أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، أنه يسعى للقاء القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر في القريب العاجل، بعد أن استقبل صباح الثلاثاء بمقر الحكومة في روما رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج.
وقال في تصريحات صحفية: «تحدثت اليوم مع الرئيس السراج. وأنا على ثقة من أنني سوف ألتقي بصورة مباشرة الجنرال حفتر قريبًا»، بحسب وكالة «آكي» الإيطالية.وأضاف رئيس الحكومة الإيطالية: «في كل محادثاتي ما زلت أقول إن الحل لا يمكن أن يمر بالوسائل العسكرية»، مؤكدًا أن هناك «حالة من الجمود (..) إن السيناريو حرج ويمكن أن يتطور إلى وضع أكثر حرجًا من لحظة إلى أخرى».
والتقى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في العاصمة روما، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج، في لقاء بحثا خلاله مستجدات الهجوم الذي تشنه قوات الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر منذ 4 أبريل الماضي على العاصمة طرابلس.وجدد رئيس الوزراء الإيطالي «بموقف إيطاليا الداعم لحكومة الوفاق الوطني»، مؤكدًا أن «لا حل عسكريًّا للأزمة الليبية، ويجب العودة إلى المسار السياسي والحوار».
وقال: «إن إيطاليا تدرك جيدًا أن الحرب يمكن أن تتسع وبما يلحق الضرر لليبيا والمنطقة»، مضيفًا أن «جهود بلاده لن تتوقف إلى أن تجد نهاية سريعة وعادلة توقف نزيف الدم».ويبدو الموقف الإيطالي مضطربا إزاء مستجدات الوضع في ليبيا ، هناك إنتقادات واضحة لحكومة جوزيبي كونتي بأنها فقدت البوصلة ، ولم تستطع تحديد موقف واقعي بعد تورطها السابق مع الميلشيات ، وأصحاب تلك الإنتقادات يرون أن ديبلوماسية بلادهم لم تكن جاهزة لتقبل الموقف الأمريكي الذي يبدو داعما للجيش الوطني الليبي بقيادة المشير حفتر ، ولا مواقف الدول الكبرى الأخرى مثل روسيا والصين وفرنسا ، والقوى الإقليمية الصاعدة كالسعودية ومصر والإمارات ، ولا حتى للمنظمات الدولية والإقليمية : مجلس الأمن العاجز عن إتخاذ قرار بوقف المعارك ، والإتحاد الأوروبي والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية ، وجميعها يجعل من الصمت دعما غير معلن لعملية « طوفان الكرامة »
لكن الإضطراب الإيطالي له وجهه السلبي الذي يحاول أن يعرقل بشكل من الأشكال تحرير طرابلس ، فطيران الميلشيات التابعة لحكومة الوفاق لا يزال ينطلق من الكلية الجوية بمصراتة لقصف المدنيين في عدد من المناطق الداعمة للجيش الوطني ،و هناك عشرات القتلى من المدنيين الذي سقطوا بسبب قصف جوي نفذته طائرات حربية في مناطق مثل ترهونة وغريان وهون والعزيزية وفي ضواحي طرابلس كقصر بن غشير وعين زارة وسوق الخميس وغيرها.
وبالسؤال عن السبب الكامن وراء عدم إقدام سلاح الجو التابع للقيادة العامة للجيش الليبي بالرد على طيران الميلشيات وقصف المهبط الذي تنطلق منه من الكلية الجوية بمصراتة ، تؤكد المصادر العسكرية أن ما يحول دون ذلك هو وجود قوات إيطالية في المطار وحوله ، وأن الإيطالييين ركزوا المستشفى الميداني داخل الكلية ، الأمر الذي جعل طيران الميلشيات يستفيد منه حيث بات يتخذ من الإيطاليين دروعا يتخفى وراءها.
سلاح الجو التابع للقيادة العامة كان قد نجح في تحييد طيران الميلشيات في مطار معيتقة بطرابلس يوم 12 ابريل الجاري ، غير أن طيران مصراتة لا يزال يمثل خطرا على المدنيين ، والأغلبية الساحقة من الليبيين ترى أن ابقاء إيطاليا على قواتها في مصراتة وخاصة في قاعدة الكلية الجوية يمثّل دعما للميلشيات الخارجة عن القانون والجماعات الإرهابية.
