يترقب كافة مسلمي العالم عيد الأضحى المبارك والذي يجسد معانى التضحية والإيثار، ويستقبله الحجيج بعد الوقوف بجبل عرفات لتكتمل مناسك الحج في العاشر من ذي الحجة بذبح اضاحيهم والتصدق بها على فقرء المسلمين، ليكون عيد الأضحى مصدرا للفرح والتسامح والتصالح.
في مدينة سبها كغيرها من مدن ليبيا يستعد رب الأسرة لتوفير مبلغ لشراء الأضحية متوفرة الشروط في ظروف اقتصادية صعبة بسبب نقص السيولة النقدية بالمصارف التجارية وارتفاع أسعار الأضاحي حيث إن سعر الأضحية تخطى حاجز الأرقام الخيالية ليتجاوز الألف وخمسمائة دينار.
وبرغم من سماح وزارة الاقتصاد للشركات الوطنية لاستيراد الأضاحي إلا أنها تحولت من مصدر للفرح إلى مصدر للقلق والحزن، لصعوبة توفير سعرها وتوفير كافة متطلبات العيد للأسرة الليبية، ويرجع ذلك في رأي مربيي وتجار الأضاحي إلى ارتفاع أسعار قنطار الشعير إلى 180 دينارا وتوفير الصفصفة الجاهزة بسعر 15 دينارا وتكاليف سعر نقلها من مصدرها إلى سبها وقيمة ايجار الشاحنات وكذلك انقطاع الوقود وارتفاع سعر لتر الوقود في السوق السوداء كل هذه الأسباب ساهمت في ارتفاع سعر الخروف الوطني والذي تقدر قيمته مع تذبذب أسعارها ما بين الف وخمسمائة دينار إلى الفي دينار للخروف الواحد.
وفي ظل عدم توفر السيولة يكون توفير هذا المبلغ اصعب ما يكون على رب الأسرة، كذلك ومن أسباب ازدياد ارتفاع سعر الأضاحي الوطنية هو اعلان بعض الشركات الوطنية التي تم دعمها من المصرف المركزي في سبها أنها من الصعب أن توفر الاضاحي المستوردة قبل يوم العيد بعد أن تم الإعلان عن قدومها وتم ابلاغ المواطنين بالحجز الالكتروني عن طريق الهاتف وتوفيرها بأسعار تم تقديرها ما بين ثلاثمائة وخمسين إلى اربعمائة وخمسين دينار ويقبل من المواطنين الصك المصدق وإيداع قيمتها لحساب الشركة ومن هنا بدأت ازمة ارتفاع أسعار الأضاحي ليعيش المواطن القلق والحيرة والحزن في توفير قيمتها بدلا من ان تكون مصدرا للفرح.