استنكر اتحاد المراة التونسية التصريحات التي أدلى بها المنصف المرزوقي الرئيس  التونسي المؤقت والمرشح الرئاسي يوم 17 ديسمبر 2014 على القناة الوطنية الاولى، وعبر الاتحاد في بيان صادر له مساء اليوم عن استيائه من هذه التصريحات.. وجاء في البيان: " رغم انّ الاتحاد الوطني للمرأة التونسية قد التزم بالاستقلالية والحياد تجاه العمل الحزبي وعدم الخوض في العملية الانتخابية إيمانا منه بان المنظمة هي منظمة كل نساء تونس بمختلف ايديولوجياتهن وانها تتعامل بنفس المسافة مع كل الأحزاب الاّ ان تصريحاتكم الواردة في البرنامج التلفزي قد استفزتها وهياكلها وموظفيها وسيذكر لكم التاريخ انه في عهدكم كادت تنسف منظمة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بما تحمله من نضالات النساء التونسيات منذ سنوات الثلاثين وجزء من تاريخ تونس".

وجاء في مستهل البيان:" قلتم انه بوصفكم تنتمون إلى المجتمع المدني دافعتم على المنظمات والجمعيات الوطنية وقمتم بحلّ مشاكلها في حين غرق الاتحاد الوطني للمرأة التونسية في دوّامة من الإشكالات والأزمات المادية والقضائية بفعل القرارات والأوامر التي تكاد تكون قد صيغت خصيصا من اجل تركيعه، فضلا عن الكم الهائل من القضايا التي رفعت ضده بإيعاز من وزارة المرأة من جهة ووزارة أملاك الدولة من جهة ثانية واللتين ترأسهما حزبكم في محاولة إلى حل منظمة الاتحاد وتفكيكها والاستيلاء على ممتلكاتها وعقاراتها ومقراتها وتشتيت هياكلها ووصل بهم الأمر إلى التدخل حتى في عقد مؤتمره وتجديد هياكله "

واستغرب المكتب التنفيذي للاتحاد تصريح المرزوقي الذي قال فيه إنه "دافع عن الفقراء والمهمّشين وتمنى الرخاء لهم ولكل المناطق المنسيّة في حين أنّه  جوّع  أسرا وعائلات تنتمي إلى منظمة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية وساهم في حرمانهم من حقهم في الحياة والعيش الكريم طيلة كامل سنوات حكمه رغم تعالي أصواتهم  للاستغاثة بكل الطرق : الاحتجاجات، الاعتصامات، البيانات، إضرابات الجوع، محاولات الانتحار، الحملات الاعلامية" ..

واضاف الاتحاد في بيانه "نستغرب تصريحكم بانّكم بصفتكم "الحقوقي" والممثل لأهداف الثورة ولأمال الفقراء والضعفاء متى تم انتخابكم تعالت أصوات من حزبكم ومن احد مستشاريكم الخاصين مطالبا بمنع كل مساعدة إنسانية للمنظمة ومقاضاة من تولّى ذلك ( وزارة الشؤون الاجتماعية بتاريخ شهر ماي 2014) معتبرا تقديم المساعدة لهاته الأسر بمثابة إهدار المال العام والفساد في الوقت الذي يعيش فيه الموظفون وهم جزء من الشعب التونسي حالات من الانهيار النفسي والعصبي واليأس والجوع وعدم القدرة على تسديد ابسط النفقات اليومية لهم ولأبنائهم وان العديد من الأسر قد تهدمت وتشردت أبنائها ووزّع بعضهم فلذّات أكباده على أقاربه واجواره للتكفّل بهم وبعضهم باع سريره دون التطرق إلى بيع المصوغ والأثاث" ..-  

 وهي" مآسي كانت محل شهادات في العديد من المنابر الإعلامية وصلت إلى حد خوض رئيسة المنظمة إضراب جوع ومع ذلك لم نشعر بحسّكم "الحقوقي" ولا تعاطفكم "الإنساني" ولا مسؤوليتكم كـ "رجل دولة".

وواصل البيان في سرد الاستنكار والاستغراب متضمنا :" نستغرب شعاركم "تحيا المرأة" في حين انّكم وقفتم صامتين أمام التهميش والتغييب المتعمّد لاوّل منظمة نسائية تونسية ساهمت في الحركة الوطنية وفي بناء دولة الاستقلال وفي نشر ثقافة الحرية والمساواة والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والتنمية وفي البرامج الصحية والصحة الإنجابية وفي رفع الأمية ... وتكريس ثقافة حقوق الإنسان وحقوق الإنسان للنساء والأطفال والمعوقين وتبسيطها ونشرها في كامل ربوع تونس الحبيبة."