لعلها سابقة في تاريخ الجزائر وفي التاريخ العربي المعاصر كله .. هذه الجملة من الترشيحات لأشخاص لموعد مهم جدا يتعلق بالرئاسيات وهي ترشيحات لأشخاص لا علاقة لهم بالسياسة و قد لا يعرفون في منطقة تواجدهم وسكنهم حتى، وعلى بساطة حالهم وعملهم جاءت ترشيحاتهم لرئاسيات 17 أفريل في مشهد غريب طبعه بعض التنكيت والاستهجان في الشارع الجزائري وانعكس على التعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي .. فالأمر تعلق ببائع خضار ومغن وحارس في إحدى الشركات العمومية وغيرهم في خرجات مثيرة إن صح التعبير لأصحابها بين من يريد الشهرة ومن يريد بعضا من المال العام من خلال الغلاف المالي لتمويل الحملة الذي تمنحه السلطات للملفات الفائزة بالترشح وبين من يتهم بالهبل بين المقربين منه. ورغم كل هذا لا تستبعد بعض التحاليل أن من وراء الزج بهؤلاء في هكذا مشهد أمرا دبر في ردهات النظام لتقزيم المنافسين أمام منافسة السلطة ، ولا تستبعد أطراف أخرى أنها زوبعة في فنجان لإلهاء الرأي العام عن الصراع الحقيقي في قمة هرم الرئاسة بين الأجنحة الفاعلة حتى يبين يوم الحسم ويعلن فيه المجلس الدستوري الأسماء التي تم قبول ملفاتها بعد نهاية المدة المحددة ب4 مارس المقبل والتي يحتاج فيها المجلس الدستوري لعشرة أيام على أكثر تقدير للبت في الأسماء المعنية.

حسناء لمنصب رئيس الجمهورية

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي اسما بات أشهر من نار على علم في ظرف أيام معدودة ، تعلق بدارسة في معهد الموسيقى والمسرح بباريس يقترب اسمها من اسم الرئيس السابق للتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية "سعيد سعدي" وهي "سيليا سعدي" والتي انساقت حتى بعض الوسائل الإعلامية وراء نكتة الترشيح بأخذها على محمل الجد. فالشابة صاحبة 21 عشرين عاما واضح أن القانون المحدد لسن الترشح ب40 سنة فما فوق لا يخول لها ذلك. ولكن الأمر أخذ تعاطيا هستريا قال فيه البعض على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" أنها على الأقل ستكون صورتها جميلة على شاشة أخبار التلفزيون العمومي الذي يبث في كل مرة صورا لمسؤولين كبار ملّ منهم المواطن عبر سنين طويلة. وفي وقت كذبت صاحبة الشأن الأمر على صفحتها بالموقع ذاته مستغربة الأمر وممن روجه , تحسر آخرون كون الأمر مجرد دعابة افتراضية وتمنوا مسؤولا شابا أو شابة جميلة على رأس وزارة على الأقل كما هو في أوروبا  

النبي عيسى كان خشابا فلما لا يترشح بائع خضار!

في أول ظهور له على صفحات جريدة الشروق الجزائرية قال " عياش خفايفة " وهو بائع خضار لما لا أترشح ويداي نظيفتان لم تسرق مال الشعب وما العيب في أن يكون الرئيس بائع خضار ما دام الأنبياء بحرف ومهن كالنبي عيسى عليه السلام الذي كان خشابا، وبثقة بالنفس قال إن برنامجه يختلف عن الأرانب التي سطرها النظام لتنافسه. وعن أراء الجزائريين حول ترشح المعني فقد تراوحت بين الاستغراب والتعاليق الساخرة فمنها من طلبت منه أن يترشح ليملأ قائمة للانتخابات البلدية على الأقل قبل حلمه ،  وذهبت تعاليق آخرى لتقول "دعوا مفعول الحبوب المهلوسة ينفذ ثم كلموا المعني عله كان يقصد الترشح لنقابة الخضارين"، كما طالبه آخرون أن يجمع توقيعات الخضارين معه في نفس السوق قبل الكلام عن 600 ألف توقيع في جزائر طويلة عريضة شمالا وجنوبا "اللهم إلا كان انقلابا يحضر له بائعو الخضر والفواكه في الجزائر كلها" يتهكم تعليق آخر.

