لم يكن مستغربا أن تلجأ إحدى قنوات إخوان ليبيا التليفزيونية الى أناشيد الحشد العراقي في التحريض على مقاتلة الجيش ، فقد بثت قناة «ليبيا بانورما» الجناح الإعلامي لحزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين ، أنشودة بعنوان ” نحن لا نهزم ” من إنتاج ” فيلق بدر ” وهو كيان طائفي مسلح متهم رغم قتاله تنظيم داعش  بإرتكاب مجازر وفظاعات طائفية في العراق ، يتزعمه هادي العامري القيادي الشيعي المتشدد والمعروف بتبعينه لإيران ،

ورائحة الحضور الإيراني في ليبيا لا تخطؤها بصيرة المتابع ، وهو ما أشا إليه وزير ليبيا الأسبق  ومندوبها الأسبق لدى الأمم المتحدة، عبد الرحمان شلغم قال عبد الرحمن شلقم عندما قال  «إن الدولة الإيرانية لها أطماع كبيرة في دول شمال إفريقيا وخاصة الدولة الليبية، لدوافع عدة أولها توافر السيولة الأمنية وغياب سيطرة الدولة القوية على مفاصل البلاد، وثانيها بعدها عن المشرق العربي الذي يثمل مركز الصراعات والتداخلات السياسية والعسكرية بين القوى الإقليمية والدولية» مشيرا الى  «أن ثالث دوافع إيران لمحاولة السيطرة على ليبيا الرابع، اعتقادها أن بقايا الموروث الفاطمي الشيعي لا تزال حية في اللاوعي الشعبي في شمال أفريقيا، الذي يمكن توظيفه في عملية التبشير للمذهب الشيعي» أما رابع تلك الدوافع فهو «أن ضعف المذهب السني المالكي في عقول الأجيال الجديدة، يجعل المقاومة الدينية لحملة التبشير الشيعي الجديد ضعيفة، والخامس، استعداد شرائح كبيرة من أبناء شمال أفريقيا للانسياق في تيار الخطاب الإيراني المعادي للغرب وإسرائيل بعد انخراطهم في الحركات المتطرفة» ،وآخر تلك الدوافع هو رؤية الإيرانيون أن وجود موطئ قدم لهم في شمال أفريقيا يقدم لهم ورقة ضغط ذهبية على القارة الأوروبية.

المعروف أن إيران ساهمت بدور كبير في تأجيج الصراع في ليبيا منذ أوائل عام 2011، حيث كانت من أبرز الدول التي اندفعت مع  قطر لتوسيع دائرة الفوضى، تحت ما سمي بثورات الربيع العربي أو ما وصفها المرشد الأعلى آية الله خامنئي ب« الصحوة الإسلامية »، والتي سارع نظام الملالي في طهران الى إستغلالها، وما إن أُطيح بنظام العقيد الراحل معمر القذافي، حتى دشّنت طهران مخططاً لاختراق الأقليات العرقية والثقافية في البلاد، غير أن تركيزها كان على جماعة الإخوان التي كانت بدورها في تحالف مع تنظيم القاعدة 

وإذا عدنا الى ما أبرزه شلقم ، فإن هناك أسبابا عدة دعت إيران لمحاولة التغلغل في ليبيا ، من ذلك «إن ليبيا لها أطول شاطئ على البحر الأبيض المتوسط، وتقابل عدداً من الدول الأوروبية على الضفة الأخرى منه، وتمتد حدودها مع عدد من الدول الأفريقية المغلقة التي لا موانئ لها، بالإضافة إلى أنها تتوسط دول العالم العربي فهي الرابط بين شرقه وغربه».

لم يكن خافيا أن التغلغل الإيراني كان يستهدف دول شمال إفريقيا منذ الثورة الإسلامية في العام 1979 ، عندما إرتبطت طهران بعلاقات مع إخوان المنطقة ، الذين رأوا فيها النموذج الذي يسعون الى تحقيقه في بلدانهم ، خصوصا وأنهم كانوا يرون ، وفق الكتاب الذي ألفه الباحث السوري محمد سيد رصاص ، أن سيد قطب وحسن البنا والخميني توحدوا وراء فكرة أن الإسلام هو الحل لمشكلة الحضارة الحديثة.