وكان الناطق باسم القوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري، طالب السلطات الإيطالية بإغلاق المستشفى العسكري الإيطالي في مدينة مصراتة، ومغادرة أربعمئة جندي إيطالي في أسرع وقت ممكن.
وقال المسماري في تصريحات لصحيفة، كورييري ديلا سيرا الإيطالية، إن هذا المستشفى الميداني الذي أنشئ إبان الحرب على داعش في مدينة سرت العام 2016، لم تعد له مهمة إنسانية في الوقت الحالي، وأنه لا جدوى من الإصرار على أنه مرفق طبي، وأن الجنود الإيطاليين الأربعمئة يعملون لضمان محيطه الأمني، مضيفا أن هؤلاء الجنود يعملون كمدربين للمليشيات المتطرفة داخل قاعدة مصراتة حيث يقع المستشفى، وتقلع منها الطائرات التي تقصف القوات المسلحة.
هيئة الأركان العامة في روما ردت على المسماري بأن الجيش الإيطالي "لا يشارك مطلقًا" في الاشتباكات التي تجتاح ليبيا في هذه الفترة ،وقالت أن المستشفى والجنود الإيطاليين "يعملون في وئام مع حدود المهمة التي قررتها الأمم المتحدة بمهام واضحة ذات طبيعة إنسانية بحتة وبدعم فني للصيانة". باختصار ، لا علاقة للميليشيات المحلية أو العصابات المسلحة ، لكن رأي الليبيين يبدو واضحا كذلك : إذا أرادت إيطاليا ألا تتورط في الصراع فيجب عليها إعادة المستشفى والجنود إلى أراضيها ، وهناك من يقولون في منطقة «الرجمة» مقر القيادة القيادة للجيش الليبي : "نحن نشك في أن الطائرات الإيطالية بدون طيار يمكن أن توفر بيانات لمخابرات فائز السراج والميلشيات التي تحارب تحت لواء حكومته".
صحيفة «أليساندريا أوجي» قالت في مقال لها أن الجنود الإيطاليين في ليبيا يتعرضون للنيران. في الوقت الحالي من خلال ضربات الدعاية ، ولكن في حالة الحرب دون ربع، لا يتطلب الأمر سوى القليل من التشنج للانتقال إلى الانتقام المسلح، أما صحيفة لا كوريرا دي لاسيرا فأوضحت «في أوقات الحرب، تصبح لغة الدعاية أكثر عدوانية بشكل طبيعي ولا يصنع السيناريو الليبي أية استثناءات ، بل يؤكد بشكل كبير تلك القاعدة. تلعب قناة الجزيرة الفضائية القطرية دورا واضحا إلى جانب تحالف الميليشيات التي تقف إلى جانب فايز سراج وتشجب وصول الأسلحة وحتى الفرقاطة من بنغازي الى محطة رأس لانوف التي يسيطر عليها الجيش ، في هذه الأثناء ، يُظهر لنا المتحدث الرسمي بإسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية صورة حيث قام نصف ميليشيات مصراتة على الأقل بطباعة العلم الإيطالي على آلياتهم العسكرية مع كتابة حروف باللغة العربية على الباب».
