نيسان الماضي، أطلق الجيش الليبي عملية عسكرية تهدف إلى تحرير طرابلس من الميليشيات والمجموعات الإرهابية. وما زالت المعركة بعد أكثر من خمسة أشهر تراوح مكانها، لكن مراقبين يقولون إن الجيش قادر على حسم المعركة مشيرين الى أن التحالفات القائمة في طرابلس في طريقها الى التفكك خاصة مع الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها المليشيات الموالية للاخوان وهو ما دعاها لبث الشائعات أملا في بث البلبلة في صفوف الجيش بما يعطل دخوله للعاصمة.