ساهمت الثورة الإسلامية في إيران في إنعاش الحركات الإسلامية في المنطقة ، حتى دراسة لمعهد واشنطن ، تشير الى طموحات و آمال وطموحات جماعة «الإخوان» (التي كانت قد سمت نفسها آنذاك "الجماعة الإسلامية الليبية") إنتعشت في بداية الثمانينات لاستبدال النظام العلماني القائم في ذلك الحين بحكم الشريعة الإسلامية، وبدأت مرةً أخرى في حشد الدعم الشعبي. وحظيت الجماعة بدفعة معنوية من عدد من الطلاب الليبيين الذين عادوا من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، وساهموا بدور فاعل في المساعدة على نشر فكر «الإخوان». وعملت الحركة بسرية في مجموعات من الخلايا النشطة المترابطة في جميع أنحاء البلاد، 

خلال حرب الإطاحة بالنظام السابق ، لم تكن إيران بعيدة عن الساحة الليبية ، وإنما كانت وراء الدفع بمقاتلين من حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية للمشاركة  في المواجهة من خلال تدريب المسلّحين المحسوبين على تنظيم القاعدة وجماعة الإخوان في شرقي ليبيا، وكذلك في غربيها، والقيام بعمليات استخباراتية، إلى جانب العمليات العسكرية الخاصة المشتركة مع القوات القطرية.

وفي مارس 2011 قال خالد الكعيم معاون وزير الخارجية الليبي آنذاك، إن أفراداً من حزب الله اللبناني، يشاركون في القتال إلى جانب المتمردين في مدينة مصراته الواقعة على بعد حوالي 200 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس. وتابع قائلاً: «القناصون في مصراتة هم عناصر من حزب الله. هذه ليست نكتة، بل حقيقة» ،وأضاف  أن وكالات الاستخبارات الغربية «تدرك مشاركة حزب الله في الأحداث في مصراتة»، وقد تزامنت تلك التصريحات مع إعلان زعيم الحزب حسن نصر الله، دعمه الكامل لحرب الإطاحة بنظام القذافي.

ورغم أن الخطاب الرسمي الإيراني، كان يبدو ضد تدخل الناتو في ليبيا، إلا أن بعض المحللين يفسرون ذلك، بأن نظام الملالي كان يطمح إلى أن تتم الإطاحة بنظام القذافي من خلال حلفائها الذين قدمت لهم الدعم، حيث صرّح وزير الخارجية الإيراني الأسبق علي أكبر صالحي، في حوار مع صحيفة «جام جام» الإيرانية، بالقول:«لقد كنا على اتصال مع الجماعات المتمردة في ليبيا قبل سقوط القذافي». وأضاف إن حكومته أرسلت شحنات من المساعدات وصفها بـ «غير العسكرية» للكثير من الجماعات هناك. وأضاف أنه في أعقاب الإطاحة بالقذافي، تلقى الرئيس الإيراني في ذلك الوقت، محمود أحمدي نجاد، رسالة شكر من رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» مصطفى عبد الجليل.

في نهاية العام 2011 حاولت إيران دخول ليبيا على أيدي رجال أعمال معظمهم لبنانيون  تحت مزاعم البحث عن رجل الدين المختفي في ليبيا منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، موسى الصدر ،لكن بعد أشهر رصدت جهات ليبية معنية تكاثر المندوبين الذين يتعمّدون نشر كتب مذهبية في الكثير من مكتبات طرابلس ، وهو ما رد عليه في ذلك الوقت، دعاة ليبيون اتهموا إيران بمحاولة التدخل والتغلغل في ليبيا. وأعقب ذلك قيام مسلحين في العاصمة بالهجوم على مبنى السفارة الإيرانية ومنزل السفير القريب منها.

يشير أحد قادة الميلشيات التي شاركت في حرب الإطاحة بنظام القذافي أن إيران إتصلت بعدد من أمراء الحرب وأعربت عن رغبتها في أن يكون لها موقعها في البلاد عير قوة مسلحة وأنها مستعدة لدفع رواتب للمسلحين تصل الى ثلاثة آلاف دولار شهريا ، وأنها أبرمت إتفاقا بالفعل مع زعيم سياسي معروف هو في الوقت ذات قائد إحدى أكبر ميلشيات مصراتة ، غير أن طرفا آقليميا أخر وهو تركيا أفسد الصفقة ، نظرا لأن مصراتة تعتبر خطا أحمر بالنسبة لنظام أردوغان 

