مع تحذيرات من موجة ثانية لفيروس «كورونا» المستجد (كوفيد 19) بات العالم أكثر تكاتفاً وإصراراً على التصدي لهذا الوباء، حيث تعهدت دول مجموعة العشرين أمس بأكثر من 21 مليار دولار لمكافحته، كما أعلن حلف شمال الأطلسي (الناتو) أنه يخطط استعداداً لمواجهة الموجة المحتملة من الجائحة.

وذكر بيان لمجموعة العشرين أن المجموعة والدول المدعوة قادت الجهود العالمية لدعم مكافحة الجائحة التي نتج عنها حتى يوم أمس تعهدات بأكثر من 21 مليار دولار لدعم تمويل الصحة العالمية.

وأضاف البيان «سيتم تخصيص هذه المساهمات للأدوات التشخيصية واللقاحات والعلاجات وأعمال البحث والتطوير».

وكانت المجموعة دعت في أبريل الماضي كل الدول والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الخيرية والقطاع الخاص للمساعدة في سد فجوة مالية تزيد على ثمانية مليارات دولار لمكافحة (كوفيد19).

من جهته، أعلن «الناتو»، أمس، أنه يخطط استعداداً لمواجهة موجة ثانية محتملة من جائحة «كورونا».

وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرج، في تصريحات لصحيفة «فيلت آم زونتاج» الألمانية تنشرها في عددها اليوم الأحد، إن التحالف العسكري يقوم بإعداد خطط محددة للاستعداد لمواجهة جديدة محتملة من الوباء.

وأضاف أن الهدف هو التحرك على نحو منسق في مكافحة الفيروس، مشدداً على ضرورة تنسيق الخطط على نحو يتيح مساعدة الدول الأعضاء في «الناتو» والدول الشريكة، المرتبطة على نحو وثيق بالحلف، بصورة أفضل وأسرع في مكافحة الفيروس.

وأشار إلى أن «الناتو» سينتهي من وضع الخطط قريباً لطرحها على وزراء دفاع الحلف للتشاور بشأنها في منتصف يونيو الجاري، خلال اجتماع افتراضي. ولفت إلى أن الخطط تتضمن إجراءات مثل توفير إمكانات نقل للمواد الطبية وإنشاء مرافق تخزين، التي توفر الوصول السريع إلى المعدات الطبية.

وكان «الناتو» اعترف، الشهر الماضي، بأنه لم يتم حتى الآن النظر إلى خطر جائحات الفيروس باعتباره خطراً أمنياً، لكن ستولتنبرج حذر، في وقت سابق، من حدوث تداعيات سلبية لأزمة «كورونا» على أمن دول الحلف.

يأتي هذا في حين يواصل فيروس «كورونا» ضرباته في البرازيل، حيث تم تسجيل أكثر من ألف وفاة جديدة، وفي المكسيك تجاوزت حصيلة الوفيات في شركة النفط المملوكة للدولة «بيتروليوس ميكسيكانوس» وحدها مئة حالة.

وتجاوزت الهند إيطاليا في عدد الإصابات.

وحذرت الصين مواطنيها من السفر إلى أستراليا ما تسبب في توتر العلاقات أكثر بعد دعوات من جانب أستراليا إلى التحقيق في منشأ الفيروس في ووهان بالصين، بينما أعلنت بولندا اعتزامها تمديد الحظر الذي تفرضه على الرحلات الجوية الدولية إلى 16 يونيو الجاري.

بينما نبه الرئيس الإيراني حسن روحاني من أن المعركة مع (كوفيد19) لم تنته بعد، ودعا الإيرانيين إلى الاستعداد للعيش «لفترة طويلة» مع الفيروس.

وقال روحاني خلال الاجتماع الأسبوعي للجنة الوطنية لمكافحة الوباء الذي عرضه التلفزيون الحكومي، إنه «لا ينبغي أن يظن الناس أنه سيتم القضاء على هذا المرض في غضون 15 يوماً أو شهراً، لذلك يجب علينا اتباع التعليمات الصحية لفترة طويلة».