أكد خضير باباز عضو خلية التنسيق والمتابعة لأحداث غرادية، سقوط ضحية ثالثة بمدينة غرداية، مساء أمس الثلاثاء تضاف إلى ضحيتين سقطتا أمس بمدينة بريان 45 كلم عن ولاية غرداية، خلال المناوشات المتفرقة التي وقعت بين مجموعات من الشباب ببريان حيث تراشقوا بالحجارة والزجاجات الحارقة، وقاموا بإشعال الإطارات المطاطية، مما أدلى إلى تدهور الوضع الأمني.

وقال باباز أن الضحية، شاب من الميزابيين أمازيغي إباضي تعرض ـ حسبما ذكر شهود عيان ـ لقنبلة من الغاز المسيل للدموع في صدره نقل على إثرها إلى المستشفى.

يأتي سقوط الضحية الثالثة في الأحداث التي تهز غرداية منذ يومين بالتزامن مع وجود كل من وزير الداخلية طيب بلعيز والمدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل بالولاية في الاجتماع الذى يرأساه بسبب خروج رجال الأمن في مسيرة بغرداية للمطالبة بتحسين ظروف عملهم لاسيما عقب تسجيل إصابات في صفوفهم خلال مواجهات وقعت مع عمال ومواطنين خلال عدد من الاضطرابات والاحتجاجات التي نظمت في مناطق مختلفة بالبلاد وقد تلا هذه المسيرة أخرى لزملائهم في الجزائر العاصمة وذلك للإعلان عن تضامنهم مع مسيرة غرداية، وفق وكالة انباء الشرق الاوسط.

وقد عقد بلعيز لقاء مغلقا مع مجموعة من المحتجين من رجال الامن ومكافحة الشغب والذين أعربوا عن استيائهم من إلقاء مثيري الشغب في بريان الزجاجات الحارقة عليهم وفى المقابل هناك أوامر لرجال الشرطة بعدم استخدام القوة للدفاع عن أنفسهم.

وتشهد غرداية منذ سنوات صراعا طائفيا بين العرب والأمازيغ حيث يتهم الأمازيغ رجال الأمن بالانحياز للشرطة ورغم المحاولات التي تقوم بها السلطات الجزائرية لإنهاء حالة التوتر في ولاية غرداية إلا أن الاشتباكات الطائفية تتجدد من وقت لآخر ولم يفلح نشر 9 آلاف عنصر أمن في الولاية منذ بداية العام في إنهاء العنف الطائفي.

الجدير بالذكر أن بلدات منطقة غرداية يسكنها غالبية من الأمازيغ الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية ويتبعون المذهب الإباضي وأقلية من العرب الذين يتبعون المذهب المالكي، وتشهد هذه المنطقة منذ عام 2008 سلسلة من الأحداث والمواجهات الطائفية والعرقية تقع على فترات، وقد اندلعت منذ شهر ديسمبر الماضي موجة جديدة من هذه المواجهات لم تهدأ حتى الان .. الامر الذي دفع عددا من العائلات المقيمة في أحياء وسط المدينة إلى النزوح لأحياء أخرى أكثر أمنا كما اضطر عشرات التجار في أحياء متفرقة من مدينة غرداية إلى إخلاء محالهم من البضائع لحمايتها من عمليات النهب والسلب التي تطال المحال التجارية رغم التواجد الأمني المكثف والمستمر منذ شهر يناير الماضي.