الحقيقة أن تلك الصور التي إستظهر بها المسماري أحدثت سجالا واسعا بين الليبيين ، البعض يرى أن التاريخ يعيد نفسه ، وكأن إيطاليا تحاول أن تسترجع تاريخها في بلادهم في بدايات القرن الماضي ، عندما كانت تعتمد على بعض العملاء المحليين في إختراق المجتمع ، واليوم هي متهمة بدعم ميلشيات مارست منذ 2011 كل أشكال الجريمة في حق الشعب ، لذلك تشعر روما بأنها في ورطة حقيقية ، فهي قد راهنت على ميلشيات المنطقة الغربية وخاصة ميلشيات مصراتة وبعض ميلشيات زوارة والزاوية ، حيث أقنعها القطريون بأن القوة الحقيقية في ليبيا هي تلك التي توجد في مدينة مصراتة ، وأن عليها أن تراهن عليها مستقبلا ، هذا الإقناع جاء من خلفية ترجيح مشروع الإنقسام بعد الإنقلاب على نتائج إنتخابات 2014 البرلمانية وحرب « فجر ليبيا » الإرهابية ، ثم أن إيطاليا لديها حنين للشاطيء الرابع وفق أدبيات الإحتلال الفاشي للبلاد ، ووفق مخلفات تاريخ يعود الى أكثر من ألفي عام ، وكذلك لديها مطامع في الثروة وبخاصة النفط والغاز ، حتى تم تصوير الخلاف مع باريس التي تبدو داعمة للجيش، على أنه صراع بين « إيني » الإيطالية و« توتال » الفرنسية ، روما كذلك كانت تعتقد أن ميلشيات المنطقة الغربية يمكن أن تساعدها على ضبط الحدود البحرية، ومنع زحف المهاجرين غير الشرعيين من الضفة الجنوبية للمتوسط.
في الوقت الحالي ، هناك حوالي 50 شركة إيطالية لها علاقات تجارية مع ليبيا ، لما مجموعه أكثر من 60،000 عامل معني بما في ذلك عمال الصناعات ذات الصلة وبلغ إجمالي قيمة الإستثمارات 11 مليار في عام 2015 ، وشركة " إيني" ، التي تمكنت الى الآن من استخراج 320 ألف برميل من النفط يومياً في ليبيا ، قررت مؤخرا و كإجراء وقائي ، إجلاء الموظفين الإيطاليين المتمركزين في الدولة الأفريقية.نظراً لخطر الوضع الراهن في الأراضي الليبية
الإيطاليون الذي دعموا الميلشيات ، تحت غطاء دعم شرعية المجلس الرئاسي ، أثبتوا مرة أخرى قصر النظر في ما يخص الملف الليبي ، بل وملفات المنطقة حيث لم ينظروا في يوم من الأيام الى خطر قوى الإسلام السياسي التي تحاول التغلغل في دول الضفة الجنوبية للمتوسط ، ولم يعطوا أهمية لوجود ميلشيات إرهابية في غرب ليبيا تتحرك تحت لواء السراج ، الى أن إستفاقوا على موقف فاجأهم من حليفهم الأمريكي الذي حاولوا سابقا الإستقواء به ضد الموقف الفرنسي الذي يبدو أكثر وعيا بما يدور في المنطقة وبالأخص في ليبيا ، وأدركوا أن تصلّب الصديق البريطاني لن يجدي في هذه الحالة ، وهو ما أثبته العجز عن إستصدار بيان لمجلس الأمن يدعو الى وقف المعارك ، أو بالأحرى وقف تقدم الجيش لتحرير طرابلس والمنطقة الغربية.
تخشى إيطاليا اليوم من أن تحتل فرنسا موقعها في ليبيا لتكون الشريك الأوروبي الأول للسلطات القادمة في طرابلس ، وهي تعلم جيدا أن تحرير طرابلس قادم لا محاولة رغم كل محاولات الإلتفاف الميلشياوي والسياسوي الإسلاموي المدعومة من أطراف بعينها : قطر وتركيا والإخوان ، أما بريطانيا فإنها تتحرك في صمت لمحاولة التموقع في المشهد الجديد عبر وساطات حلفائها المقربين من المشير حفتر.
لكن الإضطراب الإيطالي له وجهه السلبي الذي يحاول أن يعرقل بشكل من الأشكال تحرير طرابلس ، فطيران الميلشيات التابعة لحكومة الوفاق لا يزال ينطلق من الكلية الجوية بمصراتة لقصف المدنيين في عدد من المناطق الداعمة للجيش الوطني ،و هناك عشرات القتلى من المدنيين الذي سقطوا بسبب قصف جوي نفذته طائرات حربية في مناطق مثل ترهونة وغريان وهون والعزيزية وفي ضواحي طرابلس كقصر بن غشير وعين زارة وسوق الخميس وغيرها.
