تشهد ليبيا هذه الأيام حالة  إضطراب  غير عادية بسبب توسع بؤر التوتر في مختلف المناطق بالبلاد ما دعى  المؤتمر الوطني العام لإن يصوت على  قرار إعلان حالة النفير العام، لتدارك الانفلات الأمني في مختلف مناطق البلاد، خصوصاً الجنوب، و تزامن هذا القرار مع تصريحات رئيس الوزراء الليبي، علي زيدان، الذي قال إنه بصدد إرسال قوات إلى الجنوب المضطرب بعد أن اقتحم مسلحون قاعدة تمنهنت الجوية في سبها مستغلين الاشتباكات القبلية هناك التي تدور بين قبائل التبو و مليشيات ينتسب أغلبها إلى قبيلة أولاد سليمان و التي كانت اندلعت على خلفيات ثأر بين القبيلتين.

وقال زيدان إنه أرسل وزير دفاعه إلى مصراتة لإصدار تعليمات للقوات المتمركزة هناك للتحرك إلى الجنوب، مؤكدا ان التعليمات صدرت لدرع الوسطى ومنطقة مصراتة العسكرية بالتوجه إلى جنوب البلاد. إلا أن بعض المصادر من داخل الاجتماع الذي شهدته مدينة مصراتة سربت أن ثوار مصراتة و مسؤولو درع الوسطى اشترطوا عدة شروط على الحكومة و المؤتمر الوطني نظير مشاركتهم في هذه المهمة. في الوقت الذي أكد فيه رئيس الأركان العامة للجيش الليبي اللواء الركن " عبد السلام العبيدي " أن السلاح الجوي قام يوم السبت  الماضي بتنفيذ ضربات جوية  في محيط مدينة سبها و تحديدا في قاعدة تمنهنت الجوية  التي قال أنه تم طرد مقتحميها .

  أما طرابلس  فقد شهدت  انتشار لأليات عسكرية تبدو في كامل جاهزيتها  تحسبا لأي حراك مشابه داخل العاصمة التي غصت محطات الوقود فيها بالسيارات، من قبل المُواطنين الذين اصطفت سياراتهم في طوابير طويلة أمام المحطات في انتظار التزود بالوقود ، الأمر الذي أحدث ربكة في عمل تلك المحطات  التي يتكرر معها هذا المشهد كلما مرت البلاد باضطرابات، و إضافة لمحطات الوقود شهدت محلات و أسواق المواد الغذائية هي الأخرى حركة غير طبيعية من قبل المتسوقين الذين حرصوا على التزود بأكبر قدر ممكن منها.

  حالة الفوضى التي تسود ليبيا جعلت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا نعرب عن قلقها  العميق العميق  من إستمرار  أعمال العنف في مدينة سبها التي أدت إلى وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات، ودعت البعثة في بيان لها  تناقته وكالات الانباء إلى دعم الجهود الرامية إلى إعادة الهدوء وحقن الدماء وضمان الأمن والتدخل للوقف الفوري للاشتباكات المسلحة، واعتماد الوسائل السلمية لحل الخلافات و حث كل الأطراف المتنازعة على ضبط النفس .