- تشهد الساحة السياسية المصرية في الوقت الحالي موجة جديدة من مبادرات جسّ النبض للمصالحة بين الإخوان والنظام الحاكم، وسط إشارات تدلّ على رغبة متبادلة في إنهاء الأزمة المستمرّة منذ عام.

وقال مراقبون إن العدّ التنازلي لاعتراف الإخوان بأخطائهم سيبدأ قريبا، ولا سيما بعد إخلاء سبيل القيادي الإخواني حلمي الجزار، باعتبار ذلك بادرة من الدولة على عدم استبعاد القبول بمشاركة الجماعة في المشهد السياسي، شريطة نبذ العنف والاعتراف، دون مواربة، بشرعية 30 يونيو وما ترتب عليها من استحقاقات سياسية.

يُذكر أنّ إطلاق سراح “الجزار” تزامن مع تصريح للرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه بالإعلاميين الأحد الماضي، أكد فيه أنه “لا يغضب من أحد وأن مشكلة الإخوان مع الشعب وهو من يملك حق التصالح معهم”.

إخلاء سبيل الجزار جاء في وقت يشهد فيه “تحالف دعم الشرعية” الموالي للإخوان حالة من الانشقاق والتشرذم، وخاصة عقب إعلان حزبي “الوطن” السلفي و”الوسط” الإسلامي تعليق نشاطهما ضمن التحالف، وكذلك تصاعد حدّة التخبط الذي تعاني منه الجماعة.

ولم يتوقف الأمر على تعليق نشاط “الوطن” و”الوسط”، بل وصل إلى درجة أن أحد قيادات حزب “الوطن” وجّه دعوة إلى “تحالف دعم الشرعية” للاعتراف بالشرعية الانتخابية للرئيس عبدالفتاح السيسي.

واعترف راضي شرارة، عضو الهيئة العليا لحزب الوطن، بتحسّن الأوضاع نسبيا في ظل رئاسة السيسي، متهما في تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” البعض بالسعي إلى تحريك المشهد نحو الحالة السورية، معتبرا أن هذا الأمر “عبث في واقع لا يتحمل ذلك”.

وعلى صعيد مبادرات جسّ النبض، أعلن تحالف الإخوان المنشقين أنه تواصل مع مسؤولين بمؤسّسة الرئاسة، وقام وفد منه بتقديم نسخة من مبادرة التحالف إلى مسؤول العلاقات العامة بالرئاسة بهدف إطلاع الرئيس السيسي عليها.

عمرو عمارة منسق تحالف الإخوان المنشقين قال، في تصريح لـ”العرب”: “إن ممثل الرئاسة أكد لهم أن الدولة مع التصالح ومؤسسة الرئاسة ترحّب بهذه المبادرة، وسوف يتم طرحها على الرئيس ودراستها خلال الأيام المقبلة”، مؤكدا أنه تلقى اتصالا من أحد المسؤولين بالرئاسة بعد ذلك أخبره أنّ الرئيس يبحث المبادرة.

وأشار عمارة إلى أن مبادرتهم نجحت في تقويض “تحالف دعم الشرعية” وزلزلت أركانه، كاشفا أن عمر فاروق المتحدث باسم حزب الوسط والقيادي بتحالف دعم الشرعية، أعلن تبني مبادرتهم والترويج لها داخل التحالف وعند قيادات داخل السجون.

وبالتزامن مع خطوة المنشقين جاءت مبادرة محمد العمدة، النائب السابق المحسوب على الإخوان، الذي أطلق سراحه مؤخرا، حيث دعا النظام الحالي إلى إجراء مصالحة وطنية مع الجماعة.

وفي تصريح لـ”العرب”، قال ماهر فرغلي الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: “إنّ المصالحة بين الجماعة والدولة قادمة لا محالة”، موضحا أن الدولة تركت الباب مفتوحا للإخوان منذ 30 يونيو، ولم تتعامل معهم بسياسة الاعتقالات الجماعية أو تطبق قانون الطوارئ بحذافيره معهم.

 

*نقلا عن العرب اللندنية