وبالسؤال عن السبب الكامن وراء عدم إقدام سلاح الجو التابع للقيادة العامة للجيش الليبي بالرد على طيران الميلشيات وقصف المهبط الذي تنطلق منه من الكلية الجوية بمصراتة ، تؤكد المصادر العسكرية أن ما يحول دون ذلك هو وجود قوات إيطالية في المطار وحوله ، وأن الإيطالييين ركزوا المستشفى الميداني داخل الكلية ، الأمر الذي جعل طيران الميلشيات يستفيد منه حيث بات يتخذ من الإيطاليين دروعا يتخفى وراءها.
سلاح الجو التابع للقيادة العامة كان قد نجح في تحييد طيران الميلشيات في مطار معيتقة بطرابلس يوم 12 ابريل الجاري ، غير أن طيران مصراتة لا يزال يمثل خطرا على المدنيين ، والأغلبية الساحقة من الليبيين ترى أن ابقاء إيطاليا على قواتها في مصراتة وخاصة في قاعدة الكلية الجوية يمثّل دعما للميلشيات الخارجة عن القانون والجماعات الإرهابية.
وكان الناطق باسم القوات المسلحة الليبية اللواء أحمد المسماري، طالب السلطات الإيطالية بإغلاق المستشفى العسكري الإيطالي في مدينة مصراتة، ومغادرة أربعمئة جندي إيطالي في أسرع وقت ممكن.
وقال المسماري في تصريحات لصحيفة، كورييري ديلا سيرا الإيطالية، إن هذا المستشفى الميداني الذي أنشئ إبان الحرب على داعش في مدينة سرت العام 2016، لم تعد له مهمة إنسانية في الوقت الحالي، وأنه لا جدوى من الإصرار على أنه مرفق طبي، وأن الجنود الإيطاليين الأربعمئة يعملون لضمان محيطه الأمني، مضيفا أن هؤلاء الجنود يعملون كمدربين للمليشيات المتطرفة داخل قاعدة مصراتة حيث يقع المستشفى، وتقلع منها الطائرات التي تقصف القوات المسلحة.
هيئة الأركان العامة في روما ردت على المسماري بأن الجيش الإيطالي "لا يشارك مطلقًا" في الاشتباكات التي تجتاح ليبيا في هذه الفترة ،وقالت أن المستشفى والجنود الإيطاليين "يعملون في وئام مع حدود المهمة التي قررتها الأمم المتحدة بمهام واضحة ذات طبيعة إنسانية بحتة وبدعم فني للصيانة". باختصار ، لا علاقة للميليشيات المحلية أو العصابات المسلحة ، لكن رأي الليبيين يبدو واضحا كذلك : إذا أرادت إيطاليا ألا تتورط في الصراع فيجب عليها إعادة المستشفى والجنود إلى أراضيها ، وهناك من يقولون في منطقة «الرجمة» مقر القيادة القيادة للجيش الليبي : "نحن نشك في أن الطائرات الإيطالية بدون طيار يمكن أن توفر بيانات لمخابرات فائز السراج والميلشيات التي تحارب تحت لواء حكومته".
صحيفة «أليساندريا أوجي» قالت في مقال لها أن الجنود الإيطاليين في ليبيا يتعرضون للنيران. في الوقت الحالي من خلال ضربات الدعاية ، ولكن في حالة الحرب دون ربع، لا يتطلب الأمر سوى القليل من التشنج للانتقال إلى الانتقام المسلح، أما صحيفة لا كوريرا دي لاسيرا فأوضحت «في أوقات الحرب، تصبح لغة الدعاية أكثر عدوانية بشكل طبيعي ولا يصنع السيناريو الليبي أية استثناءات ، بل يؤكد بشكل كبير تلك القاعدة. تلعب قناة الجزيرة الفضائية القطرية دورا واضحا إلى جانب تحالف الميليشيات التي تقف إلى جانب فايز سراج وتشجب وصول الأسلحة وحتى الفرقاطة من بنغازي الى محطة رأس لانوف التي يسيطر عليها الجيش ، في هذه الأثناء ، يُظهر لنا المتحدث الرسمي بإسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية صورة حيث قام نصف ميليشيات مصراتة على الأقل بطباعة العلم الإيطالي على آلياتهم العسكرية مع كتابة حروف باللغة العربية على الباب».
