فشل الاستفتاء حول تغيير اسم جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة بسبب انخفاض المشاركة حيث سجلت 34% من الناخبين قبل ساعة من إغلاق مراكز الاقتراع وهو ما يعد أقل بنحو 20% عن المعدل المطلوب.
وتنص المادة 30 من الدستور في مقدونيا على أن نتيجة استفتاء تعد صالحة فقط في حال دعمه من أكثر من 50%، ما يعادل 903 آلاف صوت.
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، يعتبر هذا الاستفتاء تشاوري الطابع، ويفترض أن يصادق البرلمان على نتائجه بأغلبية الثلثين.
وأعلن معارضو تغيير اسم البلاد، الذين دعوا لمقاطعة الاستفتاء، عن تنظيم احتفالات أمام مقر البرلمان، حيث أقاموا منصة منذ الظهر.
ولم يخف مسؤولون حكوميون خشيتهم من عدم تخطي نسبة المشاركة 50 بالمئة، وهو الهدف الذي حددوه قبل يومين.
وقالت أوليفيرا أرجيروفسكا الممرضة السابقة التي تبلغ من العمر 74 عامًا وجاءت لتقترع في مدرسة تيتو الثانوية في وسط سكوبيي، إن الاستفتاء "سيغير الوضع إذا فتح لنا باب أوروبا والحلف الأطلسي".
وتأمل مقدونيا البلد الفقير الواقع في البلقان والذي دفع ثمنًا باهظًا لعزلته، في الانضمام إلى الكتلتين وهو أمر يرى فيه كثر خطوة نحو استقرار البلاد وازدهارها.
ومنذ استقلال هذه الجمهورية اليوغوسلافية السابقة في 1991 اعترضت أثينا على احتفاظها باسم مقدونيا، وهو اسم إقليم في شمال اليونان. وهي ترى في ذلك استيلاء على إرثها التاريخي وخصوصًا إرث الاسكندر الأكبر وتشتبه بأن جارتها الصغيرة قد تكون لديها نوايا توسعية.
وشهدت سنوات حكم اليمين القومي المقدوني الممثل بـ"المنظمة الثورية الداخلية المقدونية- الحزب الديموقراطي للوحدة الوطنية لمقدونيا"، التي انتهت في 2017 مزيدًا من التوتر. وفي تلك الفترة انتشرت في البلاد تماثيل الاسكندر الأكبر وفيليبوس المقدوني، ما أثار غضب اليونان.
لكن في يونيو (حزيران)، توصل رئيس الوزراء الجديد الاشتراكي الديموقراطي زوران زايف إلى اتفاق تاريخي مع نظيره اليوناني اليكسيس تسيبراس، يقضي بأن تكف أثينا عن تعطيل انضمام البلاد إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي إذا وافقت، وفقط إذا وافقت على اعتماد اسم "جمهورية مقدونيا الشمالية".
من جهته، حذر المتحدث باسم الحكومة اليونانية ديميتريس تزاناكوبولوس في تصريح لإذاعة في أثينا من "أن أي نتيجة اخرى غير النعم ستثير مشكلة".
وبسبب اعتراض أثينا، عطل هذا النزاع انضمام مقدونيا، الواقعة في البلقان ويبلغ عدد سكانها 2.1 مليون نسمة، إلى الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي.
لذلك ركزت سلطات سكوبيي على هذه النقطة. وعلى جدران سكوبيي كتب على لوحات إعلانية بأحرف حمراء "نعم لمقدونيا أوروبية"، ودعوات إلى اتخاذ "قرار تاريخي"، وتجاهل الدعوات إلى مقاطعة التصويت أطلقت على شبكات التواصل الاجتماعي.
لكن اسم "مقدونيا الشمالية" لا يظهر حتى في السؤال المطروح في الاستفتاء "هل أنت موافق على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي بقبولك الاتفاق" مع اليونان؟