حقق الجيش الوطني الليبي خلال اليومين الماضيين انتصارات استراتيجية مع تقدمه الميداني في عدة محاور من العاصمة الليبية،في معركته لتحريرها وبسط الأمن فيها، إلا أن الميليشيات المنتشرة هناك والتي عاثت بالعاصمة فسادا طيلة السنوات الماضية،تواصل الرد على خسائرها بارتكاب انتهاكات خطيرة، أغلبها بحق المدنيين.
إلى ذلك، وفي مؤشر جديد على خطر الميليشيات،أعلن المركز الإعلامى التابع لغرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطنى الليبى، إن ميليشيات طرابلس قصفت بشكل عشوائي منطقة قصر بن غشير جنوبي طرابلس مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من بينهم أطفال وإحداث أضرار مادية كبيرة..
وأضاف المركز الإعلامي،فى بيان نقلته قناة "سكاى نيوز" الإخبارية اليوم الأحد 09 يونيو 2019،أن "أبواق تنظيم الإخوان الارهابى سارعت بفبركة الأخبار ليتبرأوا من أفعالهم الإجرامية والتى يسعون من خلالها للتظليل والكذب على حساب حياة الأبرياء الآمنين".
وليست هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها المليشيات المدنيين،ففي أبريل الماضي،استهدف قصف صاروخي عنيف،حيي ابو سليم والانتصار السكنيين في جنوب العاصمة،ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين بين قتيل وجري،وسارعت حينها حكومة الوفاق الى اتهام الجيش الليبي بالمسؤولية عن القصف فيما كالت قنوات ومواقع على شبكات التواصل الاجتماعي تابعة لجماعة "الاخوان" الاتهامات للجيش الليبي.
لكن شعبة الإعلام الحربي، التابعة للجيش الوطني الليبي،ردت على ذلك، في بيان لها قائلة: "كعادتها وعند كل هزيمة أمام ضربات رجال قواتنا المسلحة، تبدأ مليشيات لصوص الاعتمادات المجرمة في حالة الجنون والقصف العشوائي على أحياء العاصمة في محاولة يائسة لاستعطاف العالم لكي يهب لنجدتها وإنقاذها من مصيرها المحتوم".
وقال رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب طلال الميهوب، في بيان له إن التشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس قامت بقصف المدنيين وترويعهم لاستعطاف المجتمع الدولي" مضيفا " تبين جليا هذه الفبركة بتوقف القصف فجأة "وزيارة رئيس المجلس الرئاسي لأماكن القصف مرتين".فيما وصف المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، القصف العشوائي بأنه "جريمة حرب".مشيرا خلال مؤتمر صحافي الى،"إن المناطق التي تعرضت للقصف تقع خارج مدى صواريخ الجيش الليبي.
وفي أواخر مايو الماضي،استهدف طيران المليشيات المتحالفة مع حكومة الوفاق،بضربات جوية منازل المدنيين في قصر بن غشير.وأظهرت صور متداولة على الانترنت تعرض عدد من المنازل للقصف الجوي في “حي الملجأ” في قصر بن غشير. وقال المركز الإعلامي لغرفة عملية الكرامة وإنه في انتظار معرفة ما أسفر عنه القصف "الهمجي الإجرامي" الذي يقتل ويروع الامنين والمدنيين.
وندد المجلس البلدي قصر بن غشير في بيان له بقصف منازل الأمنين ومزارعهم الخاصة وممتلكاتهم.مشيرا الى أن هذا القصف تسبب في مقتل العديد من الأبرياء كان آخرها مقتل إمرأة لخمسة أطفال.وأدان المجلس تصريح الناطق باسم قوات الوفاق محمد قنونو التي يقول فيها أن قواتهم تقصف مواقع عسكرية فقط متهماً إياه بالتضليل ، كما ندد بصمت المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة عن هذه الانتهاكات الإنسانية الخطيرة التي تقوم بها المليشيات التابعة للوفاق.
والاثنين الماضي،قال الجيش الليبي،إن طائرات تركية قصفت مناطق قصر بن عشير وخلة الفرجان ووادي الربيع في ضواحي طرابلس.وهذه ليست المرة الأولى التي يرصد فيها الجيش الليبي طائرة تركية تقصف أحياء في العاصمة طرابلس.وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بالجيش الليبي، الخميس، إن طائرة تركية بدون طيار داعمة لمليشيات طرابلس تقصف مدينة غريان.
وكشفت معركة طرابلس بوضوح حقيقة الدور المشبوه الذي تلعه تركيا في دعم المليشيات وتاجيج الصراع عبر سفن السلاح التي كان آخرها سفينة محملة بالأسلحة والمعدات العسكرية انطلقت من ميناء سامسون التركي في التاسع من مايو/أيار الماضي قبل أن تصل إلى العاصمة الليبية، طرابلس.والسفنية التي تحمل اسم "أمازون"، محملة بآليات عسكرية وأسلحة متنوعة، حسب ما أظهرته صور التقطت من على متنها.