الحقيقة أن تلك الصور التي إستظهر بها المسماري أحدثت سجالا واسعا بين الليبيين ، البعض يرى أن التاريخ يعيد نفسه ، وكأن إيطاليا تحاول أن تسترجع تاريخها في بلادهم في بدايات القرن الماضي ، عندما كانت تعتمد على بعض العملاء المحليين في إختراق المجتمع ، واليوم هي متهمة بدعم ميلشيات مارست منذ 2011 كل أشكال الجريمة في حق الشعب ، لذلك تشعر روما بأنها في ورطة حقيقية ، فهي قد راهنت على ميلشيات المنطقة الغربية وخاصة ميلشيات مصراتة وبعض ميلشيات زوارة والزاوية ، حيث أقنعها القطريون بأن القوة الحقيقية في ليبيا هي تلك التي توجد في مدينة مصراتة ، وأن عليها أن تراهن عليها مستقبلا ، هذا الإقناع جاء من خلفية ترجيح مشروع الإنقسام بعد الإنقلاب على نتائج إنتخابات 2014 البرلمانية وحرب « فجر ليبيا » الإرهابية ، ثم أن إيطاليا لديها حنين للشاطيء الرابع وفق أدبيات الإحتلال الفاشي للبلاد ، ووفق مخلفات تاريخ يعود الى أكثر من ألفي عام ، وكذلك لديها مطامع في الثروة وبخاصة النفط والغاز ، حتى تم تصوير الخلاف مع باريس التي تبدو داعمة للجيش، على أنه صراع بين « إيني » الإيطالية و« توتال » الفرنسية ، روما كذلك كانت تعتقد أن ميلشيات المنطقة الغربية يمكن أن تساعدها على ضبط الحدود البحرية، ومنع زحف المهاجرين غير الشرعيين من الضفة الجنوبية للمتوسط.
في الوقت الحالي ، هناك حوالي 50 شركة إيطالية لها علاقات تجارية مع ليبيا ، لما مجموعه أكثر من 60،000 عامل معني بما في ذلك عمال الصناعات ذات الصلة وبلغ إجمالي قيمة الإستثمارات 11 مليار في عام 2015 ، وشركة " إيني" ، التي تمكنت الى الآن من استخراج 320 ألف برميل من النفط يومياً في ليبيا ، قررت مؤخرا و كإجراء وقائي ، إجلاء الموظفين الإيطاليين المتمركزين في الدولة الأفريقية.نظراً لخطر الوضع الراهن في الأراضي الليبية
الإيطاليون الذي دعموا الميلشيات ، تحت غطاء دعم شرعية المجلس الرئاسي ، أثبتوا مرة أخرى قصر النظر في ما يخص الملف الليبي ، بل وملفات المنطقة حيث لم ينظروا في يوم من الأيام الى خطر قوى الإسلام السياسي التي تحاول التغلغل في دول الضفة الجنوبية للمتوسط ، ولم يعطوا أهمية لوجود ميلشيات إرهابية في غرب ليبيا تتحرك تحت لواء السراج ، الى أن إستفاقوا على موقف فاجأهم من حليفهم الأمريكي الذي حاولوا سابقا الإستقواء به ضد الموقف الفرنسي الذي يبدو أكثر وعيا بما يدور في المنطقة وبالأخص في ليبيا ، وأدركوا أن تصلّب الصديق البريطاني لن يجدي في هذه الحالة ، وهو ما أثبته العجز عن إستصدار بيان لمجلس الأمن يدعو الى وقف المعارك ، أو بالأحرى وقف تقدم الجيش لتحرير طرابلس والمنطقة الغربية.
تخشى إيطاليا اليوم من أن تحتل فرنسا موقعها في ليبيا لتكون الشريك الأوروبي الأول للسلطات القادمة في طرابلس ، وهي تعلم جيدا أن تحرير طرابلس قادم لا محاولة رغم كل محاولات الإلتفاف الميلشياوي والسياسوي الإسلاموي المدعومة من أطراف بعينها : قطر وتركيا والإخوان ، أما بريطانيا فإنها تتحرك في صمت لمحاولة التموقع في المشهد الجديد عبر وساطات حلفائها المقربين من المشير حفتر.
