قال جاي نوردلينجر الصحفي بمجلة ناشونال ريفيو الأمريكية إنه أجرى مقابلة مع شابة ليبية تدعى أسماء خليفة موجودة حاليا في ولاية مكسيكو سيتي الأمريكية للمشاركة في اجتماع منتدى أوسلو للحرية.
وأضاف نوردلينجر عن أن أسماء شخص غير عادي فهي شابة ليبية ذات أصول بربرية. وهي داعية للديمقراطية وناشطة في مجال حقوق الإنسان. وذكر أنه سمعها العام الماضي تروي قصة مؤثرة للغاية، وطلب منها أن تخبرها مرة أخرى خلال الحوار الصحفي.
وقالت خليفة إنها خلال الحرب الأهلية الليبية انحازت مع المتمردين ضد الرئيس السابق معمر القذافي بعد مقتل صديق مقرب لها - أعدم مع آخرين كثر - وقررت الانضمام كممرضة ميدانية وشهدت العديد من الأشياء الفظيعة.
لم تعجب خليفة بما كان يحدث لها حيث كانت غارقة في الكراهية، ووصفت خليفة حالتها في هذا الوقت بجملة "هذا ليس أنا"، لذا طلبت من طبيب أن يعينها لجناح خاص في مستشفى عسكري، جناح كان يحتجز فيه جنود العدو – تقصد قوات القذافي- تقريبا لم يذهب أحد قط إلى هناك.
ووأضافت خليفة أنها لمدة أسبوعين كانت تنظفهم وتطعمهم وتقدم لهم الأدوية. لكنها لم تتحدث معهم، أو حتى نظرت إليهم، وهم لم يتحدثوا معها أو حتى ينظرون إليها أيضا.
ثم في وقت مبكر من صباح أحد الأيام عندما كانت تقوم بإعطاء جرعة من المضادات الحيوية نظر إليها جندي مصاب، رأت في وجهه نفس الألم والحيرة التي كانت تعاني منها هي. كانا شابين ليبيين وجدا نفسيهما على طرفي نقيض في حرب لم يخطط لها أي منهما. قال الجندي لها: "أنت تجعلينني أشعر بأني لست إنسانا"، هذه هي الطريقة التي تترجمها أسماء إلى اللغة الإنجليزية. فقد قال حرفياً "تجعلني أشعر كالكلب". ثم أمسك الإثنان بأيدي بعضهما وبكيا. وبعد ذلك انتهت مهمة أسماء في هذا الجناح، ولم تشاهد هي والجندي بعضهما مرة أخرى.
وعلى أي حال فهذه الشابة غير عادية قد ساعدت مؤخراً ضحايا الاغتصاب السوريين، واختتم نوردلينجر تنويها بقوله خلال الحوار بيننا تحدثنا عن ليبيا وسوريا ومسائل أخرى، أعتقد أنك كمشاهد ستحب أن تعرفها قليلاً.
يذكر أن خليفة هي من الوجوه النسوية الأمازيغية درست المرحلة الجامعية في تركيا وتزوجت من نرويجي كان معها في الجامعة ويعيشان الآن في السويد. تنشط في مجال حقوق الإنسان في سوريا واليمن واختيرت العام 2017 ضمن الـ100 شخصية مؤثرة في أفريقيا.