تخطّت إيطاليا أمس الجمعة عتبة أربعة آلاف وفاة جراء وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي دفع ولايتي نيويورك وكاليفورنيا الأمريكيتين إلى فرض حجر عام، في وقت دعي أكثر من 800 مليون شخص في أنحاء العالم إلى ملازمة منازلهم.
وأودى كورونا المستجد بـ 627 شخصا في إيطاليا في الساعات الـ 24 الأخيرة، في عدد قياسي جديد يرفع حصيلة الوفيات إلى أكثر من أربعة آلاف في هذا البلد الذي صار الأكثر تضرراً في العالم.
وفي منطقة لومبارديا في شمال البلاد، وهي المنطقة الأكثر تضرراً مع تسجيل أكثر من 2500 وفاة، أنشأت منظمة "سماريتان بيرس" الإنجيلية الأمريكية مشفى مؤقتاً مجهزاً بوحدة للعناية المركزة من أجل المساهمة في مساعدة المؤسسات المحلية المكتظة.
وأحصت فرنسا الجمعة 78 وفاة جديدة في الساعات الـ 24 الاخيرة ما يرفع الحصيلة الاجمالية للوفيات في البلاد الى 450.
كما تخطت إسبانيا عتبة الألف وفية وسط تسجيل نحو 20 ألف إصابة.
في إيران، ساد القلق يوم رأس السنة الإيرانية الجديدة بفعل تفشي الوباء، الذي يحصد مزيدا من الأرواح (1,433)، لكن ذلك لم يثن الملايين عن التنقل بين محافظات البلاد للاحتفال بالمناسبة.
من جانبها، قررت الحكومة البريطانية الجمعة غلق المطاعم وصالات السينما والرياضة والمسارح في إطار تشديد تدابير المكافحة.
وجرى استصدار قرارات مماثلة في أنحاء العالم، على غرار تونس، حيث فرض حجر صحي في البلاد، لكن من دون تحديد موعد دخوله حيز التنفيذ.
وفي السودان، أعلن وزير الصحة الجمعة تسجيل ثاني إصابة.
وفي غرب إفريقيا، أعلنت ساحل العاج إغلاق الحدود مع بوركينا فاسو بدءاً من مساء الأحد، وسط السماح باستمرار حركة البضائع.
في جنوب إفريقيا، وحتى إذا كان عدد المصابين لم يتجاوز مئتين حتى الآن، فإنّ المرض ينتشر سريعا إلى درجة أن ستين بالمئة من السكان يمكن أن يصابوا به، حسب السلطات.
وفي القارة الأمريكية، أعلنت كوبا إغلاق حدودها أمام غير المقيمين، وذلك بعدما كانت حاولت خلال الأيام الأخيرة الحفاظ على أكبر قدر ممكن من النشاط السياحي الذي يُعتبر المحرّك الأساسي للجزيرة.
ودُعي أكثر من 800 مليون شخص في أكثر من 30 دولة إلى ملازمة منازلهم، أكان ذلك بسبب قرارات الحجر العام أم التوصيات أو حظر التجول، بحسب تعداد أجرته فرانس برس.
وقال حاكم ولاية نيويورك أندرو كوومو "جميعنا في الحجر".
بدوره، أبدى الجيش الأمريكي الاستعداد لتحويل نحو 10 آلاف سرير فندقي في نيويورك إلى أسرّة طبّية "خلال ثلاثة أسابيع أو أربعة".
وحذر خبراء في الأمم المتحدة من أن هناك نحو ثلاثة مليارات شخص لا يملكون الحد الأدنى من وسائل مكافحة الفيروس مثل المياه والصابون.
واعتبر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس الجمعة، أنّ تجربة مدينة ووهان الصينية التي بدأ الفيروس انتشاره منها وحيثُ لم تُسَجّل أية إصابة محلّيّة المصدر منذ الخميس، تمنح "أملاً" للعالم.
وباتت الصين قادرة على تزويد العالم معدات تنقص في أغلب الأحيان. فقد قامت طائرة الجمعة بتسليم الجمهورية التشيكية أكثر من مليون قناع للوقاية.
إلى جانب المأساة الصحية، قد يغرق فيروس كورونا المستجد العالم في انكماش اقتصادي رغم تخصيص مليارات الدولارات على وجه السرعة في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأعرب كومو، حاكم نيويورك، عن استعداده لتحمّل "المسؤولية كاملة" إزاء "التداعيات السلبية على الاقتصاد" جراء الإجراءات المتخذة.
وأعلن الاتحاد الأوروبي الجمعة تعليق قواعد الانضباط المالي، في إجراء غير مسبوق يتيح للدول الأعضاء الإنفاق بالقدر المطلوب لمكافحة تفشي الوباء.
وحذرت منظمة العمل الدولية من أن 25 مليون وظيفة ستكون مهددة في العالم في غياب استجابة دولية منسقة. كما حذر المصرف المركزي الأوروبي من أن الاقتصاد الأوروبي "سيتقلص كثيرا".
في الأثناء، سجلت بورصة هونغ كونغ ارتفاعا لدى الإغلاق بأكثر من 5% وكذلك تحسنت البورصات الأوروبية، فارتفعت بورصتا باريس (+5,01%) وفرانكفورت (3,70%).
في المقابل، أغلق مؤشر داو جونز عند -4,55%، منهياً أسوأ أسبوع تشهده وول ستريت منذ أزمة 2008 المالية.