المحلل السياسي والعسكري الإيطالي لورينزو فيتا حاول أن يفسّر طبيعة مواقف حكومته المتداخلة بالقول أنها سعت أولا الى أن تفعل شيئًا مع دونالد ترامب للسيطرة على سير الانتقال السياسي ليبيا. لكن رئيس الولايات المتحدة يخاطب المشير حفتر رأسا، بل ويعهد إليه بدور أكثر أهمية في القضاء على الفوضى في ليبيا ، ويحدث تغيير جديد في المسار: يطلب جوزيبي كونتي المساعدة من فلاديمير بوتين ،وبعد أن كان يتحدثعن عدوان حفتر على طرابلس. خرج ليقول إنه لا يدعم فايز السراج أو الجنرال ولكن فقط يدعم الشعب الليبي، وأخيرًا ، يبحث عن منفذ لإستعادة دفء العلاقات مع الإمارات ومصر ، وهو يدرك جيدا أن ذلك لن يتحقق بسهولة في ظل تحالفه القوي مع قطر ،لذلك يتضح أن إستراتيجية كونتي تبدأ من كونها استراتيجية مربكة على أقل تقدير. ويبدو أن تصريحاته خلال الأسابيع الماضية لا تؤكد وجود تحوّل فعلي لحكومته تفرضه الأحداث أكثر من الأفكار ،بينما تُظهر بعض التغييرات في الاتجاه أنها بلا جدوى حقيقية.
ووفق المحلل الإيطالي : «كانت الاستراتيجية الإيطالية في ليبيا ، على الأرجح ، خطأ من البداية. كان دعم طرابلس فقط مفيدًا بالتأكيد لمصالحنا ، لأن لدينا في الغرب الليبي محطات الغاز والنفط وبالتأكيد كان وزننا أقل بكثير في المنطقة الشرقية ، لكن دعم حكومة لا تتحكم في الواقع في ضواحي عاصمتها (والتي حكمتها السفينة عمليا لعدة أشهر) لم يكن بالتأكيد خطوة ذكية . كان الخيار الأفضل هو البقاء في حوار مع جميع الفصائل بوضوح من البداية ، كما فعل كل الفاعلين في هذا المجال ، من روسيا إلى الولايات المتحدة. بدلاً من ذلك ، اخترنا على الفور جبهة واحدة دون تعامل على الأرجح مع القوى التي دعمت شرق البلاد ، ثم بدأت استراتيجيتنا في محاولة إستمالة الطرف الأخر ، انتقلت من طرابلس إلى الحوار مع بنغازي ،و من إغلاق القنصلية في برقة إلى إعادة فتح محتملة ، هكذا إنتقلنا من طرابلس الى برقة إلى السجادة الحمراء المؤرقة في باليرمو ، ثم إلى استعادة القائد العام والعودة الآن للحديث عن العلاقات مع الجميع»
يتابع فيتا « باختصار ، الفكرة هي أن إيطاليا الآن لا تعرف بالضبط ما تريد فعله في ليبيا. وربما هذا هو الخطأ الحقيقي الكبير الذي ارتكبته روما. لأن شيئًا واحدًا هو الحوار مع الجميع بشكل مسبق: إنه شيء واحد هو تغيير رأينا حسب الطريقة التي تقرر الدبلوماسية الدولية التحرك بها. والانطباع هو أنه الآن ، على وجه التحديد بسبب سياستنا الدخانية (التي ليست هي الفرن التقليدي التقليدي ، بقدر عدم اليقين) ، نجد أنفسنا مضطرين إلى تغيير رأينا مرة أخرى. و لكن مع خطر أن يكون وزننا أقلّ في ليبيا. لأنه من الواضح أنه ، عاجلاً أم آجلاً ، سيأتي وقت لن نكون فيه جديرين بالمصداقية أمام أعين الفصائل المختلفة ، مع استثناءات ربما من مدينة مصراتة حيث يواصل جنودنا البقاء في مواقعهم ليدفعوا عنا شيئا من عدم المصداقية »
حاول رئيس فائز السراج إبتزاز الإيطاليين عندما إستغل منابرهم الإعلامية ليحذر أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية ،وليقول لصحيفة لاريبوبليكا "لن يكون هناك فقط 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، سيكون هناك ليبيون يفرون من هذه الحرب" مضيفا : "نواجه حرباً عدوانية قد تصيب بعدواها المتوسط برمته. على إيطاليا وأوروبا أن تكونا موحدتين وحازمتين للتصدي للحرب العدوانية التي يشنها حفتر" لافتا إلى أن الدمار سيطال أيضا "الدول المجاورة".
