الدبلوماسية استأنفت دورها، و "التدخلات العسكرية لم تعد مقنعةفي الوقت  الحالي  علي الأقل الحكمة و هذا قد يعني بعض الأخبار الجيدة.
وتتويجا  للمسارالمثمر من المفاوضات بين القوى العالمية وإيران بشأن برنامجها النووي، وهو مايشكل مؤشرا آخر على التحول العالمي في العلاقات الدولية، بعيدا عن الحلول العسكرية من جانب واحد، نحو الدبلوماسية المتعددة الأطراف.
اتفاق ايران النووي من خلال التفاوض وإزالة البرنامج السوري للأسلحة الكيميائية، وإعادة فتح سفارة الولايات المتحدة في هافانا، واختيار السلطة الفلسطينية لضغوط دبلوماسية على الوسائل العسكرية ضد إسرائيل، كلها تشهد على حقيقة أن"الدبلوماسية هي العودة".
 اضافة  الي فشل التدخلات العسكرية في أفغانستان والعراق، وليبياوظهور داعش  في بلاد ما بين النهرين وليبيا يظهر حدود القوة العسكرية.
كانت المشكلة مع نجاح التدخل في كوسوفو أنه تسبب في عقد من جنون القوة العسكرية وقد حصد أكثر من مليون قتيل (تراكميا في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا) وزعزعة استقرار مناطق بأكملها.
المفاوضون الدبلوماسيون هكذا تقول النظرية، يفضلون دائما وقف العنف إلى جانب ضمانات لعدم التكرار - في مقابل العفو عن مرتكبي الفظائع. على افتراض منطق الفوقية التي تقوم عليها هذه النظرة الى العالم حفر الدبلوماسية "الواقعية" ضد المنهج "الأخلاقي" المبادئ الجوهرية للعدالة الجنائية الدولية.
من الجانب الآخرتضمن قرار فاتو بنسودا الشجاع لإسقاط التهم الموجهة اوهورو كينياتا جرعات وافرة من 'الواقعية'، منح عباءةشرعية "لعدم وجود أدلة كافية. بدلا من فقدان الدعم من جميع الدول الافريقية، بنسودة اضفي بمهارة شعور 'الواقعية' مرة أخرى علي المحكمة الجنائية الدولية

على جانبي الخط الفاصل، بين دعاة للدبلوماسية ودعاة العسكرة تقف البشرية عند لحظة تاريخية فارقة

. لا يهمني 'التدخل' مثل توني بلير والسير مايك جاكسون في العراق أو أوباما في ليبيا بل تهمني حياة الإنسان "مثل كيري ولافروف في التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية أو الاتفاق النووي الايراني.
عندما يطبق على الشخصيات في مجال العدالة الجنائية الدولية، اوكامبو ينتمي بالتأكيد إلى المذهب الاحادي في حين تبدو بنسودة أكثر ميلا نحو الدبلوماسية
هنا يكمن الدرس المناسب لدعاة العدالة الانتقالية الذين يؤمنون بمكافحة الإفلات من العقاب. العمليات الدبلوماسية والسياسية، إذا ما أرادت تحقيق أي نتيجة لمستدامة - تستغرق وقتا طويلا.الناس لا تهضم ولا تمتص التغيرات السياسية في سرعة البرق.
العدالة الانتقالية، والصكوك الجنائية الدولية لا سيما توجد في مكان ما في منتصف الطيف بين السياسي والقانوني. كما الانجرافات المجال السياسي بعيدا عن التدخل  الفردي من أجل إحياء الدبلوماسية، وبالتالي فإن فترات زمنية تمتد من هذه العمليات.

يمكن أن يكون هناك "الإشباع الفوري" في العدالة الانتقالية، لأن لا شيء يمكن استبعاده في لحظة التدخلات الكبري.

بعد أن نكون قد اعترفنا بأن السياسة والدبلوماسية أجزاء جوهرية من العدالة الانتقالية.

 يجب علينا أن نتصالح مع حقيقة أننا لفترة طويلة لدينا فرص للنجاح و هي أعلى  الان من اي وقت مضي ، وذلك بسبب التوافق بين خصوصياتنا الإنسانية وحاجتنا الي عدالة انتقالية.تؤسس لعالم اكثر تصالحا وانسجاما وعقلانية.