أظهرت نتائج دراستين أجرتهما جامعة هارفارد الأمريكية أن العصارة المرارية تعزز التمايز والنشاط لعدة أنواع من الخلايا التائية المشاركة في تنظيم الالتهاب والمرتبطة بالتهابات الأمعاء، كما أنها تكشف أن الميكروبات المعوية مهمة لتحويل الأحماض الصفراوية إلى جزيئات ذات إشارة مناعية.
وتقترح الدراستان طرقًا علاجية محتملة لتعديل الالتهابات المعوية، وهي العملية التي تقوم عليها تطور حالات المناعة الذاتية مثل مرض الأمعاء الالتهابي، والذي يشار إليه عادةً باسم مرض التهاب الأمعاء.
وكشفت الدراسة الأولى - التي أجراها عالم المناعة جون هوه، ونشرت في عدد يناير من مجلة (ناتشر) الطبية- أن الأحماض الصفراوية تمارس تأثيرها المناعي عن طريق التفاعل مع الخلايا المناعية في الأمعاء، وعند خروج العصارة من المرارة تستكمل واجباتها الذائبة في الدهون، فإنها تشق طريقها إلى الجهاز الهضمي ، حيث يتم تعديلها إلى جزيئات مناعة تنظيمية بواسطة بكتيريا الأمعاء؛ تقوم العصارة المرارية المعدلة بعد ذلك بتنشيط فئتين من الخلايا المناعية: الخلايا التائية التنظيمية (Tregs) والخلايا التائية المساعدة للمستجيب ، وبالتحديد (Th17 ) ، كل منها مسؤول عن تعديل الاستجابة المناعية إما عن طريق كبح أو تشجيع الالتهاب.
وفي ظل الظروف العادية، تتوازن مستويات خلايا Th17 المسببة للالتهابات وخلايا Treg المضادة للالتهابات، مع الحفاظ على درجة من الحماية ضد مسببات الأمراض دون التسبب في الكثير من الالتهابات الضارة بالأنسجة، تلعب هذه الخلايا دورًا رئيسيًا في سياق العدوى المعوية وتُشعل الخلايا الـ17 التهابًا لإخماد العدوى، بينما تكبح Tregs الالتهاب بمجرد أن يهدأ التهديد غير المقيد، يمكن أن يؤدي نشاط Th17 أيضًا إلى التهاب شاذ يعزز مرض المناعة الذاتية ويؤدي إلى تلف الأمعاء.
وقال هوه - وهو أستاذ مساعد في علم المناعة في معهد بلافاتنيك في معهد سفينتيز للأبحاث - إن "النتائج التي توصلنا إليها تحدد آلية تنظيمية مهمة في مناعة الأمعاء، مما يدل على أن الميكروبات الموجودة في الأمعاء يمكنها تعديل الأحماض الصفراوية وتحويلها إلى منظمات للالتهابات".