مغني راب سحب استمارة الترشح

أعلن مغني الراب المدعو "ميستر أبي" ترشحه إلى رئاسيات 2014 حيث قال إن الأكيد أن له هدف معين من خلال ذلك،  وعلق على ذلك المستهزؤون بالقول إن هدفه هو تعيين الشابة دليلة وهي مغنية ملاهي و راي معروفة في الأوساط الشبابية سيعنها وزيرة الثقافة على شاكلة تعيين الرئيس "بوتفليقة" لوزيرة الثقافة الحالية "خليدة تومي". وفي وقت تدمرت أصوات داخل الرأي العام الجزائري في أن الشاب بنظراته ولباسه الساقط لم يجد أي حرج في التوجه نحو مصالح الداخلية ليسحب استمارة الترشح لرئاسيات كانت فيما مضى فعلا بطوليا يقدر عليه من يعرفهم التاريخ والشعب وصارت اليوم مهزلة يطرق بابها "المهرّجون الجدد" على مرآى جزائر مريضة متوعكة حركيا كمرض رئيسها وفق بعض التعاليق الافتراضية على النت. ولعل رواج أغنيته "العام عامي" (بمعنى هذه السنة هي لي) هي التي يراها ساخرون منه وراء الموقف الذي اتخذه وكرروا تعاليق مفادها مقاطع آخرى له شخصيا تقول" أنت ناوي ترمينا في بير" (انت تريد أن ترمينا في بئر).

حارس البوابة يترشح للرئاسيات

أسمه "الصالح سواكر" وهو من محافظة باتنة الشرقية مدينة المرشحين الأخرين "على بن فليس" الإسم المعروف سياسيا  و "عبد العزيز بلعيد" زعيم جبهة المستقبل ، لكن المعني هذه المرة مسؤول عن مخزن شركة "سوناطراك" النفطية بموقع "حاسي مسعود" النفطي بالجنوب الشرقي للبلاد. "الصالح" الذي سحب استمارات الترشح للرئاسيات المقبلة قال إنه لا يحوز على شهادة البكالوريا، لكنه "داهية"  و طموحه في الرئاسة جاء نتيجة "للحڤرة" التي يعانيها الموظفون، ويقول إنه يحب بوتفليقة لكن زمانه انتهى. و كما كان الأمر غريبا لدى حتى مقربيه استغرب أخرون كيف له أن يظهر بسروال "الدجينز" القصير وهو الذي يلبسه عادة المراهقون وقت الصيف وفي حالات التنزه وليس أمام موقف كبير كسحب استمارة الترشح لرئاسة الجمهورية. و لم تخل مواقع التواصل من التعاليق الساخرة من الرجل فمنها من وصفت خرجته هذه بملكة الدعابة التي يحبها سكان الجهة الشرقية للبلاد ، ومنها قال إن الأمر الآن لا يختلف حتى ولو ترشح الأموات مادام "من هب ودب" يترشح
 
هل سيفعلها الإعلامي "حسن زيتوني"
 
في حوار خص به جريدة الخبر الجزائرية لدى زيارة عائلية له بمسقط رأسه بمحافظة "سطيف" الشرقية أعلن الإعلامي "حسن زيتوني" مدير مكتب قناة "ام بي سي" بلندن نيّته الأكيدة للترشّح في الرئاسيات القادمة، حيث يعكف على تحضير برنامج واقعي كما قال قد يقدّم إضافة حقيقية للجزائر، مستندا إلى الكثير من التجارب التي خاضها عبر بقاع العالم، وحاور فيها المئات من الشخصيات. ويبقى تساؤل تقني مطروح بخصوص هذا ففي ذات المقابلة مع ذات الجريدة قال الإعلامي إنه دخل أفغانستان أثناء تغطية الأحداث بها عام عبر الحدود الجنوبية مع باكستان بجواز سفر بريطاني وهنا الأمر يجعل صاحبنا في محك بند قانون الترشيح الملزم بالجنسية الجزائرية الأصلية والوحيدة؟.  .
وإذا ما عدنا إلى الترشيحات التي خصت أسماء سمتها نزوات وهستيريا الشهرة أو المال أو بعض من نفحات الجنون كما أردفت التعاليق بالشارع الجزائري، نجد أن تعليقا على موقع التواصل الاجتماعي "الفايسبوك" قد اختصر الحكاية كلها على ما يبدو بقوله "عندما تتحول استحقاقات مهمة بحجم انتخاب رئيس للبلاد إلى مسرح لتهريج و لعرائس القراقوز والتي أكيد أنها تتحرك وفق رغبة خيوط رفيعة لا نراها، فلا غرو أن يتقدم لها باعة الخضر والأحذية ومغني القاعات المغلقة والمفتوحة، ويصل عدد المترشحين لها قرابة الـ 100 شخص.".