كان هدف السراج هو الحصول على دعم روما المباشر للميلشيات التي تقاتل تحت إمرته ، لكنه فشل في ذلك ، والمقربون منه ينقلون عنه خيبة أمله في الأصدقاء الإيطاليين الذين يعرفون بدورهم أنه بات يتهمهم في مجالسه .
بأنهم غيروا موقفهم منه ، وروما تعترف عن إستحياء أنها لا تستطيع مواجهة الموقف الأمريكي الذي يبدو حاسما في إعطائه الضوء الأخضر للجيش الليبي كي يستأصل الإرهاب من العاصمة طرابلس.
ثم أن موقف السراج جاء بعد خيبة أمل نائبه أحمد معيتيق الذي كان زار إيطاليا وإجتمع برئيس حكومتها وكبار مسؤوليها حاملا معه سلة من الوعود ، وكذلك بوزير الخارجية القطري الذي عبر عن إستعداد بلاده لدفع تكاليف أي دور إيطالي محتمل في دعم ميلشيات الوفاق، لكن ما حدث أن معيتيق عاد بخفي محمد بن عبد الرحمان آل ثاني ، والوعد الوحيد الذي حصل عليه من كونتي هو الإبقاء على المستشفى الميداني في مصراتة والقوة العاملة فيه.
ومقابل ذلك، تدركت الحكومة الإيطالية من خلال تقارير إستخباراتها الموجودة على الميدان أن الجيش سينتصر في كل الحالات، وأن المليشيات في طريقها الى الإنهيار، والأخطر أن حكومة السراج تعتمد في مواجهتها للجيش على جماعات إرهابية قد تلجأ في أي وقت الى ركوب البحر للفرار من ساحات الفناء ، لتكون جزر إيطاليا وجهتها، أما المشير حفتر ، فهناك إجماع من وسائل الإعلام الإيطالية على أنه الرجل القوي الذي لا يبدو مهتما بشكل خاص بإعادة بناء علاقات قوية مع روما، خصوصا إذا إستمرت الحكومة الإيطالية في الإبقاء على حضورها في مصراتة كدرع تتخفى وراءه الطائرات الميلشياوية التي تنفذ يوميا غارات على المناطق المؤيدة للقوات المسلحة.
ووفق المحلل الإيطالي : «كانت الاستراتيجية الإيطالية في ليبيا ، على الأرجح ، خطأ من البداية. كان دعم طرابلس فقط مفيدًا بالتأكيد لمصالحنا ، لأن لدينا في الغرب الليبي محطات الغاز والنفط وبالتأكيد كان وزننا أقل بكثير في المنطقة الشرقية ، لكن دعم حكومة لا تتحكم في الواقع في ضواحي عاصمتها (والتي حكمتها السفينة عمليا لعدة أشهر) لم يكن بالتأكيد خطوة ذكية . كان الخيار الأفضل هو البقاء في حوار مع جميع الفصائل بوضوح من البداية ، كما فعل كل الفاعلين في هذا المجال ، من روسيا إلى الولايات المتحدة. بدلاً من ذلك ، اخترنا على الفور جبهة واحدة دون تعامل على الأرجح مع القوى التي دعمت شرق البلاد ، ثم بدأت استراتيجيتنا في محاولة إستمالة الطرف الأخر ، انتقلت من طرابلس إلى الحوار مع بنغازي ،و من إغلاق القنصلية في برقة إلى إعادة فتح محتملة ، هكذا إنتقلنا من طرابلس الى برقة إلى السجادة الحمراء المؤرقة في باليرمو ، ثم إلى استعادة القائد العام والعودة الآن للحديث عن العلاقات مع الجميع»
