حذرت مصادر أمنية جزائرية من خطورة الأوضاع الأمنية في منطقة القبائل الجزائرية، التي شهدت اختطاف أحد الرعايا الفرنسيين مؤخرا، خاصة وأن هذه المنطقة معروفة بانتشار الجماعات الإرهابية وقطاع الطرق، الأمر الذي يتطلب من الجميع مواطنين جزائريين ورعايا أجانب توخى الحذر عند دخول هذه المنطقة.

وتعتبر منطقة "آيت أوربان" الواقعة اعلى جبل "لالاخديجة" ـ التي اختطف فيها السائح الفرنسي ايرفيه جوردان ـ هي أعلى قمة جبلية في منطقة القبائل تابعة إقليميا لولاية تيزي أوزو وتقع بين ولايتي تيزي أوزو والبويرة.. وهي منطقة عبور للجماعات الإرهابية تستطيع التنقل فيها بأمان، كما أن أفراد الجيش الوطني الشعبي يتحركون هناك بحذر شديد وفي مجموعات كبيرة أثناء قيامهم بعملية تمشيط... لذا فإن التجول في هذه المنطقة وممارسة هواية تسلق الأجانب تعتبر مغامرة كبيرة محفوفة بالمخاطرة.

وأشارت الأنباء إلى أن المواطن الفرنسي المختطف كان قد استأجر كوخا في منطقة تيكجدة بولاية البويرة وبالقرب من ثكنة عسكرية في مكان يعرف بأنه معزز أمنيا ويجذب العديد من السياح المحليين والأجانب... ولكن الحال ليس هكذا في منطقة "آيت أوربان" التي انتقل إليها السائح إذ إنه ابتداء من منطقة صهريج في ولاية البويرة وحتى واسيف في ولاية تيزي اوزو مرورا خلف منطقة تيكجدة أضحت محورا تتنقل من خلاله الجماعات الإرهابية.

وقد نقل موقع "كل شيء عن الجزائر" الناطق بالفرنسية عن مسؤول جزائري رفيع إلقاءه باللوم على السائح الفرنسي ووصفه بأنه "متهور" لزيارة منطقة معروفة بانتشار الإرهابيين وقطاع الطرق فيها حيث وقعت فيها العديد من عمليات الاختطاف.. وهو نفس الوصف الذي وصف به أصدقاء السائح الجزائريين لدعوته لمضيفهم للتنزه في منطقة غير مؤمنة... يضاف إلى ما سبق أن رحلته لم تكن سرية حيث أعلن عنها الرعية الفرنسية في صحفته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك".
وتؤكد هذه الحادثة أن منطقة القبائل لاتزال محفوفة بالمخاطر ولايزال يتجول فيها الإرهابيون بحرية تامة.