مراسل البوابة - تونس
تعمل تونس جاهدة على تجفيف منابع الإرهاب وملاحقة الإرهابيين أمنيا و قضائيا ، وقالت مصادر خاصة أن قضايا الإرهاب التي تنظر فيها المحكمة الابتدائية بالعاصمة اقترب من 150 قضية وانه تم إصدار بطاقات إيداع بالسجن في حق من تورطوا في هذه الجرائم .
ومن جهة أخرى تدرس تونس إمكانية إرساء نظام الكتروني مركزي لمحاصرة مجرمي تبييض الأموال و غسيلها باعتبارهم من أكبر ممولي الإرهاب عبر الأموال المتأتية من تجارة المخدرات و السلاح و التهريب ، والتي تجد في الفوضى والانفلات الأمني بيئة مناسبة للتوسع وغطاء للإفلات من الرقابة .
محاصرة الممولين
وتعمل السلطات المختصة على ترصد و تقصي مسالك المال المشبوه الممول للإرهاب في ظل وجود قرائن ومؤشرات تؤكد وجود تمويلات ضخمة يشتبه في استعمالها في غسيل الأموال و تمويل الإرهاب .
وفي هذا الإطار تدرس اللجنة التونسية للتحليل المالي ملفات 1000 عملية مالية مشبوهة ، إضافة الى تصريح عدد من البنوك وشركات تأمين بوجود قرابة 250 عملية مشبوهة ، وهو ما أدى الى إحالة قرابة 120 شخصا على القضاء وتجميد أموال 60 شخصا .
وكانت الجزائر قدمت الى تونس مؤخرا تقريرا يضم مجموعة من أسماء شخصيات تقدم أنفسها على إنهم رجال أعمال في حين إنهم مهربون وممولون للجماعات الإرهابية وأن بعضهم يتلقى تمويلات من معارف و أقارب ينشطون في دول الساحل الإفريقي في ما تحدث سياسيون آخرون عن توجيه بعض التبرعات المقدمة لبناء المساجد والجوامع لتمويل الإرهاب .
كما تواترت تصريحات من سياسيين تونسيين وعرب حول ضلوع دول عربية في تمويل المجموعات المتشددة عبر الجمعيات الخيرية وبواسطة الحوالات الالكترونية .
وكانت تونس عرفت خلال سنة 2013 اغتيالين سياسيين للشهيدين شكري بالعيد ومحمد البراهمي ومذبحة للجنود في شهر رمضان يوليو 2013 إضافة الى مقتل وإصابة عديد الأمنيين و العسكريين أثناء مواجهة المجموعات الإرهابية في عديد المدن مثل قبلاط وقبلي وسيدي علي بن عون وقبلها بئر علي بن خليفة وسليانة .....
تنظيم إرهابي
وصرّح رئيس الحكومة ووزير الداخلية ومساعدوه آنذاك أن تنظيم أنصار الشريعة وراء هذين الاغتيالين وأعلنوا أن هذا التنظيم أصبح يُصنف كتنظيم إرهابي. وهكذا أفاق التونسيون فجأة على أن هذا التيار الذي كان يقطع البلاد طولا وعرضا بخيماته الدعوية ونشاطاته الخيرية واجتماعاته العامة والجماهيرية ما هو إلا تنظيم إرهابي موال للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي حسب وزير الداخلية، الذي أكد في نفس الوقت على وجود خلايا إرهابية نائمة تتبع القاعدة لا تزال فوق جبل الشعانبي ( غرب العاصمة تونس في محافظة القصرين ) " .
وأكد وزير الداخلية على وجود خلايا إرهابية نائمة تتبع القاعدة لا تزال فوق الجبل وذكر في تصريح آخر له يوم 25 سبتمبر 2013 أن الموقوفين في قضية الإرهاب بجبل الشعانبي بلغوا 300 متورط، و أن الإرهابيين ينتمون لعدة دول عربية وافريقية مثل مالي والجزائر وليبيا.
خلايا نائمة وشخصيات مهددة
واكتشف التونسيون أن الإرهاب أصبح منظما ومكثفا إذ تحدثت بعض الدراسات عن 80 خلية إرهابية في تونس. وهو في الحقيقة إرهاب له مداخل عديدة من بينها التهريب وإعادة بناء وتجديد هياكل القاعدة إثر ملاحقتها وطردها من مالي، وهو ما دفع الحكومة إلى إقامة منطقة عازلة بالجنوب التونسي لإحكام الرقابة على دخول البضائع والأسلحة وتسلل الإرهابيين .
كما أحبطت قوات الأمن مخططات إرهابية استهدفت مقر اتحاد العمال وعديد المواقع الحيوية الأخرى قد يكون من بينها مقر المجلس التأسيسي.
ويتحرك عديد الشخصيات السياسية و الحقوقية و النقابية والإعلامية بحماية أمنية مشددة بعد ورود أسمائهم ضمن اللوائح التي أعدها الإرهابيون والتي تم ضبطها لديهم عند مداهمة الشرطة لمخابئهم .