وفي يناير 2013 أكد العقيد الليبي رمضان الغزيوي أن قوات الأمن الليبية قامت بمداهمات "لأوكار تنشر التشيع". وقال "صادرنا خلال هذه الحملة عددا كبيرا من الكتب والمطبوعات التي تدعو إلى التشيع"، وبعد ستة أشهر  قال رئيس لجنة الأوقاف بالمؤتمر الوطني، محمد الوليد، إن هناك بعض الدعاة إلى المذهب الشيعي يقومون بشراء أراض في ليبيا بهدف تأسيس مؤسسات ومراكز للتشيع ، كما تم رصد تحركات لرجال أعمال ليبيين وإيرانيين وعملاء هدفهم التمدد المذهبي، والعمل على ترسيخ الوجود الإيراني في مستقبل ليبيا، ورصدت تقارير استخباراتية في العاصمة طرابلس حراكاً متزايداً لعملاء إيران، مؤكدة أن رجال أعمال يتحرّكون لصالح طهران ويديرون عمليات مشبوهة انطلاقاً من مقار لهم في باريس والعاصمة التونسية،  ما جعل هيئة علماء ليبيا، تصدر بيانا انتقدت ما وصفته بـ"تحركات مريبة للسفارة الإيرانية في ليبيا" ،ونبهت  إلى خطورة ما أسمته "المد الاستعماري" الذي تقوم به بعض الدول وخاصة إيران في استثمار المد الشيعي في نظرتها "الاستعمارية التوسعية" داعية  أعضاء المؤتمر الوطني والحكومة المؤقتة أن يضطلعوا بمسؤولياتهم تجاه هذه القضية والمسارعة بسن قوانين للقائمين عليها.

واقترحت الهيئة في بيانها على وزارة الداخلية ولجنة الأمن القومي بالمؤتمر الوطني، تشكيل لجنة لمكافحة هذه الظاهرة، مختتمة البيان بالتأكيد على أن أنها ستبذل كل ما من شأنه جذب اهتمام الرأي العام إلى هذه القضية.

وبحسب تقرير استخباراتي، فإن وثائق سرية كشفت عن مواقع لأجهزة تجسس وأسماء سماسرة التشيّع في طرابلس، كما أظهرت أن الإيرانيين يسابقون الزمن، مستغلين تدهور الأوضاع الليبية، لتثبيت قدمهم في البلاد، حيث تزرع طهران موالين لها وتسعى لتشكيل دولة عرقية في غربي البلاد تكون منفذة للأجندة الإيرانية في شمال أفريقيا.

إرهابيو ليبيا في أحضان إيران

ومما يؤكد العلاقات الوطيدة بين قوى الإسلام السياسي في ليبيا وإيران ما كشفت عنه وزارة الخزانة الأميركية  في عام 2016، من وثائق سرية تربط بين تنظيم القاعدة والجماعة المقاتلة في ليبيا وهي مجموعة متطرفة يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بالحاج، وتشير الى أن طهران  عقدت صفقة سرية مع تنظيم القاعدة في ليبيا، أصبحت بموجبها «نقطة عبور هامة للتمويل» في منطقة المغرب العربي.

ووفق إحدى الوثائق فإن عبد الحكيم بلحاج المكنى بـ”أبي عبد الله الصادق”، كان قد أفتى لقيادات وعناصر الجماعة الليبية المقاتلة بجواز الاستعانة والاتصال بالنظام الإيراني منذ أواخر التسعينات الميلادية قبل ما يعرف بأحداث  11 سبتمبر2011 ، واستغلال سوء العلاقات الثنائية بين إيران وليبيا  من جهة ومصر من جهة أخرى.

وبحسب ما أوضحته الوثيقة التي كانت من قبل أحد عناصر القاعدة المقيمين في طهران: “كانت قد بحثت الجماعة الليبية المقاتلة فكرة إقامة علاقة وتعامل مع النظام الإيراني، وبحسب ما ورد في الوثيقة كان رأي عبد الحكيم بلحاج المكنى بأبي عبد الله الصادق وجماعة من القيادات هو الإقدام على ذلك للحاجة الشديدة، ولأن النظام الإيراني علاقاتهم سيئة بنظام القذافي كما هي سيئة بالنظام المصري ” .

 كما أظهرت الوثائق أن القيادي في القاعدة، والمكنى عطية الله الليبي، واسمه الحقيقي جمال إبراهيم الشتيوي زوبية المصراتي، لعب دوراً محورياً في عمليات التمويل، فيما قام البحريني عادل محمد محمود عبد الخالق، بمساعدة الجماعة الليبية المقاتلة، عبر سفره لإيران 5 مرات، ولقائه كبار الداعمين لـ «القاعدة» في طهران.

