أعلن عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان والمتحدث الرسمي باسم وفد الحكومة إلى مفاوضات السلام محمد حسن التعايشي، أنه تم الاتفاق مع "الجبهة الثورية" (التي تضم حركات مسلحة وقوى سياسية)، على أن تسود اتفاقيات السلام على الوثيقة الدستورية، وإذا حدث أي تعارض بينهما، يُزال بتعديل الوثيقة الدستورية، وإعطاء الأولوية لاتفاق السلام لأهميته بالنسبة للشعب السوداني ولاستقرار الفترة الانتقالية.
وعقد وفدا الحكومة برئاسة التعايشي، وقادة "الجبهة الثورية"، جلستي مفاوضات في جوبا، تناولتا الورقة الخاصة بقضايا السلطة في مسار دارفور، بحضور عضو فريق الوساطة من جنوب السودان، وزير الكهرباء ضيو مطوك.
وقال التعايشي، في تصريح صحفي عقب المفاوضات بجوبا، إن النقاش تواصل حول قضايا السلطة وتناول كيفية معالجة المسالة المتعلقة بمستقبل اتفاقية السلام (المرتقبة) مع الوثيقة الدستورية (التي تحكم الفترة الانتقالية ووقعت في أغسطس الماضي)، لافتًا إلى أن هذا الأمر ظل سؤالًا مطروحًا منذ بداية التفاوض.
وأضاف أن النقاش تواصل من أجل إيجاد معالجة لطبيعة ومستويات السلطة في الفترة الانتقالية، وذلك من خلال معالجة العلاقة المختلة تاريخيًا بين المركز والأقاليم، مؤكدًا ضرورة أن يعالج اتفاق السلام هذه العلاقة، ومشيرًا إلى اقتراح العودة إلى نظام الأقاليم مع إعطائها سلطة واختصاصات فيدرالية حقيقية.
وأوضح عضو مجلس السيادة الانتقالي بالسودان، أن النقاش سعى إلى إيجاد صيغة علمية لمعالجة هذه القضية بعيدًا عن معالجات الاتفاقيات السياسية السابقة، والتي لجأت إلى المعالجة المؤقتة، ولم تتطرق لجذور المشكلة ولم تراع توزيع السلطة داخل الأقاليم نفسها.
من جانبه، أكد كبير مفاوضي تجمع "قوى تحرير السودان" إبراهيم زريبة، أن الفترة المحددة لاستكمال التفاوض حول القضايا المطروحة كافية تمكن الجميع من الوصول لاتفاق سلام شامل، مشيرًا إلى أن النص الذي تم الاتفاق عليه بأن تسود اتفاقية السلام على الوثيقة الدستورية، هو نص يوفر الحماية القانونية والدستورية لبنود الاتفاق وحمايتها من أي متغيرات.
من جهته، أكد عضو فريق الوساطة في جنوب السودان ضيو مطوك، أن الطرفين توافقا على كثير من البنود المتعلقة بقضية السلطة، لافتًا إلى أهمية هذه القضية ولعدم اكتمال النقاش حولها تم إرجاء مواصلة التفاوض حولها إلى صباح غد الثلاثاء.
وشدد مطوك، على ضرورة أن تكتمل كل القضايا المطروحة وخاصة "مسار دارفور" ومسار المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق) في أقرب وقت ممكن، متوقعًا أن تبدأ غدا جلسات لجنة تعيين الولاة والمجلس التشريعي الانتقالي بين الطرفين، والتي تم تحديد عدد أعضائها بعشرة أشخاص، بواقع خمسة ممثلين لكل طرف، وأضاف أنه تم استلام قائمة بأسماء ممثلي الحكومة، ومن المتوقع أن يتم استلام أسماء ممثلي الجبهة الثورية خلال ساعات.