تذخر الذاكرة المصرية بعادات رمضانية تمتد لعقود منها "المسحراتي" والذي يجوب الشوارع والأحياء خاصة الشعبية قبل أذان الفجر وينادي على الناس وينبههم لتناول وجبة السحور.
وعادة ما يمسك المسحراتي في مصر بطبلة ويدق عليها وينادي الناس لتناول السحور مرددا بعض العبارات مثل "أصحى يا نايم وحد الدايم"، ومع التطور التكنولوجي بدأت هذه المهنة بالانقراض، واختفى المسحراتي من بعض الأحياء الشعبية والمتوسطة كما أنه غير موجود أصلا في الأحياء الراقية في عصرنا الحالي.
وعرف عن المسحراتي أنه لا يأخذ أجرة يومية ولكنه بعد انتهاء شهر رمضان يجوب المنازل حاملا طبلته فيعطيه الناس أموالا وهدايا والحلويات التي صنعوها للعيد كما يتبادلون معه التهنئة بقدم العيد.
وهناك العديد من الروايات حول أصل المسحراتي في مصر حيث تقول بعض الروايات إن والي مصر إسحاق بن عقبة كان أول من طاف على ديار مصر لإيقاذ أهلها للسحور، وفي عهد الدولة الفاطمية كانت الجنود تتولى الأمر. وبعدها عينوا رجلًا أصبح يعرف بالمسحراتي، كان يدق الأبواب بعصا يحملها قائلًا "يا أهل الله قوموا تسحروا" ولاحقًا أصبح يقول عبارات من قبيل: "أصحى يا نايم وحد الدايم.. وقول نويت بكرة إن حييت.. الشهر صايم والفجر قايم.. ورمضان كريم"