على إيقاعات موسيقى أمازيغية، وأغان تذكر بالحب وعشق الأرض واللغة، افتتح الفنان الأمازيغي العالمي، علي فايق، مساء الأربعاء، أولى حفلات مهرجان "تيميتار" في دورته الـ11، والمقامة حتى 21 يونيو/حزيران الجاري بمدينة أغادير جنوب غربي المغرب.

وحج إلى فضاء منصة ساحة الأمل بقلب مدينة أغادير السياحية، نحو 80 ألف متفرج، لمتابعة المهرجان الذي سيحييه 300 فنان في 40 حفلة موسيقية على مدى 4 أيام بثلاث فضاءات.

حفل الافتتاح، حضره وزير السياحة المغربي لحسن حداد، ووزير الشباب والرياضة محمد أوزين، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، إلى جانب رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة إبراهيم حافيدي، وعمدة المدينة طارق قباج.

وصنف مهرجان تيمتيار، من طرف المجلة الانجليزية المشهورة "صونغ لاينز"، ضمن الـ 25 مهرجانا دوليا في العالم لسنة 2014.

واستقبل المهرجان العام الماضي في دورته العاشرة نحو نصف مليون زائر خلال 4 أيام.

واختار المنظمون "موسيقى الأمازيغ ترحب بموسيقى العالم" شعارا لدورة مهرجان هذا العام.

ويعد الفنان الأمازيغي علي فايق ذي الشهرة العالمية، الابن الروحي لفن الروايس (فرق موسيقية غنائية أمازيغية على شكل مجموعات)، حيث قام بإدخال تأثيرات من الجاز والريكي والفولك والروك، كما وظّف القيتارة والباطري والبيان العصري عام 2006 في الأغاني الأمازيغية.

وشدا "فايق" في حفل الافتتاح أغان من ألبومه الجديد "تيرا سيكوال" الذي كرم فيه الفنون التشكيلية، خاصة الفن التشكيلي الأمازيغي.

كما شهد حفل الافتتاح، الايقاع الفرنسي، بعرض فني للأوركسترا الوطنية بباريس، التي تأسست عام 1996، وأحيت أكثر من 1000 حفل موسيقي عبر العالم.

وغنت الفرقة الباريسية أغانيها الخالدة أمثال "دام دوكور" المازجة بين اللمسة الفرنسيةوالأنغام الفرنسية المغاربية، بمشاركة عنصرين نسائيين في الفرقة، هما "تانيا ميشال" و"ليلي ستير"، وعلى إيقاعات الجاز والفانك، مرورا بالآر أند بي، المختزلة للأغاني الأصيلة وأعمال لملحنين ومؤلفين كبار.

وعلى منصة مسرح الهواء الطلق، تفاعل جمهور مهرجان تيميتار مع إيقاعات الموسيقى الأمازيغي والإفريقية، التي تمثلها فرقة "سيا طولنو" من غينيا كوناكري، والأمريكية من خلال فرقة رشيد زروال (فنان مغربي مقيم بأمريكا) وأحد أمهر عازفي الناي المغربي والشرقي بالمغرب، مع جنيفر كراوت (فنانة أمريكية مقيمة بالمغرب) ونضال إيبورك .

وأنشدت المغربية نضال، أغان موسيقية تاريخية مغربية كـ"ما أنا إلا بشر" و"علاش يا غزالي" و"وحشتوني" على مدى ساعة ونصف وسط تصفيقات الجمهور.

وغنت الغينية سيا (39 عاما) ألبومها "ماي لايف" (حياتي) و"أفريكان وومن" (امرأة إفريقية)، مدافعة عن قضية المرأة ونبذ النظام المتمركز على السيطرة الذكورية.

إلى جانب ذلك، ألهب الفنان الأمازيغي الحسين أبعمران (من مواليد 1967 بقرية تيوغزة) ضواحي سيدي إفني، الجماهير الأمازيغية، وقدم لجمهور تيميتار شذرات من 10 ألبومات غنائية أمازيغية تشكل رصيده الغنائي في فن الروايس.

