في بداية كل سنة ميلاد، تجدد مطالب الامازيغ في المغرب، بضرورة ترسيم رأس السنة الامازيغية، عطلة وطنية مؤدى عنها.
رأس السنة الأمازيغية، الذي يوافق 13 يناير من كل عام بحسب الجمعيات والفعاليات الامازيغية، عيداً وطنياً وعطلة رسمية، يجب ان يحتفل به على غرار رأسي السنة الميلادية والهجرية، وبينما تم اقراره رسميا في الجزائر، لم تتم الاستجابة له من طرف الحكومات المغربية المتتالية، ظل الموقف منه غامضا في ظل غياب إشارات من الحكومة المغربية الجديدة بهذا الصدد.
الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية الوزير بيتاس، رد على المطالب بهذا الخصوص بالقول: "سنحتفل جميعا بهذا اليوم"، متجنبا الرد على أسئلة الصحافيين بخصوص ترسيم الاحتفال بهذه المناسبة.
خلاف: بداية التاريخ الامازيغي
يحتفل الريف المغربي والمغاربي، بيوم 13 يناير كطقس فلاحي عادي مرتبط بالموسم الفلاحي وخصوبة الارض وما تجود به، قبل الدعوات التي تطالب بجهله حدثا له صلة بتاريخ الامازيغ في شمال افريقيا، ويطلق عليه "التقويم الفلاحي" وهو عادة موجود في كل التقويمات السنوية.
لكن بعض المؤرخين، يرون بإنّ تاريخ بدء التقويم الأمازيغي يعود إلى اليوم الذي هزم فيه الملك الليبي شيشنق الأول، قائد قبائل الليبو، جيوش الملك الفرعون المصري رمسيس الثالث، وذلك في العام 950 قبل الميلاد، وذلك بعد معركة طويلة، مختلف في مكان وقوعها ونتائجها، إذ يرى بعض المؤرخين أن شيشنق الاول بعد انتصاره اسس لنظام ملكي يحكم من ليبيا حتى مصر.
وكانت اول جمعية اقرت هذا التاريخ بمرجعتيه الايديولوجية هي «الأكاديمية البربرية"، وهي جمعية ثقافية أمازيغية مقرها في باريس.
وهناك من يربط هذا "التقويم الأمازيغي أو التقويم الفلاحي أو التقويم العجمي" هو بالموسم الزراعي ويستعمل في دول شمال أفريقيا بـاسم التقويم الفلاحي (أي الريفي) نظرا لارتباطه الوثيق مع الفلاحة والزراعة في شمال إفريقيا أي من أجل تنظيم الأعمال الزراعية الموسمية، ويعود في أصله حسب الروايات التاريخية لبقايا التواجد الروماني.
أكلات واحتفالات خاصة
أيا كان أصل التاريخ فإن العامة في الارياف المغربية، اعتادوا الاحتفال بهذه المناسبة بأكلات خاصة تعدّ خصيصا لهذه المناسبة، أبرزها الكسكسي بسبعة خضاري " أي فيه سبعت خضر.
ويعد طبق "تاكلا" أي "العصيدة" بالعربية وهو مزيج من الدقيق والماء والملح والزبد والعسل، نجم الاطباق في احتفالات "ائيض يناير" او ليلة يناير، ويتم تحضيرها بمشاركة طاقم يتكون من نسوة العائلة في بيت الجد والجدة.
وترمز "تاكلا" إلى التآزر والتضامن لكونها تقدم في إناء دائري مشترك، ومتقاسمة بين أفراد الأسرة، وتعتمد على الغلات الزراعية التي ينتجها الفلاح البسيط، وتكون فرصة تقديمها مناسبة للتغني بأشعار من التراث والثقافة ابتهاجا بالمناسبة.
أيا كان أصل التاريخ ومرجعيتة وتوظيفاته المختلفة، فإنه يبقى أحد المناسبات التي تجمع بين شعوب وسكان المغرب العربي الكبير ولو رمزيا.