يتابع فيتا « باختصار ، الفكرة هي أن إيطاليا الآن لا تعرف بالضبط ما تريد فعله في ليبيا. وربما هذا هو الخطأ الحقيقي الكبير الذي ارتكبته روما. لأن شيئًا واحدًا هو الحوار مع الجميع بشكل مسبق: إنه شيء واحد هو تغيير رأينا حسب الطريقة التي تقرر الدبلوماسية الدولية التحرك بها. والانطباع هو أنه الآن ، على وجه التحديد بسبب سياستنا الدخانية (التي ليست هي الفرن التقليدي التقليدي ، بقدر عدم اليقين) ، نجد أنفسنا مضطرين إلى تغيير رأينا مرة أخرى. و لكن مع خطر أن يكون وزننا أقلّ في ليبيا. لأنه من الواضح أنه ، عاجلاً أم آجلاً ، سيأتي وقت لن نكون فيه جديرين بالمصداقية أمام أعين الفصائل المختلفة ، مع استثناءات ربما من مدينة مصراتة حيث يواصل جنودنا البقاء في مواقعهم ليدفعوا عنا شيئا من عدم المصداقية »
حاول رئيس فائز السراج إبتزاز الإيطاليين عندما إستغل منابرهم الإعلامية ليحذر أن الحرب في بلاده قد تدفع أكثر من 800 ألف مهاجر نحو السواحل الأوروبية ،وليقول لصحيفة لاريبوبليكا "لن يكون هناك فقط 800 ألف مهاجر جاهزون للرحيل، سيكون هناك ليبيون يفرون من هذه الحرب" مضيفا : "نواجه حرباً عدوانية قد تصيب بعدواها المتوسط برمته. على إيطاليا وأوروبا أن تكونا موحدتين وحازمتين للتصدي للحرب العدوانية التي يشنها حفتر" لافتا إلى أن الدمار سيطال أيضا "الدول المجاورة".
كان هدف السراج هو الحصول على دعم روما المباشر للميلشيات التي تقاتل تحت إمرته ، لكنه فشل في ذلك ، والمقربون منه ينقلون عنه خيبة أمله في الأصدقاء الإيطاليين الذين يعرفون بدورهم أنه بات يتهمهم في مجالسه .
بأنهم غيروا موقفهم منه ، وروما تعترف عن إستحياء أنها لا تستطيع مواجهة الموقف الأمريكي الذي يبدو حاسما في إعطائه الضوء الأخضر للجيش الليبي كي يستأصل الإرهاب من العاصمة طرابلس.
ثم أن موقف السراج جاء بعد خيبة أمل نائبه أحمد معيتيق الذي كان زار إيطاليا وإجتمع برئيس حكومتها وكبار مسؤوليها حاملا معه سلة من الوعود ، وكذلك بوزير الخارجية القطري الذي عبر عن إستعداد بلاده لدفع تكاليف أي دور إيطالي محتمل في دعم ميلشيات الوفاق، لكن ما حدث أن معيتيق عاد بخفي محمد بن عبد الرحمان آل ثاني ، والوعد الوحيد الذي حصل عليه من كونتي هو الإبقاء على المستشفى الميداني في مصراتة والقوة العاملة فيه.
ومقابل ذلك، تدركت الحكومة الإيطالية من خلال تقارير إستخباراتها الموجودة على الميدان أن الجيش سينتصر في كل الحالات، وأن المليشيات في طريقها الى الإنهيار، والأخطر أن حكومة السراج تعتمد في مواجهتها للجيش على جماعات إرهابية قد تلجأ في أي وقت الى ركوب البحر للفرار من ساحات الفناء ، لتكون جزر إيطاليا وجهتها، أما المشير حفتر ، فهناك إجماع من وسائل الإعلام الإيطالية على أنه الرجل القوي الذي لا يبدو مهتما بشكل خاص بإعادة بناء علاقات قوية مع روما، خصوصا إذا إستمرت الحكومة الإيطالية في الإبقاء على حضورها في مصراتة كدرع تتخفى وراءه الطائرات الميلشياوية التي تنفذ يوميا غارات على المناطق المؤيدة للقوات المسلحة.