وبرز دور عطية الله الليبي، المعيّن من أسامة بن لادن، كمبعوث لتنظيم القاعدة في إيران، وهو منصب سمح له بالسفر من وإلى إيران بإذن من المسؤولين الإيرانيين، فيما كان القيادي الليبي في "القاعدة"، ويدعى محمد بن حمادي الممول الرئيس للجماعة الليبية المقاتلة، كما تم تعيين نور الدين الدبسكي عضواً في لجنة عسكرية من الجماعة الليبية المقاتلة ومقرها إيران ،بينما أشارت عدد من الرسائل المرسلة من وإلى أسامة بن لادن، والتي عثر عليها في منزله في آبوت آباد بباكستان، حيث قتل، إلى بعض أتباعه الليبيين الذين كانوا يعيشون في إيران، ثم شاركوا في ما بعد في أحداث 2011 داخل الأراضي الليبية، في إطار إطاحة النظام

وتم تعيين  نور الدين الدبسكي، وفقاً لوثيقة أميركية، عضواً في لجنة عسكرية، من الجماعة المقاتلة الليبية ومقرها إيران، فيما أشارت وثيقة أخرى، إلى عقد إيران صفقة سرية مع تنظيم القاعدة الليبي. وصفت الوثيقة الأراضي الإيرانية بأنها «نقطة عبور هامة للتمويل»، داخل وخارج الدول المجاورة، مثل: أفغانستان وباكستان، وأن القيادي عطية الله الليبي، لعب دوراً مركزياً في هذه العمليات التي كانت تجري في ليبيا حينها.

كما تحدثت تقارير إعلامية عن وجود صلة بين إيران والأعضاء الليبيين في تنظيم القاعدة في وثائق بن لادن نفسه، التي تمت مصادرتها من منزله بآبوت آباد. ففي تقرير مرسل لابن لادن من أحد عملائه، يرجع تاريخه إلى 20 أبريل 2011، كانت هناك فقرة مكثفة حول مساعي «القاعدة» في ليبيا، تكرر فيها ذكر إيران ،وقال  أحد المتشددين بأن أحد العملاء الذي يطلق عليه «أنس»، سمح له بالسفر من ليبيا إلى إيران. ومن الواضح أن أنس، ليبي الأصل، كان محتجزاً لفترة من الزمن في إيران، مع أبو مالك الليبي، المعروف باسم (عروة الليبي)، باعتباره أحد أهم الأعضاء الذين سمح لهم بالسفر من إيران إلى ليبيا.

ووصفت الرسالة «عروة»، باعتباره أحد أهم «الإخوة» في الجماعة الليبية المقاتلة، وهو تعبير يستخدمه المتشددون وعلى رأسهم جماعة الإخوان.

وأضافت الوثيقة إنه «ظل في إيران، ولم يأتِ إلينا. وقبل شهر، سافر إلى ليبيا ووصل بسلام..ونتوقع أن يكون له دور كبير في ليبيا». ولكن بعد بضعة أيام من الخطاب المرسل لابن لادن، ظهرت تقارير في ليبيا تفيد بأن قوات القذافي قتلت أبا مالك.

بعد ثورة الثلاثين من يونيو المصرية في 2013 باتت ليبيا تحتل مكانة أكبر لدى إيران ، حيث إشتركت مع قطر والسودان  في دعم ما يسمى بـ"الجيش المصرى الحر"، الذى  كان يتلقى تدريبات داخل معسكرات تابعة لجماعات متطرفة داخل الأراضى الليبية،، وقالت تقارير إعلامية آنذاك أن المعسكر الرئيسى للجيش المزعوم يقع فى منطقة النوفلية الليبية، بين سرت وهراوة، وهو تابع لتنظيم القاعدة وحركة أنصار الشريعة، ويشرف عليه ضباط مخابرات قطريون ، وأضافت أن هناك معسكرين آخرين للتدريب، أحدهما يقع قرب قاعدة الجفرة الجوية بليبيا، والآخر بين منطقتى درنة والبيضاء، مؤكدا أن من ضمن المتطوعين جنسيات مغربية وتونسية وباكستانية وأفغانية، لكن الوجود الأكبر هناك لمصريين ،مشيرة الى أن المسئول عن ما يسمى بـ"الجيش المصرى الحر"، هو  إسماعيل الصلابى،  مسئول مخابرات الإخوان بليبيا، وحلقة الوصل بين الجماعة بالقاهرة وطرابلس، وكان يزور القاهرة خلال فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى ويقيم بأحد أشهر الفنادق على حساب القيادى الإخوانى خيرت الشاطر.

