يبدو أن انعقاد قمة بين الاتحاد الأوروبي ولندن بحلول نهاية نوفمبر(تشرين الثاني) الجاري، للتوصل إلى إتفاق حول بريكست لا يزال غير مؤكداً بسبب الحدود الإيرلندية أساساً، قبل أقل من 5 أشهر على خروج بريطانيا المقرر من الاتحاد.
وأعلن كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي حول بريكست ميشال بارنييه اليوم الإثنين، لوزراء الدول الـ27 المجتمعين في بروكسل أنه "لم يتم التوصل بعد إلى اتفاق حول بريكست رغم جهود مكثفة تبذل بهذا الشأن".
وقال مجلس الاتحاد الأوروبي في بيان إن "ميشال بارنييه أوضح أن جهود تفاوض مكثفة لا تزال متواصلة غير أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد"، بعدما تحدثت تكهنات كثيرة منذ بضعة أيام عن فرص التوصل إلى اتفاق سريعاً.
وتابع البيان المقتضب الذي صدر في ختام اجتماع مع وزراء الاتحاد الـ27 المكلفين بالشؤون الأوروبية، أن "بعض المسائل الأساسية لا تزال موضع نقاش وفي طليعتها تسوية تحول دون قيام حدود فعلية بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية".
وتبقى المشكلة الأساسية غياب حل لتفادي الحدود بين إيرلندا وإيرلندا الشمالية، ويتوقع الأوروبيون مقترحاً جديداً واضحاً من لندن، وعلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إيجاد تسوية مدعومة من وزرائها ويجب أيضاً التصويت عليها في البرلمان في حين أن الإنقسامات لا تزال قائمة حتى الآن.
وصرح المتحدث بإسمها للصحافيين بشأن المفاوضين البريطانيين والأوروبيين أن "المفاوضات مستمرة، جرت حتى الساعة 02:45 صباحاً ولا تزال جارية"، وأضاف "نود إحراز تقدم في أسرع وقت ممكن للتوصل إلى اتفاق في الخريف".
وذكر مصدر حكومي بريطاني أن المباحثات يجب أن تصل إلى نتيجة بحلول الأربعاء المقبل لعقد قمة خلال الشهر الجاري حول الاتفاق النهائي لبريكست.
وكان الاتحاد يأمل في المصادقة على اتفاق خلال قمة مقررة في منتصف أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، لكنه رأى في غياب أي تقدم في الملف الإيرلندي، أن الأمر بحاجة إلى مزيد من الوقت، إلا أن الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بحاجة إلى مهلة قبل استحقاق بريكست المقرر في 29 مارس(أذار) 2019، ليتسنى للبرلمانين البريطاني والأوروبي المصادقة على اتفاق الانفصال.
وقال وزير الخارجية الإيرلندي سايمون كوفني في بيان إن "المفاوضات في مرحلة حاسمة جداً وحساسة، من الضروري التفكير بوضوح مع أهداف للتوصل إلى اتفاق مرض".
ومن جهتها، قالت الوزيرة الفرنسية المكلفة بالقضايا الأوروبية ناتالي لوازو لدى وصولها صباح اليوم إلى الاجتماع "إننا مصممون على التوصل إلى اتفاق واتفاق جيد، نعتقد أن الأمر ممكن"، وتابعت "لم يعد هناك متسع من الوقت".
وبدوره، قال وزير الخارجية البلجيكي ديدييه ريندرز "لا مؤشرات إيجابية على المقترحات حول إيرلندا"، وأضاف "أعتقد أن ذلك سيحصل في الأسابيع المقبلة، أحد الخيارات سيكون إبقاء بريطانيا في اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي لكن ذلك يعني بحث الاتحاد لهذه التفاصيل".
ويرى المحللون لدى "يوريجيا غروب" أنه في غياب تقدم بحلول الأربعاء المقبل، ستضطر ماي للانتظار حتى قمة مقررة أصلاً في 13 و14 ديسمبر(كانون الأول) المقبل للحصول على موافقة الاتحاد على اتفاق.