وتصاعد الحديث مؤخرا عن استهداف المليشيات المسلحة للمؤيدين للجيش الليبي في العاصمة،وكانت شعبة الإعلام الحربي بالقيادة العامة للقوات المسلحة قالت منذ أيام، إن "قوات (الوفاق) تشن حملات خطف واعتقالات في صفوف النشطاء، والصحافيين والإعلاميين والمدونين، بعد دعواتهم للترحيب بالقوات المسلحة داخل العاصمة، ومطالبتهم بإنهاء زمن الفوضى بوجود الجيش والشرطة"، وطمأنت سكان بالعاصمة بأنها "ستردّ حق أبنائهم وستعيدهم لأهلهم سالمين".
وتواجه المظاهرات السلميّة في العاصمة الليبية طرابلس،بالرصاص الحيّ، لاسيّما إذا ما تجرّأت جموع المتظاهرين على المطالبة بإخراج جميع التشكيلات المسلحة غير الشرعية من العاصمة طرابلس.ويتعرض كل من يخالف المليشيات للإختطاف أو الإعتقال التعسفي أو القتل دون رادع في ظل غياب سلطة الدولة والقانون.
وفي ظل الأوضاع الراهنة لا يزال المدنيون في ليبيا يدفعون الثمن،وسط مخاوف من أزمة انسانية وهو ما دفع غسان سلامة، رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا،السبت،للدعوة إلى هدنة إنسانية عاجلة بطرابلس،مطالبا بزيادة الدعم المقدم للنازحين جراء المواجهات في ضواحي العاصمة الليبية.
جاء ذلك خلال زيارة تفقدية للمبعوث الخاص لمركزين لاستقبال النازحين والمهاجرين من مناطق الاشتباكات في العاصمة طرابلس،وقالت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إن جولة سلامة التفقدية تأتي في إطار الإشراف على عمل وكالات الأمم المتحدة في الاستجابة للاحتياجات الإنسانية للنازحين في طرابلس.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواصل فيه الجيش الليبي تقدمه على الأرض،حيث قال المنذر الخرطوش مسئول مكتب الإعلام فى اللواء 73 التابع للجيش الوطنى الليبى إن قوات الجيش تمكنت من التقدم باتجاه جسر منطقة السوانى فى ضواحى العاصمة.
وأكد الخرطوش ،فى تصريح لقناة "الحرة"،أن قوات الجيش تمكنت من تأمين كامل محيط كوبرى مطار طرابلس العالمى جنوب المدينة بعد هجوم فى الساعات الأولى من صباح اليوم.وأوضح أن قوات الجيش تمكنت من السيطرة على آليات ومعدات عسكرية كانت تستخدمها قوات حكومة الوفاق والميليشيات المسلحة التى تقاتل بجانبها.
وتتحدث مصادر مقربة من الجيش عن تقدمه في محاور القتال وتكبد قوات حكومة الوفاق خسائر كبيرة في المعارك التي دارت على مدار الأسبوع الماضي.ونقلت قناة "العربية"،السبت، عن مصدر عسكري قوله إن القوات الجيش دمرت 3 آليات للميليشيات وأجبرتها على التراجع،فيما أعلنت شعبة الإعلام الحربي أن قوات الجيش تتقدم وتحكم السيطرة على مواقع وتمركزات لقوات الوفاق بالعاصمة طرابلس بعد تكبيدها خسائر في الأرواح والعتاد.
ويشير مراقبون الى أن التورات الميدانية في ظل تقدم الجيش الليبي تؤكد أن ساعة حسم المعركة قد اقتربت.وكان العميد خالد المحجوب آمر إدارة التوجيه المعنوي بالجيش والمتحدث باسم غرفة عمليات الكرامة،أكد في وقت سابق أن الأيام المقبلة ستحمل تطورات جديدة على الأرض في معركة طرابلس، لافتاً إلى أن الجيش الليبي رفع من نسق عملياته في محاور القتال لضمان حسم المعركة في أسرع وقت.
وفيما يتعلق بالاقتراب من قبل العاصمة طرابلس، قال المحجوب في تصريح لوكالة "سبوتنيك" الروسية: "أيام ونحسم الأمر، نحن في العاصمة لا خارجها، المسافات التي تتواجد عليها القوات في جميع المحاور قريبة جدا وهي على مشارف العاصمة".وتابع أن القوات المسلحة وصلت إلى المبتغى وأن عملية الحسم باتت قريبة جدا.
وتشهد طرابلس معارك مسلحة منذُ الـ4 من شهر أبريل/ نيسان الماضي، إثر إطلاق الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة وانهاء نفوذ المليشيات المسلحة التي ساهم وجودها في ادخال البلاد في حالة من الفوضى وغياب الستقرار طيلة السنوات التي أعقبت اندلاع الأزمة في العام 2011.ويأمل الليبيون في استعادة الأمن وتحسين الأوضاع الاقتصادية في بلد يعتبر مصدرا لثروات هامة.