وإسماعيل الصلابي هو شقيق علي الصلابي القيادي الأبرز في جماعة إخوان ليبيا و عضو ما يسمى الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ، وكان من أبرز القيادات الإرهابية في بنغازي ، قبل أن يحررها الجيش الوطني ، 

وبينما أكدت تقارير مخابراتية ليبية أن النظام الإيراني حاول أن يلعب على حبل التنوع العرقي بمحاولته التموقع في ملف الإقليات في البلاد ، تبين أن طهران كان لها دور مهم في دعم الميلشيات في ليبيا خصوصا من خلال التنسيق مع نظام الدوحة ، حيث يتفق الطرفان على ضرورة إستمرار الفوضى ، وهو ما لا يتحقق بالنسبة لهما إلا بالعمل على عرقلة تقدم الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر 

ووفق أحد التقارير الصحفية ، تم نشره  يونيو 2018  فإن الأمر وصل الى حد صراع إيراني إسرائيلي على الأراضي الليبية عندما أرسلت طهران  مستشارين عسكريين من الحرس الثوري في مهمات خاصة لكن اثنين من الإيرانيين لقيا حتفهما في جنوب ليبيا ،وقال التقرير  إن "الإسرائيليين راقبوا قبل فترة عنصرين من الحرس الثوري الإيراني منذ لحظة دخولهما ليبيا عبر منفذ  ذهيبة على الحدود مع تونس حتى وصولهما بلدة صغيرة في الجنوب حيث تمت تصفيتهما من طرف مسلحين مجهولين يعتقد أن لهم علاقة بجهاز المخابرات الإسرائيلية الموساد".

وتقدم مصادر ليبية متطابقة تفاصيل مثيرة عن مهمة المستشارين العسكريين الإيرانيين اللذين تمت تصفيتهما في جنوب ليبيا "التواصل والتنسيق مع مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وعناصر داعش الذين فروا من الرقة في سوريا إلى ليبيا عبر تركيا والسودان" وكانت قيادة الجيش الليبي قالت إن متطرفين عبروا من منفذ بري على الحدود مع السودان إلى مدينة الكفرة واتجهوا منها إلى أوباري أقصى جنوب غرب ليبيا.

ويعتقد المراقبون أن الدور التخريبي الإيراني في ليبيا لا يستثني العمل على إستقطاب قادة الميلشيات سواء كانت تابعة للإخوان أو القاعدة أو للأقليات العرقية أو حتى للمرتزقة ، فما يهمها هو التموقع في ليبيا والإستفادة من موقعها الإستراتيجي كبوابة لدول الساحل والصحراء وعموم القارة الإفريقية ، وكنقطة وصل بين المشرق والمغرب العربيين ، بينما يهتم الميليشاويون بالدعم المالي و بأن يكون في صف من يرون فيه حليفا لمشروعهم ، وبالعمل على خدمة الإسلام السياسي كمشروع متكامل سواء كان سنيا أو شيعيا. 

وقال وزير الخارجية الإيراني معلقا على عملية تحرير طرابلس من الجماعات الإرهابية والميلشيات الخارجية عن القانون أن "التطورات الخطيرة التي تشهدها منطقة شمال أفريقيا مؤخرا خاصة الوضع في ليبيا والسودان، ناتجة عن تدخل بعض الدول العربية في الشؤون الداخلية لهذه الدول" ، وهو يقصد  دعم حلف الإعتدال العربي للشرعية التي تمثلها مؤسسات الدولة الليبية وعلى رأسها القوات المسلحة  ، بينما إتخذت وسائل الإعلام المرتبطة بطهران موقفا داعما للميلشيات ، فسيطرة الجيش تعني عودة السيادة لليبيا ، وعودة السيادة تعني حماية المجتمع وتحصين الحدود والوقوف في وجه أي تدخل خارجي بما في ذلك تدخل نظام الملالي.

سفينة ايرانية تتجه صوب مصراته

الى ذلك رصد الجيش الوطني الليبي سفينة شحن إيرانية مدرجة على قوائم الحظر الأمريكية، كونها تابعة للحرس الثوري قادمة إلى ميناء مصراتة غربي ليبيا "مجهولة الحمولة"، بعد مغادرتها لسواحل شرق أوروبا منذ أربعة أيام.

وذكر موقع "بيفول" أن "السفينة الإيرانية غادرت، صباح السبت الماضي، ميناء بورغاس في بلغاريا، حتى أظهرها موقع مارين ترافيك الذي يتقصى حركة السفن وهي تتجه إلى ميناء مصراتة الليبي".

وتعود ملكية السفينة إلى شركة خطوط الشحن الإيرانية IRSL الحكومية التي فرضت عليها الولايات المتحدة، منتصف العام الماضي، بسبب علاقتها بالأعمال المشبوهة التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني في المنطقة.