التصريحات الأخيرة للسفير الإيطالي في ليبيا سببت ، منذ يوم السبت الماضي ، سيلا من الاحتجاجات. خلال زيارته إلى الزنتان ، اعتبر جوزيبي بيروني أن بلاده تعترف فقط بخريطة الطريق التي وضعتها الأمم المتحدة بالنسبة لليبيا. ولم تعد إيطاليا تعترف باتفاق 29 مايو الذي أُقر في باريس بمشاركة العديد من الأطراف الليبية والدولية ، وبحضور ممثل عن إيطاليا، وينص الاتفاق على إجراء الانتخابات قبل نهاية العام.

ويبدو أن إيطاليا ، القوة الاستعمارية السابقة والمستثمر الأول في ليبيا ، البلد الذي يملك أول احتياطي نفطي في أفريقيا ، لا تفوت فرصة لانتقاد فرنسا علنا بشأن سياستها الليبية. وقال البرلماني الليبي يوسف الدرسي إن روما "ترى في تدخل فرنسا تهديدا لمصالح إيطاليا " ، بالنسبة له ، أصبحت بلاده ساحة معركة نفوذ بين روما وباريس. وهو موقف يشاطره إياه العديد من المسؤولين الليبيين.

كما يقارن أساتذة للعلوم السياسية بين الدور الإيطالي اليوم في ليبيا والدور الذي لعبته سابقا بلجيكا في الكونغو.

أما بالنسبة لليبيين الذين سجلوا أعدادا كبيرة من القوائم الانتخابية ، فإنهم يشجبون صمت حكومة الوحدة الوطنية ، يشأن ما يسمونه "التدخلات الأجنبية".

في الواقع ، روما ترفض الموعد المقرر لإجراء الانتخابات في 10 ديسمبر المقبل.  ففي شهر يوليو ، قالت وزير الدفاع الإيطالي"إن تسريع العملية الانتخابية لن يحقق الاستقرار لليبيا إذا لم تكن مصحوبة بالمصالحة الشاملة".

هذه الانتقادات الشديدة للموقف الفرنسي والتي كانت مبطنة سابقا باتت صريحة على لسان كل من وزير الداخلية ورئيس الوزراء الإيطاليين. ويرى الأخير أن الأمر يجب أن يترك لإيطاليا لقيادة الحالة الليبية. يذكرأن إيطاليا ستنظم في سبتمبر المقبل مؤتمرا دوليا حول ليبيا.

وقد اكتفت فرنسا بالتذكير فقط بأن إيطاليا وافقت مع ذلك على مبدأ الانتخابات في عام 2018 خلال اتفاق باريس.

والواضح أن هناك صراعا بسبب مصالح البلدين ، خاصة على النفط الليبي ...


*بوابة افريقيا الإخبارية غير مسؤولة عن مضامين الأخبار والتقارير والمقالات المترجمة