ربي أنزل عليّ وعلى أخويّ نعمة الصبر"، يقول وائل بصوت هادئ جداً. وائل، ابن الناشطة الحقوقية  الليبية سلوى بوقعيقيص، التي اغتيلت في نهاية الشهر الماضي، لم يكن في بنغازي ذاك اليوم. كان قد التحق بأخويه في الأردن حيث يدرسان، بعدما تعرض لمحاولات اغتيال متتالية، ورأى أن حياته في بنغازي أصبحت مستحيلة.

"لست بناشط سياسي ولا حقوقي. كل ما أفعله ينحصر في أنشطة خيرية. لكن قبل شهر ونصف، تعرضت لمحاولات اغتيال متكررة. في واحدة منها، كانت أمي تجلس جنبي في السيارة. وفي آخر محاولة أحاطني مجموعة من الملثمين، كان منهم شاب غير ملثم ولا ملتح. يبدو عادياً جداَ". استطاع وائل أن ينجو منهم والرصاص يلاحقه. وفي اليوم التالي ذهب إلى الشرطة ليقدم بلاغاً في الأمر، لكن الشرطة أكدت له عجزها في فعل أي شيء كان، فرحل إلى الأردن. وحين عادوا ليغتالوا أمه، سألوا عنه شخصياً. يقول وائل: "من استهدفني هم من قتلوا أمي. لا شك لي أبداً.  كانوا يستهدفونني كتهديد لأمي، "ليحرقوا دم أمي عليّ"، ونفذوا تهديداتهم وقتلوها واختطفوا ابي".

"لا خبر لي عن والدي أبداً"، يقول وائل: "ًأشعر أني مكبل خارج ليبيا. والروايات التي تصلني مختلفة ومتناقضة أحياناً". وكل ما يأمله وائل، أن تتصل به الجهة التي اختطفت والده يوماً وتطلب فدية. ولكن لا شيء يحدث والانتظار مر وطويل.

في أواخر شهر أغسطس المقبل، سيحتفل بعيد ميلاده الرابع والعشرين. هذه المرة لن تكون أبداً كسابقاتها. أمه لن تحضر، ويتمنى أن يكون أبوه قد عاد من مكانه المجهول.

يقول وائل بنفس الهدوء: "نحن لسنا أول من يتعرض لما حدث.. ولكن كنت أتمنى أن نكون آخر من يحدث له ذلك.. غير أن العشرات لحقوا بأمي في شهر رمضان.. يبدو مصيراً يجمع الشعب الليبي". وعلى الرغم من الحدث الجلل الذي أصاب وائل وأخويه، إلا أنهم يؤمنون أن يعم ليبيا السلام، في يوم ما.

 

-صوتك هنا