ووفق إفادة خالد بازيد، مدير المهرجان، فإن هذه التظاهرة الفنية بمثابة "مناسبة لتكريس قيم الاخاء والمساواة والتبادل والتلاقح، حيث يلتقي كبار الموسيقيين العالميين بفنانينا الوطنيين المغاربة في جو حميمي يطبعه التعاون والانسجام التام".

فيما يذهب عبد الله غلام، رئيس جمعية تيميتار، راعية التظاهرة، إلى "أن المهرجان موعد سنوي للثقافة الأمازيغية التي تحتضن موسيقى العالم لتلهب ملايين الجماهير التي ستواكبه".

بدوره، قال إبراهيم المزند المدير الفني للمهرجان "إن ما يميز المهرجان، هو الحضور الدائم والنوعي للفنانين الأمازيغ، مع تنوع لفقراته من الموسيقى التقليدية إلى موسيقى الإلكترو مرورا بالجاز والأوان الموسيقية الشعبية".

ومضى قائلا: "تيمتيار وفي ومتجدد للجمهور في خلق أجواء احتفالية شعبية عصرية وذات جودة عالية في آن واحد".

وسيتم  يوم السبت المقبل، تكريم الفنان الأمازيغي الراحل، عزيز الشامخ أحد أعمدة "تزنزارت" (صنف غنائي أمازيغي) والأغنية الأمازيغية، بحضور باحثين وشعراء وكتاب وفنانين، عرفوه ورافقوه في مسيرته الفنية التي تعود إلى بداية الستينيات.

وكانت مجموعة "الشامخ" أول من وظفت الموسيقى العصرية مثل البانجو والكمان، والتي أعطت إضافة مميزة للموسيقى الأمازيغية التقليدية عبر أغاني "دونيت تزري"(الدنيا زائلة) و"واد إتمودن".

كما ستنظم يومي الخميس والجمعة، ولأول مرة، مسابقة "الهيب هوب" لتتويج الفائزين في انتقاء 16 فرقة شبابية تتبارى على لقب أحسن فرقة رقص لمسابقة "Timit’Art Urbain 2014" .

ومن بين الفنانين المشاركين في "تيمتيار"، الايفواري ألفا بلوندي وصلار سيستم، والفنان المصري هاني شاكر، إلى جانب الفنانة الفرنسية كاماتي (جزيرة لاريينيون) الحائزة على جائزة المحيط الهندي، والاسباني "خوان كارمونا" والفرقة الأرجنتينية "باجوفوندو" الفرنسية/المغربية "مس كونكشن" والكولومبي "سيستما صولار"، والفرقتين  الأمريكيتين  "ذي كامبل براذرز" و"إيماجينيشن".

ومن لبنان ستشارك مجموعة "أي سي إكسبيرينس" التي ستقدم إبداعات مرئية، والحائزة على الميدالية الذهبية للابداع الرقمي للألعاب الفرنكفونية السابعة بنيس الفرنسية عام 2013.

ومن المغرب، ستشارك كل من كريمة الصقلي، والرايسة نعيمة والفنان سعد المجرد، ومجموعة فور أناروز، ومجموعة "لانصار" الأمازيغية ونظيرتها "أيت ماتن"، وناصر ميكري والشاب مسلم والرايس أنضام، إلى جانب الرايس الطاووس ومجموعة "نوميديا" والفنانة الشعبية "نجاة اعتابو" التي ستختتم حفلات مهرجان تيمتيار ليلة السبت المقبل.

وتعرف مدينة أغادير المطلة على الشاطئ الأطلسي إقبالا كبيرا للسياح، إذ تفيد المعطيات الاحصائية لدى المجلس الجهوي للسياحة أن نسبة التدفق خلال فترة المهرجان تتجاوز 32 % مقارنة مع باقي شهور العام