تمكنت مصالح الأمن الجزائرية  من تفكيك ”العلبة السوداء” في شبكة تجنيد مقاتلين جزائريين ومن دول المغرب العربي في صفوف الجماعات المسلحة في سوريا والعراق. ويتعلق الأمر بشخص من جنسية مصرية، أوقف بمدينة قسنطينة، ويعد الرأس المدبر في خلايا تجنيد الإرهابيين، حيث قدم معلومات دقيقة وحيوية للأمن، ساهمت في تفكيك عشرات الشبكات حتى في تونس.
واستنادا للمعلومات التي قدمها هذا الشخص الموقوف لدى الأمن الجزائري، فقد شنت مصالح الأمن في تونس، بناء على معلومات جزائرية، حملة اعتقالات واسعة ضد ما يعتقد بأنها خلية نائمة للقاعدة مكونة من سلفيين.
وجاءت هذه العمليات الأمنية الناجحة، حسب مصدر أمني جزائري، بعد حصول جهاز أمن الدولة في تونس على معلومات هامة من أحد الموقوفين حول بعض المنتمين للقاعدة في تونس، من الذين سهلوا تنقل جهاديين إلى سوريا، وتم بعدها تقفي أثر سلفيين في كل من الجزائر وليبيا وتونس وموريتانيا. وتواصل أجهزة الأمن في تونس وموريتانيا والجزائر البحث عن 5 مطلوبين آخرين، وردت أسماؤهم في اعترافات الموقوفين.
وقد تعامل المتهم الرئيسي في شبكة تجنيد الإرهابيين للقتال في العراق وسوريا وليبيا والموقوف بالجزائر، مع مجموعة من الجهاديين من جنسيات ليبية وتونسية لتسهيل التحاق مقاتلين بتنظيم ”داعش” وقبلها ”جبهة النصرة” في سوريا، وقد تم توقيف هذا المصري في مدينة قسنطينة لصلته بـ«جماعة النصرة” في سوريا، وأخلي نهاية الأسبوع الماضي سبيل موقوف ثان في عنابة، بعد سماعه في تهمة تسهيل استخراج جوازات سفر مزورة لصالح مرشحين للالتحاق بجبهة النصرة.
في السياق ذاته، حذرت تقارير أمنية من تحول قوارب المهاجرين غير الشرعيين إلى هدف لتنظيم ما يسمى ”الدولة الإسلامية” لنقل المقاتلين من جنسيات عربية نحو أوروبا. وحذرت التقارير من خطر زحف ”داعش” نحو الجزائر ومن تسلل ”الجهاديين” الذّين يخططون للانتقال إلى سوريا والعراق للقتال في صفوف التنظيم الإرهابي، بين صفوف ”الحراڤة” للانتقال إلى الصفة الأخرى من المتوسط، ومنها التسلل إلى تركيا عبر محطّة قبرص، ومنها إلى سوريا.
وقد فرض الوضع الأمني، الذّي ازداد تأزما بليبيا وسيطرة ما يسمى إمارة ”الدولة الإسلامية” فرع ليبيا على مدينة درنة وأهم موانئ ليبيا، على الأمن بالجزائر تكييف المخطط الأمني الاستباقي مع تحول مياه المتوسط إلى هدف لـ«داعش” لإدارة عملية تجنيد ونقل ”الجهاديين” إلى سوريا، قادمين من دول مغاربية عبر التسلل بقوارب ”الحراڤة”، حيث يصعب على الأمن تحديد هويات المهاجرين غير الشرعيين الذين تسللوا بينهم في طريقهم إلى ”الجهاد”.
وكانت صحيفة ”ديلي تليغراف” قد نشرت تقريرا بشأن اهتمام ”داعش” بليبيا باستهداف أوروبا، وكشف التقرير أن ”داعش” يسعى إلى إرسال أعداد كبيرة من مسلحيه من سوريا والعراق إلى ليبيا، ليبحروا من هناك مع المهاجرين غير الشرعيين باتجاه أوروبا، وحذّر من تنفيذ هجمات في دول جنوبي أوروبا وضد السفن التجارية في البحر الأبيض المتوسط. .

 

- الخبر الجزائرية